عادي

ابن الضواحي الفقيرة يهزم أثرياء باريس ويصنع التاريخ

17:30 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url
daDAAD

كان الجزائري رياض محرز بطل تأهل فريقه مانشستر سيتي إلى النهائي الأوّل في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بتسجيله هدف التقدّم ذهاباً وهدفي الفوز إياباً على باريس سان جيرمان الفرنسي، تاركاً بصمة موجعة في مسقط رأسه، وأمام أثرياء المدينة التي ولد فيها.
وُلد محرز في ضواحي العاصمة باريس عام 1991، وفي سيناريو هوليوودي تحوّل ليصبح بين أفضل اللاعبين العالميين، بعد تسجيله 3 أهداف من أصل 4 لفريقه في مباراتي نصف النهائي.
 ودخل محرز التاريخ بعد أمسية يوم الثلاثاء الخالدة، بعدما أصبح الهداف الأول للاعبين الجزائريين في دوري أبطال أوروبا برصيد 10 أهداف، متجاوزاً ياسين إبراهيمي صاحب 8 أهداف وسفيان فيجولي صاحب 6 أهداف.
وأصبح محرز أول لاعب في تاريخ مانشستر سيتي يسجل ثنائية في نصف النهائي، وثاني لاعب فقط يسجل في مباراتي الذهاب والإياب بالدور نصف النهائي مع نادٍ إنجليزي في دوري الأبطال، بعد السنغالي ساديو ماني مع ليفربول في 2018.
في ملعب «بارك دي برانس»، على بعد كيلومترات من سارسيل التي أبصر محرز فيها النور، أطلق بطل إفريقيا مع منتخب بلاده ركلة حرّة رائعة مانحاً سيتي هدف الفوز ذهاباً (2-1) في المسابقة القارية المرموقة.
لكن ما كان ينتظره في الإياب، جعله نجم نصف النهائي، عندما سجّل هدفين في مرمى الباريسيين (2-صفر) عبّدا الطريق نحو أول نهائي في تاريخ سيتي وحرما باريس في المقابل من بلوغ النهائي الثاني توالياً.

شاب يرقص في الملعب
 متحصّناً بتقدمه ذهاباً في عقر دار سان جيرمان 2-1، خاطر مدرب سيتي الإسباني بيب غوارديولا بترك مساحات قريبة من منطقته للفريق الفرنسي، كي يستفيد من قوته الرهيبة في الهجمات المرتدة.
وكان محرز من الأسلحة الهجومية الفتاكة في هذا التكتيك اللافت من مدربه.
قال غوراديولا عن اللاعب الذي يتمتع بقدرة عالية في المراوغة بالقدمين «هو شاب يرقص على الملعب».
هذا ما أظهره على الرواق الأيمن مرهقاً دفاع باريس من خلال لياقة بدنية لافتة في هذه الفترة المتأخرة من الموسم.
بقي محرز مهمَلاً لفترة طويلة على ساحة كرة القدم الدولية. بدأ مع كيمبير في الدرجة الفرنسية الرابعة ثم لوهافر في الثانية. قطع بحر المانش؛ حيث كانت بدايته الفعلية مع ليستر سيتي.
لم يكن ليستر معروفاً على الساحة العالمية عندما انضمّ إليه في 2014، لكنه ساهم في وضعه على الخريطة بتتويج مفاجئ بلقب الدوري عام 2016 تحت إدارة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، رغماً عن الأندية الكبيرة في البريميرليغ وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري.
 مذاق طيب 
على الرغم من المسيرة المليئة بالصعاب في ضواحي باريس وعدم التحاقه بمركز للتنشئة، أصبح محرز على قمة الكرة المستديرة. آمن بنفسه نظراً لقوة شخصيته وجنونه وهوسه بكرة القدم بحسب أصدقائه.
يمتلك ثقة لا تتزعزع، حتى خلال مواجهة الأوقات الصعبة.
ولمن كان يريد الاستماع إليه، كان الشاب محرز يردّد قائلاً «سأصل، لا أعرف كيف ولكن أريد أن ألعب في كأس العالم في البرازيل»، ليأتي الردّ من المشرفين عليه «ولكن لا يمكنك حتى اللعب مع فريق سارسيل» كما يروي صديقه محمد كوليبالي.
يجسّد محرز حلم كل شاب من الضواحي، وهو على بُعد خطوات قليلة من الفوز بأجمل الكؤوس الأوروبية بعد مسيرة غير عادية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"