عادي
تحذيرات من التعامل مع متسولي الشوارع والإنترنت

الصدقة «أونلاين» سبيل المحسنين في زمن «كورونا»

01:49 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: محمد علاء

أحدثت جائحة فيروس «كوفيد  19» تغييراً جذرياً في السلوكات الرمضانية المعتادة؛ كخيم الإفطار؛ وتوزيع الوجبات الرمضانية؛ وحفلات الإفطار والسحور الجماعية وغيرها، وامتدت هذه التغييرات إلى طريقة إخراج الصدقات، ومع انتقال وانتشار الفيروس، فإن هناك تحدياً جديداً أمام المحسنين هذا العام لإخراج الصدقات؛ إذ وجهت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بدفع الصدقات والزكاة عبر المواقع الإلكترونية للهيئات الخيرية المختلفة؛ وذلك حرصاً على الصحة العامة؛ والحد من انتشار الفيروس.

يوصي المركز الرسمي للإفتاء، في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في ظل الظروف الراهنة، بالحرص على التعامل بشكل آمن، وإخراج الصدقة والزكاة، ودفعها عبر التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية الآمنة للجهات والهيئات الخيرية والرسمية المعتمدة في دولة الإمارات؛ تجنباً للاختلاط؛ وتنفيذاً للإجراءات الاحترازية المتبعة في الدولة؛ ومنها مراعاة التباعد الاجتماعي، وعدم التجمع.
فدية الصيام
وتوضح الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن مقدار فدية الصوم خلال العام الحالي، يبلغ 10 دراهم، مؤكدة ضرورة ألا يعطى المسكين إلا فدية واحدة؛ حيث يتعدد المساكين بعدد الأيام التي تدفع الفدية عنها. 
وتشير إلى أن فدية الصيام؛ هي ما يقدر من طعام أو قيمته المادية في حالة العجز عن الصيام؛ بسبب كبر السن أو المرض الدائم، أو التفريط في قضاء الصيام؛ من حيث التأخير، مع الإمكان حتى دخول رمضان التالي، فيجب مع القضاء فدية عن كل يوم، وكذلك في حالة فوات فضيلة الصيام للمرضع التي أفطرت؛ بسبب إرضاع ولدها.
وأكدت إمكانية دفع الفرد الفدية بنفسه أو توكيل جهة مختصة بذلك كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
كما بيّن مركز الإفتاء أنه يجوز للشخص غير القادر على صيام شهر رمضان، أن يُخرِج فدية كاملة عن شهر رمضان كدفعة واحدة بمقدار 300 درهم لإطعام مسكين عن كل يوم من أيام شهر رمضان المُبارك.
وأشار المركز الرسمي للإفتاء في الإمارات، إلى أن إخراج الفدية عن الصيام لا يمنع المرضى أو كبار السن من أن يشاركوا في العبادات الأخرى خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث يمكنهم أداء صلاة التراويح حسب استطاعتهم.
ونصح مركز الإفتاء من لم يستطع الصيام في شهر رمضان، بقراءة القرآن الكريم وأداء صلاة الفرض والتراويح، إلى جانب المناجاة والاستماع إلى حلقات الذكر خلال شهر رمضان المبارك.
 صندوق الزكاة
ويدعو الدكتور عبد الرحمن الحمادي، مدير إدارة خدمات المزكين وتنمية الإيرادات في صندوق الزكاة، المتعاملين إلى الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية التي تبنتها الدولة في التعامل مع جائحة كورونا، وتقليل التواصل المباشر قدر الإمكان، والحد منه بما فيه إجراءات التبرع بزكاة الفطر سواء للمستحقين لها مباشرة أو للجهات.
ويقول: تماشياً مع فتوى مجلس الإفتاء الإماراتي وما أقرته أيضاً اللجنة الشرعية لصندوق الزكاة ندعو المزكين للاستفادة من قنوات الصندوق الذكية والإلكترونية؛ لدفع الصدقة والزكاة؛ حيث يمكنهم دفعها عبر الرسائل النصية أو الموقع الإلكتروني للصندوق أو تطبيقه الذكي.
 قنوات مختلفة
من جهتها، أتاحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لأفراد المجتمع كافة، إمكانية تقديم قيمة الصدقة والزكاة بكافة أنوعها، عبر قنواتها المختلفة الإلكترونية والمباشرة، تسهيلاً على المتعاملين تقديم زكاتهم في أوقاتها.
وتؤكد الهيئة أن مندوبيها الذين ينتشرون في مراكز التسوق يواصلون عملهم ويمكن للمتعاملين التعاون معهم لاستقبال الصدقة والزكاة ومختلف المساهمات عبر كوبونات بشكل آمن وصحي تطبيقاً للإجراءات الاحترازية، مشيرة إلى إتاحة هذه الكوبونات إلكترونياً عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي.
وأشارت إلى أن جميع مراكزها المنتشرة على مستوى الدولة تواصل عملها، ويمكن للمتعاملين والمحسنين التواصل معها.
استغلال المتسولين
من جانبها، دعت شرطة أبوظبي الجمهور إلى عدم التعامل مع المتسولين الذين يستغلون الظروف الراهنة، ويختلقون قصصاً غير حقيقية للنصب والاحتيال على الضحايا وابتزاز الأموال من خلال الأساليب المباشرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات «الدردشة».
