سجلت الهند، أمس الخميس، 314835 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، وهي أعلى زيادة يومية مسجلة في العالم، في وقت بدأت النسخة الهندية المتحورة من فيروس كورونا تثير قلق العلماء.
ويعد الرقم الذي سجلته الهند للإصابات، امس الخميس، أعلى من الرقم القياسي السابق الذي سجلته الولايات المتحدة في يوم واحد على مستوى العالم، وهو 297430 إصابة جديدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وبلغ إجمالي حالات الإصابة في الهند الآن 15.93 مليون، بينما ارتفعت الوفيات بمقدار 2104 لتصل إلى 184657، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة.
يأتي ذلك، في وقت أصدرت المستشفيات في شمال وغرب الهند، بما في ذلك العاصمة نيودلهي، إخطارات تقول فيها إن لديها ساعات قليلة فقط من الأوكسجين الطبي اللازم لإبقاء مرضى «كوفيد 19» على قيد الحياة.
ووفقاً لقاعدة بيانات حكومة دلهي على الإنترنت، فإن أكثر من ثلثي المستشفيات ليس فيها أسرة شاغرة، ونصح الأطباء المرضى بالبقاء في المنزل.
وعرض التلفزيون صوراً لأشخاص يحملون أسطوانات أوكسجين فارغة تتكدس في منشآت إعادة التعبئة في ولاية أوتار براديش الأكثر اكتظاظا بالسكان، وهم يسعون لإنقاذ أقاربهم في المستشفى.
وقال خبراء الصحة إن الهند تخلت عن حذرها عندما بدا أن الفيروس تحت السيطرة خلال فصل الشتاء، مع تسجيل 10 آلاف إصابة يومياً، ورفعت القيود للسماح بالتجمعات الكبيرة.
كما تعرضت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لانتقادات بسبب عقدها تجمعات سياسية حاشدة للانتخابات المحلية، والسماح بمهرجان ديني يتجمع فيه عشرات الملايين.
المتحورة الهندية
بعد المتحورة «البرازيلية» لفيروس كورونا، تثير متحورة «هندية» بدورها القلق نظراً لخصائصها، والتدهور السريع للوضع الصحي في الهند، ولكن لم يثبت حتى الآن أنها أشد عدوى أو مقاوِمة للقاحات.
واكتُشفت المتحورة المسماة باسم سلالتها «B.1.617» في غرب الهند، في أكتوبر/ تشرين الأول. وهي تعد «متحورة مزدوجة» لأنها تحمل طفرتين مقلقتين على مستوى بروتين شوكة فيروس سارس-كوف-2 وهو نتوء على غلافه يتيح له الالتصاق بالخلايا البشرية:
الطفرة الأولى وتُسمى E484Q قريبة من تلك التي لوحظت على المتحورتين الجنوب إفريقية والبرازيلية (E484K)، ويشتبه في تسببها بخفض فعالية اللقاح مع زيادة خطر الإصابة مرة أخرى «بكوفيد-19».
الطفرة الثانية، وتُسمى L452R عثر عليها على متحورة رُصدت في كاليفورنيا، وقد تكون قادرة على إحداث زيادة في انتقال العدوى.
وهذه هي المرة الأولى التي تُرصد فيها الطفرتان معاً على متحورة منتشرة على نطاق واسع.
وتثير هذه الخصائص مخاوف من أن تكون لدى المتحورة «مقاومة» أشدّ للقاحات الحالية ضد فيروس كورونا والتي طُورت للتعرف إلى بروتين شوكة سلالات سابقة من الفيروس. لكن لم يثبت هذا في الوقت الحالي.
وأشار عالم الفيروسات برونو لينا عبر إذاعة فرانس انتر، إلى أن «الطفرة 484 قد تكون مسؤولة جزئياً، عن الفشل المناعي، ولكنها وحدها لا تكفي للتسبب بذلك. يجب أن ترتبط بطفرات أخرى لا نراها في هذه المتحورة الهندية».
وقال راكيش ميشرا من مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية في مدينة حيدر أباد لوكالة فرانس برس: «أعتقد أنه في غضون أسبوع، أو أسبوعين سيكون لدينا تقدير كمي أفضل لاستجابة المتحورة (الفيروسية) للقاح».
وينبع القلق أيضاً من أن تكون المتحورة أشد عدوى فتسهّل زيادة عدد الإصابات في وقت يحاول فيه الكثير من البلدان كبح موجة ثانية، أو ثالثة من الوباء.
ويثير الوضع في الهند قلق بلدان عدة، إذ إنها تواجه ارتفاعاً قياسياً في مستوى الإصابات والوفيات بعدما نجحت حتى وقت قريب في الحد من تأثير الوباء.
وفرضت المملكة المتحدة، يوم الاثنين الماضي، قيوداً على الرحلات الجوية الآتية من الهند لتسمح بعودة البريطانيين المقيمين فقط، بعد تأكيد 103 إصابات بالمتحورة «الهندية» على أراضيها، كما أضافت فرنسا، امس الأول الأربعاء، الهند إلى قائمة الدول التي يخضع الوافدون منها لحجر صحي إلزامي.(وكالات)
