عادي

الاستعداد للخمسين يتطلب مسرحاً يواكب العالم

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين
3

في معرض توصيفها لتأثير المسرح الافتراضي على قطاع الفنون المسرحية في الإمارات، عموماً، وإمارة دبي، خصوصاً، رأت فاطمة الجلاف، مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، أن المسرح الافتراضي الذي انتشر في بعض دول العالم في ظل الوضع الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا لم يجد الرؤية الكاملة أو الأفكار المبتكرة للظهور على الساحة المحلية. وأوضحت الجلاف أن تأثيره في الحراك المسرحي المحلي يعتمد على عدة عوامل أهمها: مدى تقبّل الفنانين والقائمين على الإنتاج المسرحي للفكرة، حيث إن المسرح الواقعي يقوم على العلاقة الحية بين الممثل والجمهور، وهو ما يفتقده المسرح الافتراضي.

وقالت الجلّاف: «لا شك في أن طبيعة المسرح الواقعي مختلفة عن تلك الخاصة بالمسرح الافتراضي. فالتواصل الوجداني بين أفراد طاقم العمل على الخشبة، والنبض الحيوي للعلاقة المباشرة بينهم وبين الجمهور، هو ما يعطي المسرح الواقعي ألقه وسحره، ويعزز ثقة وتفاعل الممثلين وانسجامهم وتركيزهم لإيصال رسالتهم المرجوّة إلى الجمهور. هذه العلاقة والصلة العاطفية والنفسية هي عناصر غائبة عن المسرح الافتراضي، وذلك الألق والسحر لا يمكن للتكنولوجيا استبدالهما. إلا أنني أعتقد أن فكرة تحوّل المسرح الواقعي إلى افتراضي في ظروف خارجة عن الإرادة شيء إيجابي، لأنه يضمن استمرارية الفنون المسرحية على الساحة الفنية في الدولة».

وأضافت الجلّاف: «من وجهة نظري، أن أحد محركات التوجّه نحو المسرح الافتراضي تكمن في مستوى الوعي ضمن أروقة القطاع المسرحي المحلي بضرورة التأقلم مع التطورات الحاصلة في الدولة أو الظروف العالمية. وأعتقد أن هناك حاجة لإعداد خطط من أجل نشر الوعي الفني بين أفراد المجتمع عامة، والمجتمع المسرحي خاصة لتقبل الفكرة ومواكبتها».

وفي نظرة مستقبلية، أشارت الجلّاف إلى أن الاستعداد للخمسين عاماً القادمة يحتم علينا تطوير العمل المسرحي ليواكب العالمية، سواء على مستوى المحتوى أو الشكل؛ أي دمج الرقمنة والتكنولوجيا في المسرح الحقيقي. ونوهت إلى أن المرحلة الانتقالية إلى الرقمنة تتطلّب من جميع الطواقم المسرحية أن يتأقلموا مع المعطيات الجديدة للعصر، وأن يستمر العمل على تجويد الإنتاج المسرحي. مشيرةً إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأجيال القادمة تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير، ويمكن ألا تتقبّل فكرة الإنتاج المسرحي التقليدي، ولابد من الابتكار في الإخراج وإدخال عناصر الدهشة في العرض رقمياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"