الحالمون الأوائل

01:33 صباحا
قراءة دقيقتين

الإنجازات الكبيرة تبدأ حلماً، والحلم لا يتحول إلى حقيقة إلا إذا كان الحالمون به رجالاً لديهم الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وعندما يكون الحلم بناء وطن فلا بد أن يكون وراءه رجال لا يعرفون المستحيل، وقد كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قائداً لا يعرف المستحيل، لذا فقد نجح هو ورفاقه من الحالمين الأوائل في بناء دولة في قلب الصحراء، وخلال سنوات معدودة أصبحت هذه الدولة الوليدة هي الحلم بالنسبة للآخرين الذين توافدوا إليها من مختلف دول العالم ليستظلوا بظلها ويعيشوا على أرضها ويأكلوا من خيراتها ويستنشقوا عبيرها؛ تحولت إلى هدف ومقصد، هدف للباحثين عن السكينة والهدوء ورغد العيش ومقصد للساعين لبناء أنفسهم وتحقيق ذواتهم. 
وفي إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء الدولة الحلم، كان لا بد من استحضار سيرة الحالمين الأوائل، ومن هذا المنطلق كان إعلان لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي، بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب عن إطلاق مبادرة «الحالمون الأوائل»، التي تدعو من خلالها جميع المواطنين والمقيمين إلى مشاركة قصص الشخصيات التي ساهمت على مر السنين- أو تلك التي لا تزال تساهم- في تشكيل ملامح حاضر دولة الإمارات.
المبادرة تستمر حتى 30 يونيو المقبل، ويتم خلالها استعراض قصص الشخصيات التي كان لها التأثير الأكبر في مسيرة دولة الإمارات خلال الأعوام ال 50 الأولى، لما في ذلك من تأثير إيجابي على حياة الأجيال الشابة كي يكونوا ملهمين لهم في رحلة المستقبل، كما أن في ذلك تكريماً وتقديراً لسيرة هؤلاء الذين ساهموا في إنشائها وتبوؤها المكانة المرموقة التي حققتها بصرف النظر عن حجم مساهماتهم التي تراها الدولة كبيرة حتى لو كانت بسيطة. 
الحلم الإماراتي لا حدود له، فقد كانت الدولة قبل تأسيسها فكرة وحلماً، ونجح المؤسسون الأوائل ومعهم أبناء الإمارات السبع الذين شاركوهم الحلم في أن يجعلوه حقيقة، ولأن الهدف لم يكن تأسيس مجرد دولة، لتكون مجرد رقم على الخريطة العالمية، بل أرادوها دولة عنوانها التميز وهدفها الريادة ونهجها المساواة والسلام والتسامح، وقد سار أبناء الإمارات جيلاً وراء جيل على نفس النهج، يحققون حلماً ليحلموا بآخر، حتى وصلت الدولة إلى ما وصلت إليه اليوم، وحققت الريادة ووصلت إلى المريخ وأصبحت دولة نووية سلمية تتطلع إلى المستقبل وتنظر بعين الاحترام والتقدير إلى الماضي. 
الاحتفاء بالحالمين الأوائل، في بداية خمسينية جديدة لدولة الإمارات لن يكون مجرد تقدير للسابقين، لكنه حافز للحاليين من أجل المزيد من الأحلام الكبيرة، ودرس يتعلمه اللاحقون.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"