عادي

«فيسبوك» تثبت حظر ترامب.. والأخير يصر على خسارته بالتزوير

17:26 مساء
قراءة 4 دقائق
ترامب
فيسبوك

نيويورك - (أ ف ب)

أيد مجلس الإشراف على فيسبوك الأربعاء، قرار المجموعة فرض حظر على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من نشر رسائل على صفحته على الموقع وحسابه على إنستجرام، في قرار يمكن أن يكون له تأثير كبير في تنظيم حرية التعبير على الإنترنت.
وقال مجلس الإشراف الذي تعتبر قراراته ملزمة إن الرئيس السابق، عبر ما نشره من تعليقات في 6 يناير/كانون الثاني، يوم الهجوم على مبنى الكابيتول، «أوجد بيئة الانزلاق نحو العنف بجدية». وأضاف المجلس أنه «نظراً لخطورة الانتهاكات وخطر العنف المستمر، كان قرار فيسبوك بتعليق حسابات ترامب مبرراً في 6 يناير/كانون الثاني وتمديد هذا التعليق في 7 يناير/كانون الثاني».

لكن المجلس اعتبر أنه «لم يكن من المناسب لفيسبوك أن يفرض عقوبة غير محددة المدة ولا تستند إلى أي معايير»، وطلب من الموقع أن «يراجع خلال ستة أشهر من القرار الحالي العقوبة الاعتباطية التي فرضها في السابع من يناير/كانون الثاني لاتخاذ العقوبة المتناسبة».

وأضاف: «أنه لا يجوز لفيسبوك إبقاء مستخدم خارج المنصة لفترة غير محددة من دون أي معايير بشأن متى أو ما إذا كان سيعاد فتح الحساب»، وأن فيسبوك يمكن إما أن يفرض تعليق الحساب لفترة زمنية محددة وإما أن يحذفه».

وقال مجلس الإشراف:«إنه حين نُشرت رسائل ترامب، كان يرتسم خطر واضح وفوري لوقوع ضرر وتصريحاته المؤيدة للمتورطين في أعمال الشغب، أعطت شرعية لأعمالهم العنيفة». واعتبر أن ترامب بصفته رئيساً كان يتمتع بنفوذ قوي، مشيراً إلى أن عدد متابعيه بلغ 35 مليوناً على فيسبوك و24 مليوناً على إنستجرام. ورفع المجلس توصيات إلى فيسبوك«لوضع سياسات واضحة وضرورية ومتناسبة تعزز السلامة العامة وتحترم حرية التعبير».

حظيت القضية بمتابعة مكثفة بسبب تداعياتها على الشبكات الاجتماعية التي تسعى إلى الحد من المعلومات المضللة والمحتوى المسيء، بينما تظل منفتحة على الخطاب السياسي. وبعد نشر قرار المجلس الاستشاري.

في المقابل، شن دونالد ترامب، الأربعاء، هجوماً شديداً على زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ووصفه بـ «الجاهل»
و«الجبان»، مكرراً مزاعمه بأن تزوير الانتخابات تسبب في خسارته أمام جو بايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال ترامب في بيان: «لو كان زعيم الأقلية الجبان والجاهل ميتش ماكونيل قاتل لفضح كل الفساد الذي أبلغ به في ذلك الوقت، وعُثر على مزيد منه منذ ذلك الحين، لحصلنا على نتيجة رئاسية مختلفة تماماً».

وكرر ترامب الذي يفكر في الترشح مرة أخرى للبيت الأبيض القول بإصرار بوجود أدلة وفيرة على تزوير أصوات الناخبين، وحث أتباعه على «عدم الاستسلام أبداً».

كما دان مارك ميدوز، كبير موظفي ترامب السابق القرار على الفور عبر قناة فوكس نيوز، قائلاً:"إنه سيكون له تأثير رادع على حرية التعبير. وأضاف: «إنه يوم حزين لأمريكا، إنه يوم حزين لفيسبوك».

وأغلق فيسبوك حساب الرئيس الأمريكي السابق غداة اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكونجرس في يناير/كانون الثاني، خلال جلسة المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. قبل ذلك، تسامحت المجموعة ومقرها في كاليفورنيا مع رسائل الملياردير الجمهوري الكثيرة التي اعتبرت إشكالية من قبل شرائح كبرى من المجتمع وحتى داخل حزبه.

لكن في 7 يناير/كانون الثاني علقت الشبكة «حتى إشعار آخر» حساب المرشح الخاسر لانتهاكه قواعدها المتعلقة بالتحريض على العنف، وخصوصاً في أعقاب ما ورد في شريط فيديو أيد فيه مثيري الشغب. وفي نهاية يناير/كانون الثاني، لجأ موقع فيسبوك إلى مجلس الإشراف لتسوية هذه القضية بشكل نهائي.

من 89 مليون متابع إلى مليونين

تمّول الشركة بما يصل إلى 130 مليون دولار هذا المجلس الذي يعتبر «محكمة عليا» مستقلة تضم 20 عضواً دولياً، بينهم صحفيون ومحامون ومدافعون عن حقوق الإنسان ومسؤولون سياسيون سابقون. وفي مطلع السنة، أصدر أول أحكامه (المُلزمة) وسلسلة توصيات (غير ملزمة).

بالنسبة لدونالد ترامب وبعد أن تلقت تسعة آلاف رد من المستخدمين على دعوة للتعليق، أمهلت المجموعة نفسها بعض الوقت. واتخذت منصات أخرى إجراءات مماثلة بعد اجتياح الكابيتول. في المقابل، ينتظر «يوتيوب» أن «تتراجع مخاطر العنف» قبل أن يسمح للرئيس السابق بنشر أشرطة فيديو مجدداً على منصته.

أما تويتر الشبكة المفضلة سابقاً لترامب مع حوالى 89 مليون متابع، فقد علقت حسابه بشكل نهائي رغم أن جاك دورسي مؤسس المنصة أعرب عن أسفه «للفشل في الترويج لنقاش صحي». ووجد الرئيس الأمريكي السابق ملاذاً له في شبكة جاب، وهي تعلن انتماءها للتيار المحافظ، وتروج لنظريات المؤامرة، حيث يتابعه مليونا شخص.

عدم ارتياح

ويتهم أنصار ترامب فيسبوك بالرقابة. أما أولئك الذين يؤيدون الحفاظ على الوضع الراهن فيعتبرون أن تعليق حساب الملياردير الأمريكي كان يجب أن يحصل قبل ذلك بكثير. ويقول صامويل وولي من معهد الصحافة في جامعة تكساس: «كان يستخدم فيسبوك ومنصات أخرى لنشر رسائل كاذبة بوضوح حول العمليات الانتخابية، ما يقوض بشكل فعال جداً الديمقراطية الأمريكية».

ولقي إقصاء ترامب عن شبكات التواصل الاجتماعي ترحيباً من قبل المشرعين الديمقراطيين والمجتمع المدني الأمريكي. لكن في أوروبا، أثار هذا القرار انتقادات من جمعيات وقادة، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عبروا عن قلقهم من سطوة شركات التكنولوجيا على حرية التعبير.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"