وأوضح اللواء محمد سهيل الراشدي مدير قطاع الأمن الجنائي بشرطة أبوظبي، أن المتسولين يستدرون تعاطف أفراد المجتمع ويستغلون الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجهات الحكومية ودخول شهر رمضان المبارك، مؤكداً أن الدولة وضعت قنوات رسمية للأعمال الخيرية وتقديم المساعدات متوفرة لدى الهيئات والمؤسسات الخيرية؛ لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها.
 خطة أمنية
وأكد أنه تم إعداد خطة أمنية متكاملة عبر مراكز الشرطة بأبوظبي لشهر رمضان، واتخاذ التدابير الرقابية والإجراءات الوقائية بمضاعفة الجهود وتكثيف التواجد الأمني في الأماكن التي من المتوقع أن تتواجد فيها فئة المتسولين.
وأشار إلى جهود الفرق الميدانية في التصدي لهذه الآفة عبر حملات التفتيش والتوعية والضبط التي أسهمت في خفض الجريمة، والقضاء على السلوكات التي تعطي انطباعاً سلبياً عن المجتمع لافتاً إلى دور إدارة الإعلام الأمني بقطاع شؤون القيادة في توعية المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام على نحو أسهم في تعزيز الوقاية من الجريمة ونشر الطمأنينة.
 سرعة الإبلاغ
ودعا الجمهور إلى ضرورة تعاون أفراد المجتمع مع الشرطة في سرعة الإبلاغ عن المتسولين، وأماكن تواجدهم، وعدم إعطائهم المال؛ لأن ذلك يشجعهم على الاستمرار في ممارسة التسول محذراً من التسول الإلكتروني عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني من خلال استقبال رسائل استعطاف تتضمن روايات مفبركة، وطالب بتجاهلها وعدم الانسياق وراءها أو تصديقها، وإبلاغ الجهات المختصة لتتولى اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.
وحث الجمهور على التعاون مع الشرطة في الإبلاغ عن أماكن تواجد المتسولين، بالاتصال على مركز القيادة والتحكم 999 وخدمة أمان على الرقم المجاني 8002626 (AMAN2626) أو بواسطة الرسائل النصية (2828) أو عبر البريد الإلكتروني ([email protected]) أو من خلال التطبيق الذكي للقيادة العامة لشرطة أبو ظبي مع الحرص على عدم إعطائهم الأموال، أو الاستجابة لأساليبهم الاحتيالية غير المشروعة.
تغيير الخطط
ويؤكد عدد من المواطنين والمقيمين أن أزمة فيروس كورونا غيّرت الكثير من خططهم وطريقتهم في ممارسة أعمالهم اليومية وخصوصاً طقوس شهر رمضان الفضيل، كما غيّرت الطريقة التقليدية التي كانوا يفضلون إخراج الصدقات وزكاة الفطر بها كل عام إلى طرق إلكترونية؛ تجنباً لمخالطة الأفراد وتطبيقاً للإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدولة؛ ومن ضمنها عدم التجمع والتباعد الاجتماعي.
كما يلفت بعضهم إلى أنهم لا يفرقون بين ذهاب الزكاة إلى خارج أو داخل الدولة، طالما أنها ستذهب للفقراء والمحتاجين. 
مساعدة المحتاجين
بداية، يقول المواطن ناصر محمد الراشدي: إنه يفضل التبرع بالصدقات وزكاة الفطر في الداخل، فهناك الكثيرون ممن انقطعت بهم السبل، وليس لديهم ما يوفر لهم قوتهم، مبيناً أن فيروس كورونا أخّر الكثيرين ممن أرادوا ا خراج زكاتهم مبكراً لمساعدة المحتاجين، لكن الجهات الخيرية وفّرت استقبالها إلكترونياً وتوزيعها أو إيصالها إلى الفقراء، وهي محل ثقة، وتم التبرع عن طريقها. 
وسيلة بديلة
ومن جانبه، يقول المواطن يافور الهاملي: إن التبرع إلكترونياً وسيلة بديلة والاستعانة بها صحيحة، في ظل ظروف «كورونا»، بعد سؤاله لأحد المفتيين في الدولة لفت إلى أنه لا فرق لديه في أن تذهب زكاته داخل البلاد أو خارجها، طالما أنها ستذهب للمحتاجين.
ويقول المواطن جمال الجعيدي المري، إنه لا يفضل التبرع «إلكترونياً»، لكن الظروف تجبر على التبرّع الإلكتروني وبشكل سريع، لأن هناك من يحتاج الصدقة والتبرعات، مشيراً إلى أن التبرّع بها لمن انقطعت بهم سبل الوظيفة والعمل اليوم يعد أمراً إنسانياً يجب على الجميع الالتفات إليه، سواء بزكاة الفطر أو التصدّق عن طريق الجهات الخيرية الإماراتية.
من جانبه، يثمن غيث سمير مقيم، دور الجهات والجمعيات الخيرية في الدولة فهي محل ثقة، مشيداً بتكفّلها بإرسال الزكاة وتوزيعها بلا أي رسوم تذكر، مشيراً إلى أن استخراج الزكاة، وفي هذه الأوقات الراهنة، أمر ضروري؛ لمساعدة المحتاجين والفقراء، الذين دمّرت «كورونا» سبل عيشهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"