عادي

دراسة جديدة لـ «تريندز» تؤكد أهمية «دبلوماسية اللقاحات» في مواجهة الجائحة

20:23 مساء
قراءة دقيقتين

أبوظبي: «الخليج»

نشر «تريندز للبحوث والاستشارات» مؤخراً دراسة جديدة تناولت دور الدبلوماسية في إنجاح الجهود الرامية إلى احتواء جائحة كورونا.

وتؤكد الدراسة أن احتواء الوباء بات يتطلب تنسيقاً دبلوماسياً يشمل المنظمات الدولية والحكومات والمجتمع العلمي والشركات والمنظمات غير الحكومية في إطار تعاوني أطلق عليه مسمى «دبلوماسية لقاحات كوفيد-19».

وتشير الدراسة إلى أنه ليس أمام الحكومات كي تخدم مصالح بلدانها إلا الدبلوماسية والتعاون والتخلي عن الأطر الضيقة للمنافسة وقصر النظر، وتوضح أن دبلوماسية اللقاح ليست بالفكرة الجديدة، حيث تتمثل أهدافها المركزية في تعزيز الحالة الصحية في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه تحسين العلاقات وتعزيزها بين الدول؛ فتاريخ التعاون الدولي للسيطرة على الأمراض المُعدية والمدارية يعود إلى القرن الرابع عشر على الأقل، عندما تم استحداث ممارسات الحجر الصحي والعزل للمرضى.

وتلفت الدراسة النظر إلى أن الدول الأكثر ثراءً في العالم هي الأجدر بتبني دبلوماسية اللقاح، لكنها لم تتحمل مسؤولياتها حتى الآن على الأقل؛ فالولايات المتحدة التي كان ينبغي أن تقود هذه المجموعة من الدول هي واحدة من أكثر الدول تضرراً من وباء كورونا الآن، وهو الأمر الذي يُعزَى في جانب كبير منه إلى إهمال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعدم كفاءتها، إذ لم يبدأ التغيير هناك إلا بعد أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم، حيث بدأ في تغيير مسار الأشياء ودعم برامج اللقاحات في الخارج، في غضون ذلك، تبين أيضاً أن الاتحاد الأوروبي - الذي كان ينبغي أن يكون مثالاً يُحتذَى به في التكامل الاقتصادي الإقليمي بكونه فوق الحدود الوطنية الفردية - يرزح تحت ثقل ضغط الوباء. ومن ثم، فإن دعمه للجهود الدولية لتوزيع اللقاحات لا يتسم إلا بالبطء.

وتصف الدراسة المبادرات الدبلوماسية الحالية بشأن بفيروس كورونا بأنها فردية صدامية وليست تعاونية، فدبلوماسية لقاحات كوفيد19 الحالية مقسمة بين مخططات الدول الفردية، مثل تلك الخاصة بالصين أو الهند أو روسيا، وآلية «كوفاكس» الرامية إلى ضمان توزيع عادل للقاحات ضد فيروس كورونا في الدول الفقيرة، إضافة إلى الآليات الطبية الخاصة بالتشخيص والعلاجات، وضمان الوصول السريع والعادل والمنصف للقاحات في جميع أنحاء العالم؛ فآلية كوفاكس تلك لاتزال في بدايتها، وحتى الآن تم تسليم أكثر من 38 مليون جرعة من اللقاح إلى 98 دولة. وعلى الرغم من ذلك فلا تزال هناك عشرات البلدان الفقيرة الأخرى التي تنتظر اللقاحات لبدء تلقيح العاملين في مجال الصحة وكبار السن فيها.

وترى الدراسة أنه على الرغم من فداحة هذه الأزمة فإن ثمة ضوءاً في نهاية النفق المظلم يتمثل - من وجهة نظر الباحث - في المنافسة الجارية حالياً بين كلٍّ من الولايات المتحدة والصين وروسيا على النفوذ الدولي، والتي من شأنها أن تسرّع من تبني دبلوماسية اللقاح كأداة ل «كسب القلوب والعقول».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"