حي فينا

01:45 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

اليوم لا يشبه غيره من الأيام، وما يحمله من ذكرى، يعود بنا إلى الوراء 17 عاماً، حين فُجِعت الإمارات ومعها العالم أجمع بنبأ وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يدين له الوطن بما وصل إليه الآن من مكانة، بعد أن وضع اللبنة الأولى للاتحاد، وحرص على رعايته وتمكينه، مُرسياً دعائم مشروع حضاري متكامل، محوره الإنسان، ينطلق منه وينتهي إليه. مشروع متوازن في أسسه ومقوماته، متطور في أهدافه ومراميه، شامل في أبعاده ومقاصده، يستمد متانته من العمق الحضاري الكبير للإمارات وموروثها الإنساني الخالد الحافل بالأمجاد، ومتأصل في بيئته ومحيطه، يصل الماضي بالحاضر، في تناغم وانسجام، ينهل من ينابيع الحداثة، وينفتح على قيم الحضارة المعاصرة.
الموت حق، ولا اعتراض على حكم الله، إلا أن الفراق صعب، والسنوات ال 17 الماضية لم تنسنا، ولن تنسينا، أبانا زايد، الذي لا يزال يعيش بيننا بذكراه العطرة، ورؤياه التي مهدت لنا طريق النجاح نبراساً نهتدي به، ونستمد منها قوتنا، للمضي قدماً في طريق المجد، للوصول بالإمارات إلى المنزلة التي عمل جاهداً هو والقادة المؤسسون لكي نصل إليها، وهو ما كان بفضل قيادتنا الرشيدة التي حملت الراية، وسارت على الطريق، لتصبح «دار زايد» أحد نماذج النجاح والتطور في العالم العربي في عصره الحديث. 
زايد حي فينا، نراه في كل إنجاز، ما كان له أن يكون لولا القائد المؤسس الذي استشرف برؤيته الثاقبة ملامح الغد الآتي البعيد، بما قد يطرحه من تحديات تنموية أو تدافعات اقتصادية، أو مخاطر بيئية، فركز في جميع مشاريع التنمية والتحديث على بناء الإنسان، ووضع بحنكةٍ استراتيجيةٍ ونفاذ بصيرة قيادية لبنات دولة عمادها المواطن، مُسخِّراً جميع الإمكانيات لبناء قدراته والاستثمار في طاقاته، وهو ما أتى أكله، حيث لمع اسم الإمارات بمنجزات أبناء الوطن.
زايد حي فينا، صدى صوته يتردد في المدارس التي حرص على تأسيسها لينهل أبناؤه العلم والمعرفة، صورته حاضرة في المستشفيات والمراكز الطبية التي أمر بإنشائها لرعاية الإنسان، نراه في قواتنا المسلحة التي أمر بتوحيدها حتى أصبحت درع الوطن الحصين، نشعر بأفعاله، ونتلمس إرثه أينما جالت بنا الذاكرة في هذا الوطن الذي اقترن باسم مؤسسه، ونُسِبَ مواطنوه إليه، مفاخرين العالم بأنهم عيال زايد الذين ترك لهم الراحل الكبير رصيداً يتمثل في وطن وقيادة وشعب، ورسالة تنمية وتسامح تُمَيِّز الإمارات في محيطها الإقليمي والعربي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"