عادي

«نيتفليكس».. اختراق ثقافي عابر لحدود البث التدفقي

12:55 مساء
قراءة 3 دقائق
نيتفليكس

فرضت «نيتفليكس» بصماتها في زوايا الأرض الأربع، مع تجاوز عدد مشتركيها مئتي مليون، ثلثاهم خارج أمريكا الشمالية، وباتت منصة البث التدفقي التي يتنافس الكثير من أفلامها على جوائز الأوسكار، الأحد، كما «ديزني»، من المجموعات الترفيهية القليلة القادرة على إحداث أثر ثقافي على مستوى العالم كله.
ومن بين المسلسلات التي تعرضها «نيتفليكس» الأكثر بحثاً على «جوجل» في الأرجنتين عام 2020 «كوبرا كاي»، و«ذي كوينز جامبيت». وفي الهند يتصدر مسلسل «لا كاسا دي بابيل» الذي يعرض أيضاً على هذه المنصة عدد المشاهدات، ويأتي خامساً في مصر، وأولاً في نيجيريا.
وفي البرازيل، وفقاً لموقع «أومليت»، أدى إطلاق الموسم الثالث من «كوبرا كاي» في أوائل يناير/ كانون الثاني إلى زيادة عمليات البحث عن مدارس الكاراتيه بنسبة 75 في المئة. وفي العراق، قام معارضو الحكومة بتصوير ونشر مقطع فيديو وهم يرتدون بذلة حمراء، ويضعون قناعاً مماثلاً للذي يضعه أبطال مسلسل «لا كاسا دي بابيل».
وفي كل أنحاء العالم «أصبحت نيتفليكس الوجهة النهائية لأي شخص يبحث عن (مسلسل أو فيلم جديد) رائج» وفق ما كتب أوليفر سكينر مدير التسويق في شركة الدبلجة «فويسز» أخيراً، في منشور على مدونته.

عشرات اللغات 
وتمكنت «نيتفليكس» التي تنشر مسلسلات مترجمة إلى عشرات اللغات على الإنترنت، وهي سابقة، من توجيه المحادثات السائدة على الشبكات الاجتماعية حول محتواها في الأشهر الأخيرة، من «تايجر كينج» إلى «لوبين».
ومع ذلك، ثمة فجوة بين مسلسلات المنصة وأفلامها. ورغم 35 ترشيحاً لجوائز الأوسكار لم يكن لأي من الأفلام المرشحة تأثير شعبي كبير.
وفي عالم تلفزيوني أكثر تجزؤا من أي وقت، فإن «مسلسلاً معيناً على نيتفليكس (...) لديه التأثير الثقافي نفسه للذي تملكه المسلسلات التي كانت تعرض على الشبكات الأمريكية الكبرى (إيه بي سي، وسي بي إس، وإن بي سي) حتى ثمانينات القرن العشرين»، كما قال أستاذ علم الاجتماع المتخصص في صناعة الترفيه في جامعة كاليفورنيا.

منافسة محتدمة 
ورغم وصول المنصات المنافسة إلى حجم نيتفليكس، ما زالت المنصة سبّاقة بفضل تراكم البيانات حول عادات مستهلكيها المشتركين البالغ عددهم 207 ملايين، على ما أكد أسوين بوناثامبيكار الأستاذ في جامعة فيرجينيا، مضيفاً «تتيح لهم فهم الاتجاهات التي تتجاوز العوامل الديموغرافية وتحديد المسلسل التي يرغبون في مشاهدته».
لكن هل البصمة التي تركتها «نيتفليكس» غير مسبوقة؟، «سيكون الأمر أشبه بالسؤال عما إذا كان التأثير الثقافي لنتفليكس أقوى من تأثير ديزني. لست متأكداً من أن هذه هي الحال في الوقت الحالي»، وفق لويس ويارت الأستاذ في قسم علوم المعلومات والاتصالات في جامعة «ليبر» في بروكسل.
وأوضح «ما هو مؤكد هو أن هذه الأسواق الناشئة الجديدة في آسيا وأمريكا اللاتينية هي أولويات نيتفليكس»، خصوصاً بسبب ظهور طبقة وسطى «تتمتع بإمكان الوصول إلى أنماط جديدة من الاستهلاك الرقمي والثقافي»، ولديها «تقارب قوي إلى حد ما مع هذا النظام الأساسي».
وبهدف ترسيخ وجودها في الخارج، وكذلك الامتثال للقوانين المحلية، تنتج «نيتفليكس» المزيد من المحتوى المحلي، وأنتجت في سابقة مسلسلاً إسبانياً (لا كاسا دي بابيل)، وآخر فرنسياً (لوبين)، حققا شهرة عالمية.
وقال ويارت «تنتج نتفليكس محتوى محلياً لكن للسوق العالمية (...) يمكن تصديره إلى أنحاء العالم»، وأضاف «هذا الأمر ينطوي على خطر التوحيد والتوافق مع المعايير (...)».
وبالنسبة إلى جابريال روسمان، بلغت «نيتفليكس» ذروتها. ويجب أن تتعامل المنصة الآن مع صعود العروض المنافسة من ديزني بلس، أو أمازون برايم، التي ستحد من هيمنتها عبر استخدام الاستراتيجية نفسها مع مجموعة من البرامج باللغة الإنكليزية والمسلسلات المنتجة محلياً.
(أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"