عادي

متخصصان: التحوّل الرقمي يخدم المخطوطات.. والتحدي في الفهرسة وحفظ الحقوق

20:05 مساء
قراءة 3 دقائق
1
2

استضافت هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات معرض «كلمات من الشرق» الذي تنظمه في مقرّها حتى الاثنين، جلسة بعنوان «المخطوطات في عصر التحوّل الرقمي»، شارك فيها د.عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة المصري الأسبق، وأستاذ التاريخ في جامعة الأزهر، ود.محمد كامل، مدير المخطوطات في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.

استعرضت الجلسة التي أدارتها الإعلامية الإماراتية شيخة المطيري، واقع المخطوطات في ظل التقدم التكنولوجي والخيارات التي تتيحها الثورة الرقمية الحديثة في مجال الحفاظ على المخطوطات وتوفيرها للباحثين والدارسين والجمهور.

واستهل النبوي حديثه في الجلسة بالإشارة إلى أهمية الرقمنة في الحفاظ على المخطوطات باعتبارها جزءاً من هوية الأمة وأثرها الرئيسي المتوارث منذ قرون. وقال:«ساهمت الرقمنة وبضغطة زرّ في جمع شتات مخطوطات متناثرة حول العالم، فهناك الكثير من الدارسين والباحثين والمحققين استغرقوا وقتاً في البحث عن أجزاء من المخطوطات عبر البلاد، لكن اليوم وبفضل التكنولوجيا المتطورة بات من السهل الوصول لضالّة الباحث والعثور على ما يكمل عقد المخطوطة ويلبي أحكام تحقيقها وأركانه».

وأضاف: «الرقمنة وحتى اللحظة تمضي بوتيرة بطيئة وتكاليفها باهظة، فهي بدأت مطلع التسعينات ولم نستفد منها بالقدر الذي أردناه، وطفرتها الكبرى بدأت مع القرن الحادي والعشرين لكنها أيضاً محدودة ومرتبطة بمشاريع فردية لها تكاليفها العالية، وعبر هذه المشاريع استحدثت المؤسسات التي نراها اليوم في وطننا العربي، إلا أنها لم تتح ما لديها من مخطوطات وجزء من هذا الموضوع عائد لقضايا الملكية الفكرية، لكن يجب تغيير هذه الثقافة لأن المخطوطات تراث ثقافي عالمي ويجب أن نقول لجميع الشعوب والحضارات بأن هناك شعباً أبدع وقدّم الكثير للإنسانية».

وتابع: «القوانين العالمية فيما يتعلق بتداول المخطوطات سهلة، وعلى المؤسسات العربية أن تفتح الأبواب، لكن هناك أيضاً مسؤولية تجاه الأفراد الباحثين والدارسين والمحققين بألا يعبثوا بفهرستها، وملكيتها الأدبية، في الوقت ذاته يجب حفظ حقوق من يحقق وينشر».

بدوره، قال د.محمد كامل: «ننظر إلى المخطوطات باعتبارها الماضي فقط، لكنها في الحقيقة الحاضر والمستقبل، كون الذي ينطلق بالعلم دون الاستناد إلى تاريخه لم يبدأ بعد، وحفظ المخطوطات حفظ للحق الحضاري، وهنا تلعب التكنولوجيا والرقمنة دوراً مهماً في ذلك، وقدّمنا في المركز وخلال فترة كورونا نسخاً من المخطوطات لم نتحها من قبل في تاريخنا، وذلك لأن غالبية المهتمين اعتمدوا على الإنترنت في هذه الفترة».

وأضاف: «فيما يتعلق بالفهرسة، لابد من صناعة نظام رقمي قوي ليستوعب كلّ هذه الفهارس، وللأسف لا يوجد في العالم معيار موحد لفهرسة المخطوطات، خاصة أن هذه العملية تكلّف مبالغ كبيرة وتحتاج إلى عدد كبير جداً من الأوراق، لهذا فإن إيجاد نظام خاص هو مسألة مهمة تدعم المجال الرقمي لعلم المخطوطات».

ولفت كامل إلى أن المركز يصور يومياً 22 ألف ورقة للراغبين والباحثين والدارسين وغيرهم، مؤكداً أن التقنيات التي كانت متّبعة في السابق تغيرت إلى وسائل حديثة سهّلت من نسخ وتداول المخطوطات.

وتابع: «ساهمت الوسائل الحديثة في حفظ المخطوطات بشكل آمن وأكثر انضباطاً، فلدينا خدمات السحب التي تتيح الكثير من خيارات الأمن، وهي تتلقى تحديثات دورياً، إذ يمكن الحصول على أكثر من نسخة للمخطوطات والوصول لها بسهولة من أي مكان في العالم بمعايير آمنة تعتمدها الأنظمة المالية العالمية».

وأشار كامل في ختام الجلسة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً كبيراً في مجال رقمنة وحفظ المخطوطات، وقال: «حققت العديد من الشركات ابتكارات كبيرة في هذا المجال ويجري العمل على آلات تتمكّن من أخذ 300 لقطة في الدقيقة للمخطوطات دون فتحها وبزاوية 45 درجة لتفادي تخريبها أو العبث بها، كما تطور أنظمة تستوعب خطّ اليد الذي مازال بلا معايير وقياسات موحدة، إلى جانب العمل على كاميرات تستطيع التعريف بتفاصيل الأوراق ويمكن لها التقاط صور عالية الجودة، وغيرها مما سيكون منعطفاً مهمّاً وتاريخياً في مجال المخطوطات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"