منارة الأمل

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

«الإمارات ليست كياناً سياسياً واقتصادياً فقط، وإنما كيان حضاري وإنساني، ومنارة للأمل في المنطقة».. كلمات قليلة بلغة سهلة واضحة، قالها أمس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لخّصت ما تعنيه هذه الدولة بمساحتها التي تبلغ ثمانين ألفاً من الكيلومترات المربّعة، وبمقارنة سريعة، فإن هذه المساحة أضحت اليوم بكل تلك المقوّمات التي ذكرها الشيخ محمد بن راشد كياناً سياسياً واقتصادياً عميق التأثير، وموئلاً للباحثين عن النجاح والاستثمار والتطوّر، والآن، هي هذا الإشعاع الحضاري بكل ما يمثّله من قيم الإنسانية والرقيّ والأمل.
هذا التأكيد المسؤول جاء من القائد الذي يعني كلّ كلمة يقولها، خلال إعلان النتائج السنوية لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لعام 2020، تلك المؤسسة الأكبر في المنطقة في العمل الخيري والإنساني والإغاثي، حيث بلغ إجمالي حجم إنفاقها ورغم تفشي جائحة كورونا في العالم، ملياراً ومئتي مليون درهم، غيّرت إيجابياً في حياة 83 مليوناً في 82 دولة.
هذا السلوك الإنساني، لم يحدث من دولة بمفردها من قبل، فقد كانت تقع أحداث طارئة في بعض السنوات، كالكوارث الطبيعية أو المفتعلة أو الحروب أو الأوبئة.. فتتكاتف مجموعة من الدول، وغالباً تحت مظلة الأمم المتحدة، للمساعدة وتقديم العون، لكن أن تبادر دولة وحدها إلى هذا السلوك، فهو سابقة بكل ما تعنيه الكلمة.
فالتخفيف من معاناة الملايين، خاصة في المجتمعات الهشّة، على الرغم من التحديات الكثيرة والمختلفة التي فرضها تفشي وباء «كورونا»، وتعطل القطاعات الخدمية في كثير من المناطق، وفي مقدمتها التعليم والصحة، مبادرة إماراتية سيسجلها التاريخ في أسفار الخلود.
و«كل عام يمر على عملنا الإنساني يزيدنا إصراراً على رؤيتنا».. كما أكد الشيخ محمد بن راشد، والمبهج أن عدد الشركاء لهذه المبادرات الإنسانية يزداد كذلك، فيزداد عدد المستفيدين.
وهذا كلّه يزيد إيمان قادة هذا الوطن، بأن العمل الإنساني جزء أساسي من استئناف الحضارة، لذا تأتي «مبادرات محمد بن راشد العالمية» بكوادرها وأصولها وبرامجها ومشروعاتها أحد أهم ممكنات هذا العمل الإنساني والإغاثي والتنموي للإمارات إقليمياً ودولياً. وهذا لا يعني بالتأكيد أن الطرق معبّدة سهلة ومفروشة بالورد، لا بل هناك كثير من التحديات التي قد تطرأ عفوياً أو تفتعلها أيادٍ تكره الخير، وهذا يشكل فرصة لتحقيق المزيد من الإنجازات. فكان هناك الكثير من الإبداع في صناعة الأمل، الصناعة الوحيدة التي لا تعرف الخسارة. 
الإمارات هي هي كما نعرفها، موئل لعمل الخير ولن تدير ظهرها للإنسانية، وستبقى كما يقول محمد بن راشد، كما أرادها المؤسسون، منارة إنسانية للبشر، كل البشر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"