السلامة.. هديتنا في العيد

01:06 صباحا
قراءة دقيقتين

سريعاً مضى الشهر، وكأنه يتعجل الرحيل. أيام قليلة ونودع رمضان، صحيح أن للعيد بهجة الكل ينتظرها بشوق، وفي العيد لا تختلف فرحة الكبار عن فرحة الصغار، لكن شهر الصوم يجعل للحياة وللأيام طعمها الخاص، وأجواء وطقوس عائلية لا تشبه أي أجواء نعيشها في الأيام العادية، حتى ولو كانت مكبلة ومقيدة بشروط فرضها على العالم الوباء اللعين. 
لا بأس إن غيّرنا من عاداتنا كي نحمي أنفسنا وأحبتنا، ولا بأس إن طوينا الحنين إلى أيام تبادل الزيارات، لتهنئة كل الأهل والأقرباء والأصدقاء بحلول العيد الآتي خلال أيام قليلة. الكل يستعد لشراء الملابس وتبادل الهدايا والحلويات، والأطفال ينتظرون «العيدية» والتي جرت العادة أن تكون أوراقاً نقدية يفرحون بتجميعها، لشراء ما لذ وطاب. لكن هذا العام فلتكن العيدية مختلفة، كي لا نحمل إلى أحبتنا الصغار وعن غير قصد، الوباء الذي قد يختبئ في ثنايا الأوراق النقدية. فلتكن هدية تتناسب والإجراءات الاحترازية، وكأننا نطور من وسائلنا للتعبير عن فرحتنا وعن طُرق تهنئتنا للآخرين بالعيد. 
الفيروس لا يمل من التحور والتطور، وبدورنا علينا أن نطور من وسائلنا ومن أسلوب تفكيرنا، فرغم كل ما حصل ويحصل في العالم، تجد من يتمسك بممارسة كل طقوسه وكأن الوباء لم يكن، وهناك من لم يقتنع بعد بأهمية الحصول على اللقاح. 
لولا إصرار الإمارات على تطبيق كافة الاحتياطات وتأمين اللقاح لكافة الفئات والأعمار المسموح لها بالحصول عليه، لما وصلنا إلى هذه المرحلة المتقدمة واستعادة الحياة بشكل تدريجي وشبه طبيعي. وها هي الدولة تحدّث البروتوكول الوطني للسفر، وتقدّم تسهيلات للمطعمين، من حيث العزل والحجز الصحي، وطبعاً حسب الوجهات ومن أي بلد يأتي المسافرون. ربما حرمنا كورونا من متعة السفر في الإجازات القصيرة خارج الدولة، لزيارات خاطفة ثم العودة بشكل طبيعي، لكن اللقاح منحنا فرصة التحرر من شبح الموت بالوباء، والتحرر من عدم القدرة على التنقل والسفر حتى داخل الدولة. الإجراءات الوقائية والاحترازية موجودة دائماً، وربما يجب أن نتمسك بها أكثر خلال العيد، كي تضمن سلامة كل أحبتنا، ونجتاز المرحلة بأمان، والأمان الفردي يعني حتماً الأمان المجتمعي.
هديتنا في العيد لكل أهلنا وأحبتنا، السلامة والالتزام، وضبط النفس، والمعايدة عن بعد، ومعايدة الصغار محفوظة، ولو لم تكن ورقية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"