عادي

«الوطني»: الإمارات بقيادة خليفة تقدم نموذجاً عصرياً جاذباً للعقول المبتكرة

18:16 مساء
قراءة 5 دقائق
Aadff

أبوظبي:سلام أبوشهاب
أكد المجلس الوطني الاتحادي، أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقدم نموذجاً عصرياً يفاخر به الجميع، وأصبحت موطناً جاذبا للعقول المبتكرة، ومقصدا لراغبي جودة الحياة. ولعل نجاح دولتنا يعتمد في أحد مقوماته على أن قيادتنا الرشيدة وشعبها الكريم كانا وما يزالان مرجعيتهما الأساسية الدين الحنيف والقيم الحضارية الأصيلة، والعادات والتقاليد العريقة التي ربطت جذور الماضي بمستجدات الحاضر، التي أرساها الوالد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسون.
    وقال المجلس في الرد على خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر، واعتمده المجلس في جلسة سابقة: إن المجلس يتشرف أن يرفع إلى مقام سموّكم الكريم رده على خطابكم لأعضاء المجلس في 26 نوفمبر 2020، بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي السابع عشر. 
وأضاف في الرد الذي حصلت «الخليج» على نسخة منه: إننا نتمسك بهذه الثوابت الوطنية في الفعاليات البرلمانية الإقليمية والدولية، ونؤكد مبادئنا في احترام قواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتدعيم مبادرات الحوار والتفاهم والصداقة، وحل النزاعات سلمياً، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ومحاربة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله.
رفعة الوطن 
وقال: نود استهلالاً، التعبير عن اعتزازنا بتقديركم العميق للجهود التي يبذلها المجلس في ممارسة سلطاته الدستورية من أجل رفعة الوطن والمواطن، ولعل حرص سموّكم ودعمكم الدائم، وصاحب السموّ نائب رئيس الدولة رعاه الله، وأصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، لدور المجلس ومسؤولياته في المسيرة الاتحادية المباركة لدولتنا، يشكل زاداً غنياً لشحذ هممنا، ومنهلاً لعزائمنا، لبذل المزيد من العطاء، والتفاني في أداء الواجب الوطني لتحقيق غايات الوطن وتعزيز مكتسباته. 
وأضاف: يطيب للمجلس في هذه المناسبة، أن يجدد العهد لسموّكم، ببذل غاية جهده في تحقيق تطلعاتكم، وطموحات المواطنين، وأن يكون أكثر قدرة، وأكبر فاعلية، وإسهاماً في قضايا الوطن، لتعزيز مكانة الدولة الريادية عالمياً، وترسيخ دعائم اتحادنا المجيد.
تحديات ومتغيرات 
وتابع: تدارس المجلس، ما تضمنه خطابكم الكريم، من تطلعات وقضايا تمثل مرتكزات أساسية لمعالم طريقنا الوطني حاضراً ومستقبلاً، ويؤكد توافقه التام مع رؤيتكم الحكيمة في أن طبيعة المرحلة الراهنة حافلة بالتحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية. والمجلس إذ يعبر عن ثقته الكاملة بأن قيادتكم الحكيمة، والتفاف الشعب وولاءه لقادة وطنه، وتعاون مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية، وتكاتفنا، سيمثل أساساً صلباً وقوة منيعة لتجاوز هذه التحديات، فنهجنا الوطني لا يعرف مستحيلاً في التصدي لأي مخاطر، وإرادتنا الوطنية تحاكي كل طموح نبتغيه، ولعل حاضرنا المزدهر يبرهن بجلاء ما حققته دولتنا الفتية بعد 49 عاماً فقط، من قيامها، بتصدر مؤشرات التنافسية العالمية في مختلف ميادين الحياة. 
وسيظل المجلس ـ يا صاحب السموّ ـ العضيد القوي لسموّكم، وللحكومة في التعامل مع قضايا الحاضر، وطموحات المستقبل. وسيكون التنسيق والتعاون بين المجلس والحكومة، حجر الزاوية المتين لكل عمل يعزّز تقدم هذا الوطن، وفق مستهدفات «رؤية الإمارات 2071».
الفكر الاستباقي 
وأضاف: الأوضاع الاستثنائية التي يشهدها العالم بسبب تفشي جائحة «كورونا» لم تبطئ مسيرة التنمية الشاملة، ولا يسعنا إلا أن نسجل عظيم تقديرنا للجهود المباركة، والبذل الغالي، والعطاء النفيس لسموّكم وحكومتنا الرشيدة في التعامل السابق والمبكر مع هذه الجائحة عبر الخطط المدروسة، والتدابير الواعية، والفكر الاستباقي، ما كان له أبلغ الأثر في الحد من آثارها في اقتصادنا ومواطنينا والمقيمين على أراضينا.
كما يثمن المجلس عالياً الدور الإنساني المتأصل في سياسات الدولة في التعامل مع تداعيات الأزمة على شعوب العالم، خاصة ما يتعلق بالمسارعة في تقديم الإمدادات الطبية لعدد من الدول، إعلاء لقيم الدولة ومبادئها في نجدة الأشقاء، ومد يد العون للأصدقاء.
تطوير آليات العمل 
