* التجارة الإلكترونية تنمو 320% خلال الفترة من 2014 إلى 2020
دبي: «الخليج»
قال خبراء في مؤتمر تجزئة افتراضي، إن المتاجر الإلكترونية للبيع بالتجزئة التي تلبي احتياجات قطاعات مختلفة من المنتجات، ستصل في نهاية المطاف إلى فكرة الاندماج في متاجر أكبر على شكل هايبرماركت افتراضية متصلة أو أنظمة بيئية للسوق الرقمي.
وبلغت قيمة سوق التجزئة العالمي المتصل 16.3 مليار دولار في عام 2016 و19.4 مليار دولار في 2017. لكن النمو المستقبلي واعد للغاية مع تقدير قيمة السوق لتصل إلى 82.3 مليار دولار بحلول نهاية 2025، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الشفافية السوقية للبحوث (تي إم أر).
وشهدت التجارة الإلكترونية نمواً كبيراً في السنوات الست الماضية في جميع أنحاء العالم، وتحول الشراء التقليدي من التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية بنسبة كبيرة، مما ساعد التجارة الإلكترونية على النمو بنسبة 320% خلال الفترة من عام 2014 إلى 2020.
واتفق المشاركون في المؤتمر على أمر واحد، وهو أن متاجر البيع بالتجزئة المادية موجودة لتبقى لفترة أطول، على الرغم من التحول الرقمي ونمو التسوق عبر الإنترنت، ويعتقد بشدة أن متاجر البيع بالتجزئة المادية ستظل الدعامة الأساسية لقطاع البيع بالتجزئة لمدة عشر سنوات على الأقل، إن لم يكن أكثر.
نمو سنوي قوي
وخلال الفترة من 2017 إلى 2025، من المتوقع أن يزداد الطلب في سوق التجزئة العالمي المتصل بمعدل نمو سنوي مركب مثير للإعجاب بنسبة 19.8%. ولكن هناك عوامل تعيق النمو تؤثر في تجار التجزئة. في حين أنه من المتوقع أن يتعافى العالم بعد «كوفيد-19» بشكل أبطأ مما كان عليه بعد الأزمة المالية العالمية 2008-2009، فإن التجارة الإلكترونية هي المكان الاقتصادي المناسب حيث تندفع العلامات التجارية والمستهلكون عبر الإنترنت، وفقاً لتقرير بعنوان مستقبل التجارة الإلكترونية من شوبيفاي.
وذُكر في التقرير، الذي أعلنت نتائجه خلال مؤتمر البيع بالتجزئة الرقمي «المتجر المتصل المستقبلي»، الذي نظمته شركة «ايمجيز ريتيل مي» بالشراكة مع «هانيويل»: «تسوق ما يقرب من 150 مليون شخص عبر الإنترنت لأول مرة في ظل الوباء، وسيستمر عدد مشتري التجارة الإلكترونية في الارتفاع». وستحدد رفاهية العملاء وخبرتهم نجاح متاجر البيع بالتجزئة حيث أصبحوا أكثر اطلاعاً، وبالتالي، فإنهم سيحددون المكان الذي يريدون شراء البقالة أو السلع الأخرى منه، اعتماداً على الخبرة والرفاهية.
مستقبل المتاجر المادية
وركز المؤتمر الرقمي الذي استضافته وأدارته شروتي ناير، المحرر التنفيذي لشركة ايمجيز ريتيل مي، على مستقبل المتاجر المادية وتحديات دمج التكنولوجيا في تجارة التجزئة التقليدية. وقالت ناير: «مثلما طور العالم التقارب مع كل الأشياء الذكية - بداية من الهاتف وصولاً إلى المنازل والمدن الكاملة - تحتاج المتاجر إلى القفز على تلك العربة أيضاً، إذا لم تكن قد فعلت ذلك بالفعل. وفي هذا العقد من البيع بالتجزئة، سنرى التخصيص المدفوع بالذكاء الاصطناعي، ووصلات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، والبيئات الذكية الموجهة بأجهزة الاستشعار التي يمكن أن تحول «مركز التسوق» اليوم إلى منصة مزدهرة وغير مرئية للتعليم والترفيه ومجتمع معزز رقمياً وجديد. ونماذج أعمال لم نتخيلها من قبل».
بيوش تشوهان: المتاجر الرقمية الفردية مرشحة للاندماج
من جانبه، قال بيوش كومار تشوهان، رئيس قسم المعلومات في مجموعة اللولو الدولية: «لن يكون المنتج هو العامل المميز بعد الآن. إن تجربة البيع بالتجزئة الشاملة هي التي ستحسب. وستكون التكنولوجيا، التي تعد جزءاً واحداً من التحول الرقمي بأكمله، هي الفارق الرئيسي في هذه الرحلة التحولية. وفي المستقبل، ستندمج المتاجر الرقمية الفردية التي تلبي مختلف شرائح المنتجات في نهاية المطاف في أسواق النظام البيئي حيث سيحصل العملاء على كل شيء في مكان واحد. هذا هو المتجر المتصل وهذه هي الطريقة التي أرى بها مستقبل صناعة البيع بالتجزئة. ومع ذلك، يجب أن تعمل التكنولوجيا بطريقة تفيد المستهلكين».
