منذ أن أثبتت أنها كتلة موهبة يصعب منافستها في الدراما، تحولت نيللي كريم إلى نجمة ينتظرها الجمهور كل عام في رمضان، ويُقبل على مشاهدة أعمالها لقناعة لديه بأن هذه الفنانة المميزة لا تقدم إلا كل ما هو مميز.
وبعد أن ارتبط اسمها بالأدوار المعقدة والنفسية الصعبة، وحافظت على مركزها الأول كأفضل ممثلة باختيار الجمهور والنقاد ولسنوات متتالية، فاجأتنا العام الماضي بتميز جديد من خلال الكوميديا، والعمل الذي نجح بكل ما ومن فيه «بـ100 وش».
هذا العام، لم تفشل نيللي كريم ولم تغب عن الشاشة في رمضان، لكنها أيضاً لم تنجح ولم يشكل وجودها أو وجود مسلسلها «ضد الكسر» أي فارق حقيقي، فهو من الأعمال العادية التي يمكن مشاهدتها لو أراد المرء ملء الفراغ دون أن يتوقع منها إبهاراً، وإن لم يشاهدها لن يخسر شيئاً، كما لن يفوته الكثير.
«ضد الكسر» إخراج أحمد خالد، تأليف عمرو الدالي وأحمد حسني، ويشارك نيللي كريم في البطولة محمد فراج، ولقاء الخميسي، ومصطفى درويش، وتارا عماد، وسينتيا خليفة، وهشام إسماعيل وغيرهم. لا جديد في القصة وإن بدت للوهلة الأولى أنها تتطرق إلى عالم مشاهير «تيك توك» والطبخ و«السوشيال ميديا». قصة يمكن اختصارها في جملتين، وما بعدهما تفاصيل لم تتمكن من جعل المسلسل قطعة نادرة تتمسك بها وتحرص على متابعتها كل يوم بشوق ولهفة.
قصة الخيانة بأوجه متعددة، الخيانة الزوجية وخيانة الصداقة وخيانة الأمانة، وعالم «السوشيال ميديا» يعيد الذاكرة إلى مسلسل لأعلى سعر لنيللي كريم أيضاً والذي لاقى نجاحاً كبيراً قبل 4 أعوام، حتى أغنية التتر «الناس العزاز» والتي فازت كأفضل أغنية مسلسل وقتها بصوت نوال الزغبي، تشبهها كثيراً أغنية هذا المسلسل «اللي خان» بصوت كارول سماحة، وهما من كلمات الدكتور مدحت العدل. قبل 4 أعوام علقت عبارة «ملعون أبو الناس العزاز» في أذهان الناس، وهذا العام لا تختلف العبارة الجديدة كثيراً «يخرب بيت اللي خان واللي مالهوش أمان».
معظم الأعمال تتضمن «الخيانة» كجزء من القصة، كما هي جزء من الواقع، لكن مشكلة «ضد الكسر» أنه أضاف على الخيانة جريمة، وتوقعنا أن يشدنا بعنصر التشويق والبحث عن القاتل لتتفتح الأوراق تدريجياً ونكتشف ماضي الشخصيات والعلاقات وخبايا النفوس. انطفأ التشويق سريعاً وظهرت الحقيقة، وبقينا نراوح مكاننا لحلقات متتالية، وكأن عمرو الدالي وأحمد حسني يبحثان عن أي حشو يمطان به الحلقات، كي يكتمل العدد وينتهي المسلسل مع انتهاء رمضان.
كل عناصر القوة توفرت للمسلسل لكنه لم يأت على نفس مستواها. لا مشكلة في أداء الأبطال، وإنما كل المشكلة في المط والفراغ الذي يشعرك بأنك إذا غبت عن حلقة وعدت لمتابعة المسلسل بعدها لن تتوه ولن يختل توازن المسلسل في ذهنك.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
