عادي

«Vakeel Saab».. ملحمة سينمائية تدافع عن حقوق المرأة

17:22 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: مها عادل

يقدم الفيلم الهندي «Vakeel Saab»، ملحمة سينمائية نفذت بعناية وإتقان تصطحب المشاهد بين أحداث الفيلم الممتعة التي تستمر 156 دقيقة. ويعتبر الفيلم الذي يواصل تحقيق إيرادات قياسية منذ بدء عرضه، عودة قوية للنجم الهندي باوان كاليان للسينما بعد غياب 3 سنوات، ويحمل صرخة فنية للدفاع عن حقوق المرأة ورصد أهم القضايا والمشاكل التي تعاني منها النساء والفتيات في الهند والتي تتشابه إلى حد بعيد مع الظروف الاجتماعية التي تعيشها النساء في العالم الثالث.

يشارك في البطولة نيفيثا توماس، وبراكاش راج، وبدأ تصوير الفيلم في يناير 2020 بحيدر أباد، وبدأ عرضه في دور السينما بالإمارات يوم 9 إبريل الجاري، والفيلم من إخراج فينو سري رام، وإنتاج ديل راجو وسيريش.

يتميز الفيلم بحبكة درامية مميزة وأداء تمثيلي مبهر، كما يقدم معالجة تختلف إلى حد بعيد عن الشكل النمطي للأفلام الهندية التي عادة ما ترتبط في ذهن المشاهد العربي بالاستعراضات الراقصة والملابس الملونة والأجواء الاحتفالية رغم كل الظروف، ولكن يعتمد المخرج في الفيلم على استخدام الأغاني التي تعبر عن البطولة والموسيقى الملحمية الهندية بحكمة بالغة، إذ يلجأ إليها كوسيلة للسرد القصصي ورواية الأحداث المعبرة عن مقاومة الظلم ضد فئات بالمجتمع بينهم عمال وطلاب، سواء في الماضي أو الحاضر إلى جانب الاستخدام الموفق لأسلوب «الفلاش باك» الذي يلقي الضوء على شخصية بطل الفيلم وتاريخه ومشواره في التصدي للظلم بكل أنواعه.

ويهتم الفيلم في بدايته بتسليط الضوء على مناصرة البطل للمظلومين من العمال والفقراء والبسطاء وحرصه على دراسة القانون ليكون سلاحه لمنع الظلم ونصر الحق، وذلك من خلال «الفلاش باك». وفي نفس الوقت يتماشى هذا الخط الدرامي بالتوازي مع سرد أحداث الحاضر وتعريفنا بقصة طموح 3 فتيات من البسطاء غادرن قريتهن بحثاً عن حياة أفضل بالمدينة وتحقيق ذواتهن بالعمل وتدبير نفقاتهن ونفقات أسرهن الفقيرة. وتتصاعد الأحداث عقب تعرض الفتيات لحادث اعتداء واتهامات قضائية ظالمة من قبل مجموعة من الشباب الذين ينتمون لطبقة عليا وأحدهم ابن مسؤول كبير يتمتع بالسلطة والنفوذ، وتبدأ رحلة الفتيات للبحث عن حقوقهن وإظهار الحقيقة واللجوء للمحامي الشهير المناصر لحقوق المظلومين لمساعدتهم وتدور الأحداث في سلسلة متلاحقة من المغامرات لا تخلو من الإثارة، إذ يقوم صناع الفيلم بتوظيف جيد للمعارك ومشاهد الأكشن الأمر الذي أضاف للعمل الكثير من أجواء الترقب والإثارة والتشويق وبجرعة مناسبة ومبررة دراميا.

وخلال الفيلم تتزايد وتيرة الإثارة وتتلاحق الأنفاس وتتسارع الأحداث حينما يمتد الخلاف بين محامي الفتيات ومحامي الشباب أصحاب النفوذ داخل قاعات المحاكم في مبارزة تمثيلية تحبس الأنفاس وهنا يبرز جليا مهارة المخرج في الحفاظ على إيقاع العمل المتسارع والجاذب للانتباه رغم انتقال الأحداث إلى قاعة المحكمة المغلقة حيث لا توجد فرصة للأكشن والحركة، ولكن تحول الفيلم إلى مباراة في الأداء التمثيلي بين أبطال العمل الذين قدموا انفعالات متقلبة ما بين الغضب والبكاء والانفعال والابتهاج في صدق لافت في الأداء.

وطرح الفيلم من خلال المرافعات القانونية تساؤلات مهمة عن المعتقدات السائدة بالمجتمع عن المرأة وضرورة تغييرها، كما نجح المخرج في توظيف أدواته في جميع المشاهد من خلال استغلال المناظر الطبيعية الخلابة بالهند كخلفية للأحداث واستخدامه الموفق للموسيقى التصويرية وسرعة القطع في المونتاج. وفي نهاية الفيلم تلخص المرافعات النهائية أهم الضغوط التي يلقيها المجتمع على كاهل المرأة ويجب مواجهتها والتخلص منها، بعد أن أثبتت النساء في كل أنحاء العالم قدرتهن على مشاركة الرجل مسؤوليات الحياة وبناء الأوطان. ووجه الفيلم رسالة لكل أنظمة الدولة الهندية بضرورة تغيير النظرة النمطية للمرأة والكيل بمكيالين فيما يخص الحقوق والواجبات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"