وأضاف، إذا كان مجلسنا بتوفيق من الله ثم دعم سموّكم، استطاع مواصلة مسيرة أعماله وإنجازاته باستمرار عقد جلساته، واجتماعات لجانه عن بُعد، فإننا نعبر كذلك عن تمنيات المجلس بأن تحقق استراتيجية الدولة لما بعد «كوفيد ـ 19» مستهدفاتها في تلبية الاحتياجات التنموية الملحّة، وإننا في المجلس سنواصل دورنا التشريعي والرقابي في طرح التوصيات، وإدخال ما يلزم من تعديلات على مشروعات القوانين، لعلاج مواطن الخلل في القطاعات التي واجهت صعوبات أكثر من غيرها في التعامل مع هذه الأزمة، وتطوير آليات عمل القطاعات الأخرى. 
وندرك في مجلسنا أن صياغة الحياة في دولتنا للخمسين عاماً المقبلة تتطلب فكراً غير مسبوق، ورؤى إبداعية لتشييد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال المقبلة، ونؤكد أن مجلسنا سيكون في تكاتف دائم مع الحكومة، لتحقيق مستهدفات خططها الاستراتيجية الطموحة، وتوجيهاتها في استشراف المستقبل.
برامج مستقبلية 
وقال:ً المتغيرات العالمية وما يسايرها من برامج مستقبلية يستوجبان حكومة مرنة قادرة على استيعاب احتياجات العمل الوطني على أسس من الاستباقية، والجاهزية العالية، وتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية بمستوى طموح رؤى الدولة المستقبلية للخمسين عاماً المقبلة، وتعزيزا لما تتمنونه سموّكم من المجلس بأن يكون سلطة داعمة ومرشدة ومساندة للحكومة. ونتبنى في هذا الفصل التشريعي برامج عمل هدفها تطوير أدوارنا الدستورية في التشريع والرقابة.
غد أفضل 
وأكد: نهنّئ سموّكم وحكومتنا وشعبنا الكريم على هذا الإنجاز الذي يعد أول مسبار عربي إسلامي يطلق لكوكب المريخ لاستكشاف الفضاء الخارجي، ومما يدعونا للفخر والزهو أن هذا المسبار تم على يد فريق من الشباب الإماراتي المعني بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقاته، فأبناؤك يا صاحب السموّ نجحوا بكل اقتدار في ترجمة رؤية القيادة، وحلم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى واقع. 
وأوضح، لعل مقولتكم الحكيمة «بناء الإنسان يختلف تماماً عن كل عمليات البناء الأخرى، لأنه أساس التنمية وموردها الرئيسي»، جعلت المجلس في فصله التشريعي الحاضر يولي أهمية بالغة للتعليم، وجعلها في صدارة أولويات جلساته الأولى في دوري الانعقاد العادي الأول والثاني للفصل التشريعي السابع عشر، وإننا نعبر عن توافقنا الكامل مع تأكيدكم أن «العملية التعليمية بقدر ما حققت من مستويات التأهيل العلمي المختلفة فإنها في تحد مستمر ومتصاعد» وقناعتنا ـ يا صاحب السموّ ـ تماثل قناعاتكم في أهمية التعليم لأنه الرافد الأساسي، والمورد الطبيعي لبناء أجيال مواطنة تواكب احتياجات سوق العمل المستقبلي الذكي، الذي يمثل مقوماً لا غنى عنه لمستقبل الدولة في مئوية 2071، فالتعليم مسؤولية وطنية ومجتمعية يتشارك في أدائها كل أبناء الوطن ومؤسساته العامة والخاصة.
الاستراتيجية الوطنية 
وأضاف: الشعبة البرلمانية للمجلس ـ والمعنية بالملف السياسي ـ تولي أهمية بالغة للقضايا الاستراتيجية الوطنية وفي مقدمتها استعادة جزرنا الثلاث «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى»، وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية، وستظل هذه القضية محط اهتمام المجلس ودبلوماسيته البرلمانية، حتى تعود هذه الجزر إلى حاضنتها الأم دولة الإمارات. 
وقال: المجلس يثمن عالياً «الاتفاق الإبراهيمي» الذي جاء ليؤكد مبادئ السياسة الخارجية للدولة، وعلى رأسها الإسهام الفعال في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ويرى أن هذا الاتفاق خطوة واعدة لقيادة التغيير في المنطقة، ويؤكد السعي الجاد لحل النزاعات بالطرق السلمية مع إسرائيل، دون التخلي عن ثوابت الموقف العربي والقضية الفلسطينية. كما أن هذا الاتفاق يمثل فرصة سانحة لجهود إقليمية ودولية وأممية، يبنى عليها لتحقيق السلام العادل، والشامل، والدائم في منطقة الشرق الأوسط.
 
التضامن العربي 
وأضاف: المجلس يسعى بمشاركته في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية على تعزيز التضامن العربي، والإسلامي، والدولي المشترك على أسس التسامح، وحسن الجوار، واحترام الحقوق المشروعة، وتأكيد الإخاء الإنساني، والتعايش السلمي والحوار مع الآخر، وسيعمل المجلس جاهداً من خلال الدبلوماسية البرلمانية وبالتعاون والتنسيق مع الحكومة على تحقيق الاستفادة من كافة الفرص المتاحة في مجالات عمل السياسة الخارجية لتعظيم العائد لمصالحنا الوطنية الاستراتيجية. 
 وختاماً يا صاحب السموّ، فإن المجلس يتوجه إلى الله العلي القدير أن يحفظ سموّكم، وإخوانكم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، ويسدد على طريق الخير خطاكم؛ إنه نعم المولى ونعم النصير. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"