وقع انفجار ضخم في إقليم لوجار شرقي أفغانستان، أمس الجمعة، وأسفر عن مقتل 27 على الأقل، عشية بدء سحب القوات الأمريكية والأطلسية من أفغانستان.وقال رئيس مجلس الإقليم حسيب الله ستانيكزاي، إن انفجار السيارة الملغومة في بولي علم، عاصمة الإقليم أدى أيضاً إلى إصابة 60 آخرين. وأكد مسؤول من وزارة الداخلية ومتحدث باسم حاكم إقليم لوجار، وقوع الانفجار، لكنه لم يُدل بتعليق عن عدد الضحايا.وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية، إن قواتها في أفغانستان أنهت تدريب القوات المحلية أمس الجمعة وتحول تركيزها على الانسحاب، حيث تنهي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مهمتهما بعد نحو عقدين.
ولألمانيا ثاني أكبر عدد من القوات في أفغانستان ويبلغ قوامها 1100 جندي.
ونشرت ألمانيا أكثر من 100 ألف جندي في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين شارك الكثير منهم في أكثر من مهمة. وتوفي 59 من الجنود الألمان في أفغانستان، 35 منهم أثناء القتال أو جراء هجمات مسلحة، وهي أعلى حصيلة لبعثة تابعة للجيش الألماني منذ الحرب العالمية الثانية.
وبإنهاء المهمة سيتعين على ألمانيا إعادة نشر ما يعادل نحو 800 حاوية من معدات منها سيارات مدرعة وطائرات هليكوبتر وأسلحة وذخيرة.
من جهته بدأ حلف شمال الأطلسي الانسحاب من أفغانستان .وقال مسؤول في الحلف لوكالة فرانس برس «قرر الحلفاء بدء سحب قوات مهمة الدعم الحازم بحلول الأول من مايو/أيار. وستكون عملية منظمة ومنسّقة ومدروسة. ستكون سلامة جنودنا أولوية قصوى في كل خطوة من العملية، ونتخذ جميع التدابير اللازمة لتأمين سلامة طاقمنا». وشدّد على أن «أي هجوم لطالبان خلال الانسحاب سيكون موضع رد قوي».
وتابع: «نتوقع أن يكتمل انسحابنا في غضون بضعة أشهر».
وكانت الولايات المتحدة أعلنت نشر قوات إضافية بشكل مؤقت لتأمين قوات التحالف أثناء انسحابها، كما مددت وجود حاملة طائرات في المنطقة لدعم الانسحاب.وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن «نية الرئيس واضحة: رحيل الجيش الأمريكي من أفغانستان لن يكون متعجلاً أو متسرعاً. سيكون بطريقة مدروسة وآمنة تضمن حماية القوات». وأضافت «إذا هاجمنا الخصوم المحتملون أثناء انسحابنا، سندافع عن أنفسنا وعن شركائنا بكل الأدوات المتاحة لدينا».
من جهة أخرى، كشف تقرير رسمي أمريكي نشر أمس الجمعة، أن حوادث إطلاق النار داخل الجيش الأفغاني سجلت ارتفاعاً حاداً في النصف الأول من العام الجاري.
وقال مكتب المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) التابع للكونجرس إن «عدد الهجمات من الداخل ضد أفراد القوات الأفغانية ارتفع بنسبة 82 في المئة خلال الربع الأخير» بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.وأضاف أن هذه الزيادة الكبيرة في الحوادث التي يفتح فيها جندي أفغاني النار على رفاقه، أدت إلى ارتفاع عدد الضحايا بمقدار الضعف.
وبطلب من الحكومة في كابول، لم ينشر المفتش العام عدد ضحايا الجيش الأفغاني الذي يبلغ عديده حوالى 300 ألف رجل وامرأة. لكن التقرير يشير إلى أن التحالف الدولي علم ب31 هجوماً من الداخل بين الأول من يناير/كانون الثاني و31 مارس/آذار، أدت إلى سقوط 115 قتيلاً و39 جريحاً.
و زادت هجمات العدو بنسبة حوالى 37 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي على الرغم من انخفاض العنف عادة في الشتاء. ونقل التقرير عن مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان «الدعم الحازم» أن هذه الهجمات تراجعت بنسبة عشرة في المئة.وفي الفترة نفسها قتل 643 مدنياً وجرح 1395 آخرون.
(وكالات)