«على الرغم من التحول الرقمي، فإن أساسيات صناعة البيع بالتجزئة لم تتغير»، كما يقول آشيش بنجابي، مدير العمليات بشركة جاكي للبيع بالتجزئة، وأضاف قائلاً: «العميل هو محط اهتمام أنشطتنا، سواء كانت تجارة التجزئة المادية أو الرقمية. ومع ذلك، فقد تضاعفت خيارات الوصول إلى العملاء من خلال الهواتف الذكية ويمكننا الآن فهم أنماط سلوك المستهلك من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليلات البيانات».
ميروسلاف كافدجييف: التجارة الإلكترونية قفزت 4 مرات
بدوره، قال ميروسلاف كافدجييف، نائب الرئيس والمدير العام ل«هانيويل لحلول السلامة والإنتاجية»: «لا شك في أن الرقمنة والتنقل كانا في الاتجاه السائد من قبل، ولكن ما حدث في عام 2020 هو أن التعبئة من خلال تكنولوجيا الهاتف المحمول للتعامل مع الطلب انتقلت إلى المقدمة، وأدخل تجار التجزئة العديد من التقنيات الجديدة أثناء الوباء لتعزيز أعمالهم. في آخر 12 إلى 14 شهراً، كان تجار التجزئة مؤشرين تماماً حتى يتمكنوا من خدمة العملاء بسهولة وفقاً لمتطلباتهم. ومن الواضح أن عمليات الشراء داخل المتجر قد انخفضت أمام صناعة البيع بالتجزئة ولكن على الجانب الآخر، ارتفع التداول من خلال التجارة الإلكترونية بمقدار 3-4 مرات».
سيد حبيب: قطاع تحسين المنازل يسير بشكل أفضل
وقال سيد حبيب، مدير تطوير الأعمال والامتياز والتجارة الإلكترونية في «دانوب هوم»: «إن قطاع تحسين المنازل يسير بشكل أفضل من ذي قبل حيث قفزت المبيعات في الشركة خلال فترة جائحة كوفيد -19. وزاد إقبال العملاء عبر متاجرنا، ويرجع ذلك جزئياً إلى التركيز المتجدد على أثاث المنزل ومستوى الراحة حيث يقضي الناس في المنزل وقتاً أكثر من ذي قبل».
وأصبح لدى تجار التجزئة الآن فهم أفضل لاحتياجات العملاء باستخدام تحليلات بيانات العملاء من أجل فهم متطلبات المستهلك بشكل أفضل. ونحن في مرحلة فريدة من نوعها في البيع بالتجزئة، حيث يوجد على الأقل ستة أجيال من عملاء التجزئة الذين يتسوقون اليوم. ويخلق تجار التجزئة تجربة فريدة لكل منهم.
وتعد متاجر لبيع البقالة بالتجزئة هي أقل قطاعات التجارة الإلكترونية استخداماً. وقبل الوباء، كان استخدام التجارة الإلكترونية في تجارة البقالة بالتجزئة أقل من 2%، لكن ذلك وصل الآن إلى حوالي 6-7% بعد الوباء. مما يعني أنه لا يزال هناك طريق طويل أمام التجارة الإلكترونية لتنشط في متاجر لبيع البقالة بالتجزئة.
فيليب سميث: التواصل بين بائع التجزئة والمستهلك
يقول فيليب سميث، رئيس مجموعة كمال عثمان جمجوم: «إنه من الصعب بعض الشيء على تجار التجزئة التعامل مع بيانات المستهلك، ولكن يمكن لتجار التجزئة الاستثمار في البرامج والتطبيقات التي يمكن أن تسهل الأمر. وبالنسبة لأعمال البيع بالتجزئة، فإن الجزء الأكثر أهمية هو التواصل بين بائع التجزئة والمستهلك والذي يمكن القيام به بمساعدة بث الرسائل عبر تطبيق واتساب ورسائل البريد الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي الأخرى. وأيضاً، يمكننا تقسيم العدد الكبير من الجماهير إلى شرائح صغيرة وفقاً لمتطلباتهم واحتياجاتهم».
ويوفر الإنترنت للعملاء الرفاهية بينما يمنح البيع بالتجزئة غير المتصل العملاء تجربة، كما يقول سيد حبيب: يجب على تجار التجزئة دمج بيانات المتاجر المتصلة وغير المتصلة بالإنترنت لتوفير الرفاهية لهم لأنهم يستطيعون تعلم الكثير من الأشياء من الإنترنت والتي يمكن تنفيذها في المتاجر المادية.
