عادي

«كورالاين».. المغامرة ملكة حواس الأطفال

23:57 مساء
قراءة 3 دقائق
7

الشارقة: عثمان حسن

«كورالاين» هي من أشهر الروايات التي كتبها الإنجليزي نيل غايمان، وحازت شهرة أدبية كبيرة، وتحولت إلى عرض مسرحي، وفيلم سينمائي، عن فتاة صغيرة، تنتقل برفقة والديها إلى إلى بيت آخر، لتجد نفسها وحيدة تعاني فراغاً كبيراً بسبب انشغال والديها عنها في العمل، فتقرر استكشاف منزلها الجديد، وتفاجأ بوجود باب صغير يؤدي إلى عالم آخر، هو نسخة طبق الأصل من عالمها وحياتها الخاصة، وفيه قدر كبير من الآباء والجيران والأصدقاء الودودين والمرحين، باستثناء أنهم يضعون أزراراً سوداء مكان عيونهم الطبيعية، ورغم ذلك تسعد كورالاين بهذه الأجواء وتقرر زيارة هذا العالم في كل ليلة.

تحدث المفارقة في إحدى الليالي حين تطلب منها الأم الجديدة، والأب الجديد العيش معهم، شرط أن تسمح لهذه الأم بخياطة أزرار في عينيها، فترتعد كورالاين خوفاً، وتقرر العودة إلى عالمها الطبيعي، فتكتشف اختفاء والديها الحقيقيين، وهنا، تقرر العودة مرة أخرى لاقتحام هذا العالم الموحش، وتحدي الساحرة الشريرة آكلة عيون الأطفال، انتهاء بإنقاذها على يدي صديقها «وايبي».

وجدت الرواية تفاعلاً كبيراً من قبل القراء، حيث يستعرض أحدهم مناسبة الرواية، التي كتبها مؤلفها على مراحل لابنته الصغيرة «هولي» وامتد هذا المشروع لسنوات، ويقول: «ربما يكون وصف جايمان لروايته بأنها مخيفة، ولكنها مسلية، هو أفضل وصف، لا سيما أنها تشتمل على عناصر وإشارات غامضة وأسطورية، تمزج ببراعة بين عناصر الغموض، وأسلوب غايمان الفريد في الكتابة» ويتابع: «يتمتع غايمان بقدرة فريدة على صنع حبكة مرحة، تذكرنا بعمله الرائع «كتاب المقبرة».

قارئ آخر يشير إلى قدرة مؤلف الرواية على صياغة كلاسيكية معاصرة، ويشبهها برواية «أليس في بلاد العجائب» وبيتربان»، حيث يتتبع فيها مسيرة طفلة شجاعة، تقف بحزم أمام شرور الأم الثانية التي تريد امتلاكها، على طريقتها الخاصة.

قارئة تسلط الضوء على شخصية بطلة الرواية، بوصفها طفلة طبيعية كغيرها، تشعر بالخوف، لكنها تمتاز بقوة الإرادة والتحدي، وهي ميزة مكنتها من رفض الاستسلام والهزيمة، والإصرار على مقاومة الشر والتغلب عليه، وتقول: «من الخطأ منع الأطفال من الخروج من المنزل بحجة خطفهم أو تعرضهم للأذى، يجب أن نطلق سراحهم، مثل العصافير ليحلقوا عالياً، وأن نعلمهم معاني الحب، والشجاعة، والرغبة الجامحة في الاكتشاف والتعرف إلى الآخر» وتتابع: «هذه مشاعر لا يمكن تعلمها من الكتب أو التلفاز، بل من الواقع، فلا شيء ينمي روح الإقدام والمغامرة سوى التجربة، وتعلم استثمار أقصى ملكات الحواس تماماً مثل كورالاين، سريعة البديهة، تلقائية التصرف، التي حولت خوفها سهماً، رمته بقوس شجاعتها، فكسبت التحدي، وحبست الظلمة في مكانها الذي تستحقه».

«أحبُّ القصص التي تتحدّث عن الأطفال، وتسرد بعذوبة على لسان الصغار، فتلامس روحهم الطفولية» بهذا الاستهلال تعبر قارئة عن إعجابها بالرواية وتقول: «بغضّ النظر عن الحبكة، ومقدار انبهاري بها، فقد أعجبتني، وصرت ألجأ إليها في أيامي الصعبة، حينما تنتابني موجات من التفكير المقلق والصاخب».

قارئة تستذكر قسطاً من الحكايات المخيفة في ذاكرة الأطفال العرب، وتقول: «أظن أن رواية (كورالاين) أقل إثارة للخوف والرعب، من مثل هذه الحكايا المفزعة من زمن طفولتنا البائسة».. كما تتابع القارئة بوصف بطلة الرواية بالمُستكشفة الحاذقة، التي خاضت رحلة جميلة، مفتوحة على احتمالات غامضة، لكنها، كانت تتمنى لو أن مؤلفها حاول تعميق فكرة الرواية أكثر، على غرار ما لمسته من إمتاع ودهشة أثناء مشاهدتها لفيلم (كورالاين) المعد عن ذات الرواية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"