عادي
مهندس الكلمة ومبدع المعنى

المسلم: مانع سعيد العتيبة مجدد الساحة الشعرية الخليجية

23:08 مساء
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: «الخليج»
أكد الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن الدكتور مانع سعيد العتيبة، كان، ولا يزال هو المجدد في الساحة الشعرية الخليجية، لكونه شاعراً فصيحاً ينتقي ألفاظه وموضوعاته، حيث يعتبر اليوم اسماً علماً على خريطة الشعر العربي، غنّى قصائده كثير من المطربين الخليجيين والعرب.
وأشار المسلّم إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو الذي يرجع إليه الفضل في تشجيع الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة على كتابة الشعر النبطي، وكان ذلك عام 1969، حيث كان قبلها معروفاً بشعره الفصيح، وأضاف أن الشاعر كان من عائلة ثرية امتهنت تجارة اللؤلؤ، إلا أن انحسار هذه التجارة بعد ابتكار اليابانيين للؤلؤ الصناعي، دفع عائلته إلى الارتحال عن أبوظبي، فعاش بعدها حياة قاسية، كانت محفزة له لأن يكون شاعراً متمكناً صلباً.
جاء ذلك خلال برنامج «شدو الحروف» الذي يبث عبر تلفزيون الشارقة خلال شهر رمضان والذي تناول مسيرة الشاعر الدكتور العتيبة، وتجربته الثرية في الجمع بين الشعرين الفصيح والنبطي، وبراعته في اختيار الألفاظ التي ترتقي بالشعر النبطي تحديداً، محاولاً تغيير الصور والأغراض التي يكتب بها، لذلك أفرز لنا خلال مسيرته نماذج متطورة من القصائد النبطية.
وتناول رئيس معهد الشارقة للتراث سيرة الدكتور العتيبة في التعليم والسياسة، بدءاً من دراسته في المملكة المتحدة، وتخرّجه في العراق من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بغداد، وشغله منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي، ومن ثم حصوله على الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، ومن ثم درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها، عن رسالته «البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة».
وفي عام 1972 أصبح العتيبة وزيراً للبترول والصناعة في أول وزارة إمارات، وفي عام 1990 عُيّن في منصب المستشار الخاص للشيخ زايد، ورغم هذه المهمة الكبيرة، إلا أنه ظل مثابراً على نتاجه الشعري، وبقيت قصائده تعكس ثراء لغوياً لشاعر فصيح يكتب الشعر النبطي، وكان يثبت دائماً أن العلم والارتقاء المعرفي هو سبب وجيه لأن يخلق شخصية متزنة، لها كثير من التأثير الإيجابي في المجتمع.
وقال المسلّم: إن مدينة العين كان لها وقع خاص في قلب الشاعر، إذ وصفها بوصف يليق بعراقتها وجمالها، كما تحدث عن طرق الصيد وأمور لها علاقة البحر، وهي سمة للشعراء الذين عاشوا في المدن الساحلية، وكان يختار الألفاظ التي ترتقي بالشعر النبطي، ويغيّر الصور والأغراض التي يُكتب بها، مهندساً للكلمة، ومبدعاً للمعني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"