عادي

مورينيو يريد تلميع صورته في روما

21:51 مساء
قراءة 3 دقائق

قد تكون إقالته من تدريب نادي توتنهام هوتسبر الإنجليزي قبل أسبوعين لطخت سمعته، لكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو سرعان ما وجد تحدياً يناسبه من خلال الإشراف على تدريب نادي روما الإيطالي الساعي مثله إلى استعادة أمجاده.

شكلت تسميته مدرباً لروما مفاجأة حتى لأبرز صحفيي إيطاليا الذين رشحوا ماوريتسيو ساري لخلافة مدرب «الذئاب» الحالي البرتغالي باولو فونسيكا المغادر للفريق في نهاية الموسم الحالي.

استبعد مورينيو العودة للتدريب في المستقبل القريب بقوله بعد إقالته: «أنا هادىء، أستمتع بالإجازة، ليست لديّ أية خطط في الوقت الحالي. أواصل حياتي بشكل طبيعي. سأنتظر قبل العودة إلى كرة القدم، ربما يكون الموسم المقبل مبكراً لذلك».

يُعرف عن المدرب المشاكس حبه للمواجهة مع الجميع من لاعبين ومدربين وحكام، ونادراً ما دامت علاقته مع أي نادٍ لأكثر من ثلاث سنوات بسبب طباعه التي لا تعرف الحلول الوسطى، وغالباً ما تضعه في مواجهة مع بعض لاعبي الفرق التي أشرف على تدريبها والأمثلة كثيرة تبدأ بالحارس الإسباني السابق لريال مدريد إيكر كاسياس وزميليه مواطنه سيرخيو راموس والفرنسي كريم بنزيمة، ومع لوك شو والفرنسي بول بوغبا والأرميني هنريك مخيتاريان في مانشستر يونايتد، وصولاً إلى ديلي إلي والفرنسي تانغي ندومبيلي وحتى الويلزي غاريث بايل في محطته الأخيرة مع توتنهام.

استغراب بوغبا

وعلق بوغبا مؤخراً على تردي علاقته مع مورينيو بقوله: «ثمة وقت كنت على علاقة ممتازة مع جوزيه، ثم وبين عشية وضحاها تغير كل شيء. هذا هو الأمر الغريب مع مورينيو ولا أستطيع تفسير ذلك لأنني حتى أنا لم أفهم ما حصل».

لن تكون تجربته المرتقبة مع روما الأولى للبرتغالي في الدوري الايطالي، حيث سبق له أن تولى الإشراف على إنتر من 2008 الى 2010 وقاده إلى ثلاثية نادرة في موسمه الأخير عندما توج بطلاً للدوري والكأس المحليين، ودوري أبطال أوروبا ليصبح أوّل فريق إيطالي يحقق هذا الإنجاز.

بيد أن روما الذي يحتل المركز السابع حالياً وفقد الأمل في خوض دوري أبطال أوروبا، لم يملك هيبة «نيراتسوري» المتوج الأحد الماضي بلقب الـ «سيري أ» للمرة الأولى منذ عام 2010 بقيادة مدربه أنتونيو كونتي، كما تلاشت حظوظ نادي العاصمة في إحراز أي لقب في هذا الموسم بعد خسارته المؤلمة أمام فريق «الشياطين الحمر» 2-6 ذهاباً في نصف نهائي مسابقة «يوروبا ليغ».

وكان رئيس نادي توتنهام دانيال ليفي وصف مورينيو بانه أحد «أفضل مدربَين إثنين في العالم» عندما تعاقد معه قبل 18 شهراً لقيادة الفريق عندما كان الأخير بتخبط في المركز الرابع عشر، لكنه اضطر إلى التخلي عنه بعد التراجع الكبير للفريق في القسم الثاني من الدوري المحلي بعد بداية واعدة.

وعلى الرغم من فشل مورينيو في قيادته إلى إحراز مركز يؤهله للمشاركة في دوري الأبطال بعد أن تسلم المهمة منتصف الموسم الماضي، بدأ توتنهام القسم الأول من الدوري هذا الموسم بشكل رائع، حيث تصدر الترتيب بعد فوزه على مانشستر سيتي 2- صفر في نوفمبر 2020، وبقي في المركز الأول حتى خسارته في الثواني الأخيرة أمام ليفربول 1-2 عل ملعب أنفيلد في منتصف ديسمبر الماضي قبل ان يتراجع مستواه كثيراً في الأشهر الأخيرة.

واذا كان سجل المدرب البرتغالي مع مانشستر يونايتد يتضمن الفوز بـ «يوروبا ليغ» عام 2017 وكأس الرابطة في العام ذاته، فإنه لم ينجح في جعله منافساً على اللقب المحلي الغائب عن خزائنه منذ عام 2013 تاريخ رحيل المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغوسون.

سياسة الأرض المحروقة

وبالتالي من خلال التجربتين الأخيرتين لا يكتفي مورينيو بالفشل بل يرفع شعار الأرض المحروقة، حيث يترك خلفه غرفة ملابس منقسمة، ومجموعات متناحرة وإدارات تفقد البوصلة وتحتاج إلى وقت طويل لكي تنهض من جديد.

وقال أحد لاعبي توتنهام لموقع «ذي اثلتيك» الإنجليزي بعد رحيل البرتغالي رافضاً الكشف عن اسمه: «لقد قام مورينيو بتدمير كل ما كان توتنهام يرمز إليه في السنوات الأخيرة. لقد دمر ثقافة النادي تماماً».

لم يفز روما بأي لقب منذ تتويجه بكأس إيطاليا عام 2008 بقيادة مدربه لوتشيانو سباليتي، لكن طموح رئيسه الأمريكي دان فريدكين ونجله راين لا يعرف أي حدود، فقررا المراهنة على مدرب خبير توج بطلاً لأوروبا مرتين وفاز بألقاب محلية بالجملة أينما حل، باستثناء توتنهام، فهل يكون ذلك كافياً ؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"