عادي

استبيان عالمي: التعلّم الرقمي جزء من نظم التعليم بعد «كورونا»

00:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

دبي: محمد إبراهيم

كشفت نتائج استبيان بيرسون العالمي للمتعلمين لعام 2020، الذي جرى مؤخراً، ليعكس آراء ملايين المتعلمين في جميع أنحاء العالم، أن التعليم لن يعود إلى ما كان عليه قبل كوفيد، إذ يعتقد 88% من المشاركين أن التعلم الافتراضي، سيصبح جزءاً أساسياً ودائماً من التعليم على المستويات كافة.

وأكدت النتائج أن هناك حاجة ماسة للمدارس والمؤسسات التعليمية والقائمين على التعليم، لتقديم تجربة رقمية فعالة وسلسة للمتعلمين، إذ إن المستقبل سيكون للتعلم الرقمي.

عودة تدريجية

وحول نتائج الاستبيان التي حصلت «الخليج» على نسخة منها، أكد أوزان توكتاس، المدير العام لشركة بيرسون الشرق الأوسط وإفريقيا في تصريحاته الخاصة، أن العالم يركز على عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها، لاسيما مع حملات التطعيم المكثفة التي تشنّها الدول للقضاء على الوباء، لذا ينبغي أن ندرك أن التعليم لم يعد كما كان في سابق عهده قبل مجيء كورونا، لاسيما أن هناك متغيرات ومستجدات كثيرة شهدتها ميادين العلم خلال الجائحة.

وأفاد بأن هناك طرقاً عدة، يسهم بها التعلم عن بعد، في إعادة صياغة صور التعليم في المستقبل القريب، أبرزها أن التعلم المُصغّر الذي سيصبح المعيار الجديد للتعلّم، تعلم «النانو»، الذي يتضمن تزويد الطلبة بمعلومات أقل ولفترات زمنية أقصر.

دفعات قصيرة

وأضاف أن التعلم على دفعات قصيرة يزيد من قدرة الشخص على التركيز واستيعاب المعلومات وعدم نسيانها، كما يُرجّح أن تزويد المتعلمين بجرعات أصغر من المعلومات، من خلال مقاطع الفيديو التفاعلية والتطبيقات والبودكاست، سيزيد من إنتاجيتهم ويجذب انتباههم ويساعدهم على التعلم.

وأكد أن مراقبة الامتحانات عن بُعد سيكون مستقبل التقييمات الافتراضية، ليتوافق مع الفصول الدراسية عبر الإنترنت، إذ إن منصات المراقبة عن بعد، تعد آلية تسمح للطلاب بإجراء الاختبارات من المنزل والتأكد من صحتها من خلال القضاء على فرص الغش وغيرها من الممارسات السيئة، إذ تعتبر حلاً عملياً لتمكين المؤسسات التعليمية من إدارة الاختبارات الافتراضية، دون المساومة على نزاهتها أو مصداقية النتائج.

تقييم ورقي

وأوضح أنه لم تكن هناك فرصة للتحقق من درجة استيعاب الطلبة من خلال التقييم الورقي التقليدي، إذ اكتسبت فرص التقييم الرقمية مكانة متزايدة الآن باعتبارها آلية فاعلة تساعد المتعلمين على تقييم مدى استعدادهم للامتحانات ووضع استراتيجية سهلة للاستعداد لها، من خلال توفير تجربة امتحان مخصصة ومباشرة.

وأشار إلى أن منصات التعلم الرقمية التيار الرئيسي في عصر ما بعد كوفيد، وبالنظر لهذه الظروف الجديدة، تبدو أهمية بيرسون أكبر من أي وقت مضى، فقد أوشكنا على دخول حقبة جديدة كشركة رقمية بارزة في العالم، تركز على دفع عجلة التعلم الرقمي والإلكتروني، وقيادة هذه المسيرة إلى الأمام، وسد الفجوة في مهارات القوى العاملة، وتلبية الطلب المتزايد على الشهادات والدرجات التي يمكن الاعتماد عليها.

التحول الرقمي

وأضاف أن التركيز خلال المرحلة المقبلة، سينصبّ على التحول الرقمي، بدلاً من الرقمنة، لاسيما أن المعلّمين حول العالم أثبتوا قدرتهم وجاهزيتهم لإلقاء محاضراتهم افتراضياً،، فضلاً عن تعيين الواجبات المنزلية للطلبة والإشراف عليها عبر التطبيقات والمنصات الرقمية. في حين أن هذا التحول قد أتاح فرصاً عديدة للتدريس بشكل مختلف، بما في ذلك تشجيع التعلم الذاتي وفتح المجال للطلاب للتعلم من موارد متنوعة.

ويجب ألا ننسى أن إلقاء المحاضرات عبر الإنترنت أو تحويل المستندات إلى ملفات PDF يعتبر في مصافّ الرقمنة، ولكنه بالتأكيد ليس تحوّلاً رقمياً، ولكي نتخيل نموذجاً تعليمياً مستقبلياً يتميز بالقوة والمرونة، ينبغي الاستفادة من التقنيات الرائدة مثل الذكاء الاصطناعي، لقدرته على تحويل تجربة التعلم بغض النظر عن الموقع الجغرافي، ومساعدة المتعلمين على تصميم هذه التجربة وفقاً لاحتياجاتهم.

وأضاف: «من المهم تقديم محتوى مخصص يستند إلى الأنيميشن، وتعزيز نجاح الطلاب لأقصى درجة عبر تحديد نقاط الضعف، وتقديم الحلول الفاعلة للتصدي لها، ودمج تلك الحلول مع مهارات العمل المطلوبة للمستقبل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"