عادي

تجدد التوتر بين الصين وأستراليا على طريق الحرير الجديد

17:21 مساء
قراءة 3 دقائق
وانج شينينج نائب رئيس البعثة في السفارة الصينية في أستراليا يصافح مايكل سميث في نادي الصحافة الوطني الأسترالي في كانبيرا.. وكان سميث أحد آخر الصحفيين العاملين لدى وسائل الإعلام الأسترالية الذي يغادر الصين (أ.ب)
وانج شينينج نائب رئيس البعثة في السفارة الصينية في أستراليا يصافح مايكل سميث في نادي الصحافة الوطني الأسترالي في كانبيرا.. وكان سميث أحد آخر الصحفيين العاملين لدى وسائل الإعلام الأسترالية الذي يغادر الصين (أ.ب)

هددت بكين، الخميس، كانبيرا، بالرد بعد إلغاء اتفاق حول مشروع «طرق الحرير الجديدة» معتبرة أنه يشكل «مساساً خطراً» بالعلاقات الثنائية المتوترة فعلاً.
وبدأت العلاقات الثنائية الأسترالية الصينية تتدهور عام 2018، حين أقصت كانبيرا مجموعة هواوي العملاقة الصينية للاتصالات من مشروع مد شبكة إنترنت الجيل الخامس (جي ـ 5) وسط اتهامات بالتجسس، وبشأن الوضع في هونج كونج وحول منشأ وباء كوفيد ـ 19.
وفي أجواء التوتر هذه، أعلنت الحكومة الفيدرالية الأسترالية، الأربعاء، إنهاء اتفاق وقعته ولاية فكتوريا، للانضمام إلى «طرق الحرير الجديدة».
وأطلق هذا المشروع في 2013 بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينج، بهدف تحسين الروابط التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها من خلال بناء الموانئ والسكك الحديد والمطارات أو المجمعات الصناعية.
وقال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون لمحطة إذاعية: «لا يمكننا السماح بهذا النوع من الاتفاقات (..) لأنها تستخدم لأغراض دعائية».
ويأتي ذلك غداة إعلان وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، إلغاء الاتفاقات التي أبرمتها ولاية فكتوريا مع الصين في 2018 و2019، معتبرة أنها تتعارض مع السياسة الخارجية التي تنتهجها كانبيرا.
وبموجب الدستور الأسترالي، فإن الحكومة الفيدرالية مسؤولة عن الشؤون الخارجية والدفاع، في حين تعود مسؤولية قطاعات مثل الصحة والتربية إلى الولايات والمناطق.
تعسفية 

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إن هذه الخطوة تؤكد رغبة حكومته في انتهاج سياسة خارجية تهدف إلى خلق «عالم يبحث عن التوازن لصالح الحرية».
واعتبر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين في مؤتمر صحفي، الخميس، «أنه تدخل تعسفي في التعاون والمبادلات الطبيعية».
وأضاف أن ذلك يشكل «مساساً خطراً بالعلاقات الصينية الأسترالية والثقة المتبادلة بين البلدين»، مشيراً إلى أن «الجانب الصيني يحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات إضافية في هذا الصدد».
وأقرت كانبيرا العالم الماضي، قوانين جديدة اعتُبرت موجهة ضد الصين، تسمح لها بإلغاء أي اتفاق بين ممثلي ولاية أسترالية ودولة ثالثة، ترى أنه يشكل خطراً على المصلحة الوطنية.
ويعد الاتفاق على مشروع «طرق الحرير الجديدة» هو الأول الذي يتم إلغاؤه، فيما يعتبر منتقدوه أنه يشكل وسيلة للصين لبسط نفوذها على الصعيد السياسي والاقتصادي.
ورأى وزير الدفاع الأسترالي أن كانبيرا «قلقة» من عقد حكومات محلية اتفاقات من هذا النوع مع بكين. وأوضح أن مشكلة الحكومة ليست مع الشعب الصيني؛ بل في «قيم أو رؤية الحزب الشيوعي الصيني».
الجيل الخامس و«كوفيد ـ 19»

واعتبرت السفارة الصينية في أستراليا، الأربعاء، في بيان، قرار كانبيرا «غير منطقي واستفزازياً» و«يدل على أن الحكومة الأسترالية لا تمتلك أي صدقية في تحسين العلاقات» بين البلدين.
ورد داتون أنه «سيصاب بخيبة أمل كبيرة» إذا قامت الصين بالرد، ولكن أستراليا في جميع الأحوال «لن تهاب أحداً». وأضاف الوزير الأسترالي: «سندافع عما نؤمن به وهذا بالضبط ما قمنا به هنا».
وبدأت العلاقات الثنائية تتراجع في 2018، عندما استبعدت أستراليا مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي من بناء شبكتها للجيل الخامس (جي ـ 5) باسم الأمن القومي.
وتفاقم التوتر عندما انضمت أستراليا إلى الولايات المتحدة ودعت العام الماضي إلى إجراء تحقيق دولي في مصدر وباء «كوفيد ـ 19»، مما أغضب بكين التي رأت أن الطلب جاء بدوافع سياسية.
كما اتهمت أستراليا، الصين، بانتهاج سياسة قمعية تجاه المعارضة المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج واعتقال مواطنين أستراليين تشتبه في أنهما كان يتجسسان أو يعرضان الأمن القومي للخطر.
وفرضت بكين سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الانتقامية في الأشهر الأخيرة ضد عشرات المنتجات الأسترالية، بما في ذلك الشعير ولحوم الأبقار. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"