عادي
الصورة تسجل حوار التطور الحضري والطبيعة

مادة بديلة للإسمنت داخل الجناح الوطني في «البندقية»

23:22 مساء
قراءة 3 دقائق
1

يحتضن الجناح الوطني للإمارات، خلال النسخة المقبلة من المعرض الدولي للعمارة 2021 في بينالي البندقية، نموذجاً أولياً ضخماً مصنوعاً من مادة مبتكرة بديلة للإسمنت وصديقة للبيئة تم تطويرها من نفايات المحلول الملحي المُعاد تدويره، كما سيعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية بعدسة الفنانة فرح القاسمي.

يشرف على النموذج وائل الأعور وكينيتشي تيراموتو من خلال عمليات بحث تعاوني، وذلك بالتعاون مع فرق متخصصة من مختبر «أمبر» التابع لجامعة نيويورك أبوظبي، وقسم الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية التابع للجامعة الأمريكية في الشارقة، بالإضافة إلى مختبر «أبوتشي» ومختبر «ساتو» التابعين لجامعة طوكيو، ويسعى النموذج إلى تطوير مادة كيميائية بديلة للإسمنت بالاعتماد على التقنيات الهندسية الرقمية المتقدمة لتصميم نموذج مستوحى من مفهوم العمارة «لغة المستقبل». وسيتمكن زوّار السركال أفينيو، طوال شهر مايو، من مشاهدة نماذج تجريبية أولية للتصميم الهيكلي المبتكر حيث يعرض في مختبر أبحاث «أرضٌ لَدِنة» في دبي.

تطبيق الممارسات المعمارية

وقال وائل الأعور وكينيتشي تيراموتو: «حرصنا أثناء عملياتنا البحثية التعاونية على تطوير مادة بناء صديقة للبيئة بديلة عن مادة الإسمنت البورتلاندي، حيث كان شغلنا الشاغل هو تطبيق الممارسات المعمارية المحلية المبنية على الاستفادة من الموارد وطبيعة البيئة في منطقة الخليج. ومن هنا نجحنا في تطوير مادة من أكسيد الماغنسيوم مصنوعة من المحلول الملحي عالي التشبع المتخلف عن عملية تحلية المياه الصناعية، والذي يُعد مورداً متوفراً بكثرة في الإمارات ويجب استغلاله. وتتمتع هذه المادة بخصائص عديدة من القوّة والمتانة، بما يجعلها خياراً مثالياً للاستخدام في التصاميم المعمارية العصرية وبنفس أشكال وأحجام قوالب الطوب القياسية. و استلهمنا تصميمنا من الممارسات الإنشائية التقليدية في الإمارات والتي تمثّلت في المنازل المصنوعة من الأحجار البحرية والشعب المرجانية، فاستخدمنا قوالب مصبوبة يدوياً على أشكال الشعاب المرجانية الطبيعية. وبذلك، فإننا ننشد إعادة صياغة مفهوم الممارسات المعمارية الحديثة مع الاحتفاظ بالروح التراثية والعراقة المحلية المترسخة في هوية المنطقة وثقافتها عبر هذا التصميم الهيكلي المبتكر».

منظومة بيئية دقيقة

وداخل أروقة الجناح، سيبرز النموذج الأولي مقابل صور فوتوغرافية قياس 4.5 متر (عرض) و3 أمتار (طول) تلتقط سحر جمال الطبيعة والمناظر الخلابة في سبخات منطقة الرويس، التي التقطتها عدسة فرح القاسمي المقيمة بمدينة نيويورك. وبأسلوبها المتميّز، تجمع صور القاسمي الساحرة بين العلاقة القائمة بين مشهد التطوّر الحضري والطبيعة في منطقة السبخة، والتي تم ترشيحها للانضمام إلى قائمة المواقع التراثية الدولية التابعة لمنظّمة اليونيسكو نظراً إلى مساحاتها وأهميتها الثقافية وكونها نظاماً بيئياً مهماً.

وقالت فرح القاسمي: «تمثل مشاهد السبخة لحظة فارقة، فإذا نظرنا إلى سطح الأرض وسبرنا أعماقها، سنجد جمال السبخة التي توفر بيئة معيشية هادئة مدعومة بطبقات عديدة ومتنوعة من الماء والرمال والملح والكائنات الحية الدقيقة التي تطوّرت جميعاً بانسجام تام بما أسس لمنظومة بيئية دقيقة قادرة على امتصاص كميات أكبر من الكربون عن كل متر مربع مقارنةً بالغابات المطيرة. وبجوار هذا المشهد الجميل توجد كابلات الجهد العالي التي تمتد إلى منشآت صناعية ضخمة في المناطق المجاورة، وإنني حقاً فخورة بمشاركتي في الجناح الوطني الإماراتي، وسعدت بالعمل والتعاون مع فريق أبحاث عالمي يعكس حقاً التركيبة الاجتماعية المتنوعة في دولتنا».

حل مبتكر

وبدورها، قالت ليلى بن بريك، مديرة التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات في البينالي: «يتزامن افتتاح معرض أرضٌ لَدِنة مع المشاركة العاشرة للإمارات في البينالي، ووسط احتفالات ملهمة بمناسبة حلول الذكرى ال 50 على قيام الاتحاد. ويقدم المعرض حلاً مبتكراً يحمل إمكانية معالجة القضية العالمية المتمثّلة في التغير المناخي، انطلاقاً من مشروع يضرب بجذوره في أعماق تراثنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"