أمكنة مثالية للصناعات الثقافية الإبداعية

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين

كثُر الحديث في الأشهر الثلاثة الأخيرة في الإمارات، وفي القليل من البلدان العربية، عن الصناعات الإبداعية الثقافية التي لقيت ـ على مستوى الدعم الإماراتي المادي والمعنوي ـ كثيراً من المبادرات التي أنقذت مشاريع فنية عديدة. وفي جلسة حوارية نظمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي، تحت عنوان «مستقبل الصناعات الثقافية» في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020، قالت نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: «إن الصناعات الثقافية والإبداعية تضم مجالات عدة، منها التراث الثقافي والطبيعي والكتب، والصحافة، وفنون الأداء، والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي، والفنون البصرية».
الأعمال الدرامية التلفزيونية، والسينما، والأفلام الوثائقية، والمسرح، والكتابة الميدانية المستلهمة من الأمكنة التاريخية والأثرية والجمالية، والأعمال الفنية الحرّة التي يجري تنفيذها على الصخور، ولحاء وسيقان الأشجار، كما يفعل الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم.
كل هذه المادة تدخل أيضاً في مصنّفات الصناعات الثقافية الإبداعية، ومن المعروف أن كثيراً من المثقّفين يتحفظون تجاه كلمة «صناعات» لدلالتها المادية، التقنية، الآلية، وهي معاً نقائض لمفهوم الثقافة والأدب والفنون والإبداع، لكن علينا أن ننتبه هنا، إلى أن مصطلح أو توصيف «الصناعات» يبقى في حدود الاصطلاح والتوصيف، ولا يخدش الجوهر المعنوي لمفهوم الثقافة.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، هناك من يرى أن الإبداع في حد ذاته، هو «صناعة». كتابة قصيدة ناجحة هي صناعة «تخفي الصناعة»، أو صنعة، ولكن تخفي الصنعة. العمل المسرحي يُصنَع أيضاً تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً. قطاع السينما في «هوليوود» و«بوليود» قطاع صناعي، تجاري استثماري بامتياز، واللوحة التشكيلية أو العمل الفني، خاصة ما يسمى المفاهيمي أو ذلك «الفيديوي» أو «الأدائي» هو صناعة.
بعيداً عن مصطلح الصناعات الثقافية الإبداعية، وبعيداً عن التحفظ عليه أو الاتفاق مع مضمونه، أردت القول إن هذه الصناعات الثقافية التي تلقى الدعم المتزايد والمنتظم من جانب المؤسسات الثقافية الإماراتية المعنية بهذا القطاع، لها فضاءات مكانية لا بد أن تتناغم أو تتجانس مع هذه الصناعات، وفي الإمارات هناك العديد من الأماكن التي تصلح تماماً، جمالياً ومهنياً، للتصوير السينمائي، والكتابة الميدانية، والتصوير التلفزيوني الدرامي، والتوثيق، والفنون البصرية.
جبال شعم في رأس الخيمة، ومنطقة الجزيرة الحمراء، والشواطئ البرية، ومنطقة الجبال في حتّا، ومنطقة الجبال في خورفكان، وجبل حفيت، والآثاريات المنتشرة في المنطقة الوسطى والشرقية في الشارقة، والمناطق الجمالية والآثارية في أبوظبي، وأم القيوين، والفجيرة، وعجمان.. هذه الفضاءات المكانية في الإمارات هي أمكنة مثالية لإيجاد صناعات ثقافية إبداعية محلية لفئات وعناصر عديدة عاملة في المسرح، والدراما، والتشكيل، والكتابة، والبحث، والتوثيق التاريخي والآثاري الجمالي.
المكان الإماراتي مكان شعري وروائي وفني من خلال تنوّع بيئاته الثلاث: البحر، والصحراء، والجبل، والاستثمار فيه مضمون النجاح.

[email protected]
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"