عادي

الألماني يورجن هابرماس شخصية العام في جائزة الشيخ زايد للكتاب

16:00 مساء
قراءة 3 دقائق
الفيلسوف الألماني يورجن هابرماس
أبوظبي: «الخليج»
أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن اختيارها الفيلسوف الألماني يورجن هابرماس للفوز بجائزة «شخصية العام الثقافية»، تقديراً لمسيرته الفكرية الحافلة التي تمتد لأكثر من نصف قرن.
قدّم هابرماس مساهمات نوعية وعميقة في حقل الفلسفة، على نحو أثرى العديد من التخصصات، كدراسات التواصل والثقافة، والنظرية الأخلاقية، واللغويات، والنظرية الأدبية، والعلوم السياسية، والدراسات الدينية، واللاهوت، وعلم الاجتماع.
ويأتي فوز هابرماس تقديراً للمكانة المرموقة التي يتمتع بها بوصفه «واحداً من أكثر الفلاسفة تأثيراً في العالم»، ورائداً في الخطاب الفلسفي النقدي، فضلاً عن حضوره معلماً للعديد من المنظرين في علم الاجتماع السياسي والنظرية الاجتماعية والفلسفة الاجتماعية.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس الدائرة: «تسعى الجائزة إلى تكريم روّاد الفكر والأدب والثقافة من حول العالم، وهي اليوم تحتفي بمسيرة واحدٍ من أهم علماء الفلسفة والاجتماع في عالمنا المعاصر، وأحد أكثر الفلاسفة تأثيراً في العالم. يورجن هابرماس الذي يمثل علامة فارقة في الحياة الفلسفية الألمانية المعاصرة، وقد أثرت أعماله في الدراسات الإنسانية، وساهمت في تعزيز الحوار والتفاهم بين الحضارات وترسيخ قيم التسامح والتعايش».
من جانبه، قال الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة: «قلّما نجد شخصيات بارزة في الحقل الفلسفي والثقافي والفكري مثل يورجن هابرماس، فهو يتمتع بمسيرة حافلة بالإنجازات والأعمال المتميّزة، التي جعلته الصوت الأكثر حضوراً وتأثيراً في الحياة الثقافية الألمانية على مدى أكثر من 50 عاماً، وما لقب شخصية العام الثقافية إلّا تأكيد على تميّز مسيرته ونتاجه الفلسفي المهم والذي أثر في الثقافة العالمية، ومنها الثقافة العربية. وتأتي هذه الجائزة لتؤكد متانة الروابط التي تجمع الثقافتين العربية والألمانية، حيث تحل جمهورية ألمانيا الاتحادية ضيف شرف على معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وستشهد العاصمة أبوظبي العديد من الفعّاليات الثقافية التي تحتفي بهذه الروابط وتسلّط الضوء على التبادل الثقافي بين الثقافة العربية والثقافة الألمانية».
ولد يورجن هابرماس عام 1929، ويعدّ رائد الخطاب النقدي الفلسفي والسياسي، وقد وصفته دائرة ستانفورد الفلسفية بأنه واحد من أكثر الفلاسفة تأثيراً في العالم، كما برز في ألمانيا مفكراً عاماً يتولى مناقشة القضايا المهمة والأساسية في الصحف الألمانية.
ينتمي هابرماس إلى مدرسة فرانكفورت النقدية، وهي مدرسة للنظرية الاجتماعية والفلسفة النقدية أسسها عدد من المفكّرين، منهم ماكس هوركهايمر، وتيودور أدورنو، وهربرت ماركوز، ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويعدّ هابرماس من الجيل الثاني لهذه المدرسة التي تستند إلى الفرويدية والهيجلية والماركسية.
ربط هابرماس بين التقاليد الأوروبية والأنجلو أمريكية في التفكير، وتنوّعت الموضوعات التي تناولتها أعماله من النظرية الاجتماعية السياسية إلى الجماليات ونظرية المعرفة واللغة إلى فلسفة الدين، وقد أثّرت أفكاره في الفلسفة، وفي الفكر السياسي القانوني، وعلم الاجتماع ودراسات التواصل ونظرية الجدل والبلاغة، وعلم النفس واللاهوت، وتتميّز أعماله بوجود اتجاهين جوهريين، الأول يتعلّق بمجال الفكر السياسي، أما الثاني فيدور حول قضايا العقلانية والتواصل والمعرفة.
ويعدّ هابرماس صاحب نظرية الفعل التواصلي من أجل بناء مجتمع عقلاني حداثي يقوم على أخلاقيات الحوار، لذا اهتمت فلسفته بالمحاور التي تهم الإنسان الحديث، مثل أزمة الفرد وآليات السيطرة، ووهم حرية ما بعد الحداثة، وكيفية التحرّر من قبضة المؤسسات التي تمسخ الجوهر الإنساني، إلّا أن أطروحته الفلسفية المعروفة بالخطاب النقدي الخالي من الهيمنة، تظل الأطروحة الأوسع شهرة والأكثر تأثيراً، فهابرماس يشدد على أن الفعل التواصلي لا يستطيع أن يحصل على مشروعية حقيقية قائمة على سلطة العقل إلّا في إطار خطاب نقدي خال من التحيزات والحواجز والقيود.
ولهابرماس عدد كبير من الكتب والدراسات، ترجم الكثير منها إلى العربية، مثل: «القول الفلسفي للحداثة»، ترجمة فاطمة الجيوشي، وزارة الثقافة، دمشق، 1995، «المعرفة والمصلحة»، ترجمة حسن صقر، منشورات الجمل 2001، «الحداثة وخطابها السياسي»، ترجمة جورج تامر، دار النهار 2002.«العلم والتقنية كأيديولوجيا»، ترجمة حسن صقر، منشورات الجمل 2003، وغيرها.
وإضافة إلى الترجمات العديدة التي تكشف عن جانب من جوانب التلقي، فإن العديد من الباحثين والدارسين قد توقفوا عند فلسفته وناقشوها. كما أن هناك عدة بحوث علمية عربية موسعة عنه ناقشت جوانب من فلسفته في هذا السياق.
وسيتم تكريم الفائزين في الدورة الخامسة عشرة للجائزة خلال حفل افتراضي سيجري تنظيمه بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ويحصل الفائز بلقب «شخصية العام الثقافية» على «ميدالية ذهبية» تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير، إضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم، في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على «ميدالية ذهبية» و«شهادة تقدير» وجائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم إماراتي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"