تحديثات

01:01 صباحا
قراءة دقيقتين

أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات نهاية العام الدراسي 2020-2021، فالميدان التربوي بمختلف فئاته، يعمل كخلية نحل استعداداً لوداع عام دراسي تعايشنا معه بحلوه ومره، في ظل استمرار جائحة كورونا.
بغض النظر عما كنا نراه في الميدان خلال السنوات السابقة في نفس التوقيت، تعد خطة امتحانات نهاية العام الجاري «استثنائية»، في المحتوى والمضمون، لاسيما أنها اشتملت على تغييرات مهمة وقرارات جريئة، وخاصة لطلبة الثاني عشر الذين يعاملون سباق الامتحانات النهائية، على أنه نقطة انطلاقة تحملهم إلى مستقبل جديد.
البرمجة الزمنية جاءت ممنهجة وموافقة إلى حد كبير؛ إذ بثت في نفوس المجتمع المدرسي الطمأنينة والسكينة، ولم تَشُبها أية تحفظات، على عكس ما اعتادنا عليه في السابق، لاسيما أنها لم تحتو على مفاجآت أو معوقات، وراعت قدرات الطلبة وطاقاتهم في ظل الظروف الراهنة، ومكنت الطواقم التربوية من الاستعداد مبكراً للسباق، من دون منغصات.
أخذتنا النظرة التحليلية إلى إيجابيات جمة لخطة هذا العام، نلمسها في تركيز الامتحانات على ما يدرسه الطلبة في الفصل الدراسي الثالث فقط، وهذا يعد خطوة مهمة ترفع عن المتعلمين، معاناة «التشتت» بين دراسة المستجدات في الفصل الحالي، ومراجعة محتوى مقررات الفصلين السابقين مرة أخرى، كما كان متبعاً من قبل.
التحديث هنا يحقق التتابع والترابط في محتوى المقررات الدراسية للمتعلمين، ويمنح المعلمين فرصة الانتهاء من الأجزاء المتبقية من المنهاج، ومراجعتها مع الطلبة بأريحية وسلاسة ومرونة، بعد إعادة توزيعها، وهذا في حد ذاته تمكين لجميع المتقدمين إلى الامتحانات النهائية، ينعكس إيجابياً على معدلات الطلبة، وجودة المخرجات.
لم يكن هذا فحسب؛ بل لدينا المزيد حول الخطة التي راعت تهيئة الميدان، ورصدت الاحتياجات اللوجستية في المدارس، وتوفير اختبارات تجريبية في مواد مختارة، كتدريب فعلي للطلبة على البيئة الامتحانية، كما لعبت مواعيد الامتحانات والاختبارات التعويضية دوراً جوهرياً في تمكين الطلبة من جديد لإدارة الوقت، وتحديد مهام وأدوار المجتمع المدرسي بفئاته كافة.
قضت الخطة على الجدل المعتاد في الميدان، وكمّمت أفواه القيل والقال؛ إذ حددت موعد إعلان النتائج بوضوح، ورسمت آليات تطبيق الفصول الذكية للمستهدفين، والتي كانت وما زالت، فرصة مهمة متجددة للطلبة المتغيبين عن الامتحان بعذر، والذين واجهتهم مشاكل تقنية خلال السباق، وهنا تمكين جديد للمتعلمين للتعرف إلى طريقهم قبل انطلاق امتحانات النهاية.
يحسب لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي (تعليم) التحديثات الأخيرة الصائبة التي تعد أولى خطواتها الجادة في ظل مسؤوليتها الجديدة، وعلى جميع عناصر العملية التعليمية إدراك ماهية الحقبة الجديدة التي يشهدها تعليم الإمارات والعمل سوياً، وفق المعطيات الحالية لتعليم أكثر فاعلية وأجيال أكثر وعياً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"