يوم زايد للعمل الإنساني

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

أروع تكريم اختارته الإمارات لذكرى قائدها ومؤسسها، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان قائداً عربياً بامتياز، عُرف بحكمته وحنكته وبُعد نظره، وبحسّه الإنساني المرهف، أنْ جعلت من التاسع عشر من رمضان كل عام، الذي يصادف ذكرى رحيله، يوماً لإبراز واحدة من أنبل صفات الشيخ زايد، صاحب الأيادي البيضاء التي وصل خيرها إلى ديار العرب وغير العرب، «يوم زايد للعمل الإنساني»، وتحت شعار «حب ووفاء لزايد العطاء».
وإضافة إلى تكريم ذكرى الشيخ زايد، رحمه الله، وإبراز ما قدّمه من مساعدات إنسانية، آثارها ما زالت شاهدة على ذلك، من مدن إسكانية ومستشفيات وطرق وجسور وسدود، الكثير منها يحمل اسمه في مختلف البلدان، فإن هذا اليوم أيضاً أصبح مناسبة لإطلاق العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية، عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها وتتبناها المؤسسات العامة والخاصة في الإمارات، اتباعاً للتقاليد الحميدة التي أرساها مؤسس الدولة وباني صروحها وقواعدها، ومواصلة لها، كنهج ثابت.
يذكر أن مجلس الوزراء اعتمد هذا اليوم كيوم يحمل اسم الشيخ زايد للعمل الإنساني في العام 2012، ليكون في اليوم الذي رحل فيه الشيخ زايد، وفي هذا الشهر الفضيل؛ لما للشهر من مغزى مرتبط بالعمل الخيّر والإنساني، وكونه ارتبط باسم الرجل الذي كان من القادة الاستثنائيين الذين تجود بهم الأقدار على الأمم، ويأتون في وقتهم المناسب تماماً، فيقودون بلدانهم نحو العزة والمجد والسؤدد، كما فعل، رحمه الله، حين غرس مع أشقائه من حكام الإمارات غرسة الدولة الأولى، ورعى نموها وتطورها طوال عقود، حتى غدت شجرة وارفة الظلال، هو الذي رنا للبعيد دوماً، وأدرك باكراً أنه بتحقيق العزة والكرامة للمواطن، يمكن بناء الوطن، واستنهاض كل الطاقات من أجل بلوغه الذرى، دون أن يغفل ولو للحظة عن أن يجعل من الإمارات، بما حباها الله به من خير، سنداً وعضيداً لأشقائها في العروبة والدين والإنسانية، معطياً بذلك قوة المثال والقدوة.
من أكثر التعبيرات عمقاً ودلالة التي قرأتها في ذكرى وفاة الشيخ زايد، ووجدتها معبرة عن مشاعرنا جميعاً، في الإمارات وخارجها، ما كتبَته الكاتبة ميرة القاسم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مخاطبة الشيخ زايد بما مفاده: «لم ترحل. باقٍ هنا، حي في قلوبنا، ما زلتَ تسري مع كل قطرة في الروح إلى الوجدان وكلما نظرَ إلينا هذا النخيل السامق وحبات الصحراء المتنامية انتماء إليك. أنت ما زلتَ في عيون أبنائك الذين جمعتهم تحت ظلالك».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"