عادي

أم عبدالله: تحولت من هاوية بالمطبخ إلى صاحبة مشروع

00:10 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

 الفجيرة: محمد الوسيلة

حليمة علي سيف العطر الظنحاني الشهيرة «بأم عبد الله» من أهالي منطقة قدفع، عرفت في إمارة الفجيرة بريادة الأعمال وإجادتها الفائقة لعمل الوجبات الغذائية وتلبية طلبات المناسبات الخاصة والعامة في الاحتفالات والفعاليات المختلفة، وبرعت في تجهيز الوجبات عامة وفي إعداد المعجنات والحلويات بشكل خاص، بعد أن آمنت بقيمة العمل وأهميته في ترسيخ قيم الاعتماد على النفس وتطوير المهارات الحياتية، إلى جانب قناعتها الراسخة في أهمية الاستثمار في تربية الأبناء وتعليمهم انطلاقاً من حرصها على نجاحهم وتكوين شخصياتهم.

خصها المولى ـ عز وجل ـ بموهبة الطبخ؛ فاستثمرت في مجاله مشترطة على نفسها أن تكون الأولوية لتربية أبنائها الـ8، فتمكنت بمثابرتها وحبها الجارف للعمل من تربية وتعليم أبنائها وتخريج 4 منهم في الجامعات، يحمل أكبرهم سناً درجة الماجستير في الإدارة، فضلاً عن تزويج اثنتين من بناتها بعد تخرجهم في تخصصات جامعية، فيما يمضى بقية أبنائها حالياً في تحصيل المعارف الأكاديمية في الجامعات وأصغرهم في الثانوية العامة، وحققت طموحها الأكاديمي من خلال الاستثمار في تعليم أبنائها وتربيتهم على حب العلم وشكلوا جميعاً في مختلف مراحلهم الدراسية خير معين ومساعد لها في أعمال الطبخ الذي رسخت فيه بموهبتها المكتسبة وزادت عليه بالدراسة ونيل درجة الدبلوم من إحدى الكليات المتخصصة بدبي.

تقول أم عبد الله عن بدايتها في العمل المنتج «أنا على قناعة بأن الأعمال المنزلية من اختصاص الأم؛ لذلك أختلف مع الكثيرات بعدم جدوى الاستعانة بمساعدة منزلية، هذا اليقين دفعني إلى تنفيذ جميع مهام البيت من دون الحاجة لتوظيف مساعدة منزلية ما مكنني من إجادة جميع الواجبات والالتزامات الأسرية.

وتابعت : «حبي للعمل إلى جانب القدرات العالية في الطبخ والوعي المجتمعي بأهمية العمل المنتج كان دافعي لبدايات مشروعي فكانت نقطة الانطلاقة قبل 17 سنة بوضع اللبنات الأولى للمشروع لجهة زيادة دخل الأسرة بنشاط فعّال قابل للتطوير يلبى رؤيتي الخاصة ويستوعب مهاراتي المكتسبة في الطبخ بالموهبة والمعرفة من خلال اطلاعي الدائم على كتب الطبخ بجميع أصنافه، فكانت البداية بحفل زواج شقيقتي؛ حيث نجحت خلاله بعد أن أعددت أكثر من 150 قالب «كعك» حظيت بإشادة لافتة من جميع المدعوين الذين شجعوني بحماس كبير بتطوير هوايتي وتسخير موهبتي لعمل منتج يستوعب حلمي ويدر دخلاً على الأسرة، وفي تقديري كانت خطوة قوية وجريئة وشجاعة بأن اعتمدت الأسرة في إعداد «كعك» المناسبة على شخصي بعيداً عن المحال المتخصصة».

وتستطرد أم عبد الله: بدأت مشروعي بمعادلة صارمة تمثلت في أهمية تحقيق توازن ضروري بين مهام المشروع وتلبية واجبات الأسرة، وانطلقت في إعداد المعجنات بجميع أشكالها ومحتوياتها إلى جانب أنواع مختلفة من الكعك وإعداد العيش والدجاج، والسمك، واللحم لجميع مناسبات الأعراس بمساعدة أبنائي، وسار المشروع حتى حقق النجاح المنشود، بعد أن أصبح يلبي جميع طلبات البوفيهات للمؤسسات والشركات.

وعن آفاق تطوير المشروع، تقول أم عبد الله: حرصت على الاشتراك في صندوق خليفة لتطوير المشاريع الذي ساعدني بشكل مذهل، ومشروع الأسر المنتجة بجمعية الفجيرة الخيرية، ونجحت خلال السنوات الماضية في إعداد وجبات إفطار الصائم في الشهر الكريم بمساعدة خيرية الفجيرة؛ حيث أعمل منذ سنوات برخصة عمل منزلية من بلدية الفجيرة، وأتاحت الجمعية لي فرصة الدراسة ونيل دبلوم «شيف معجنات وحلويات» إلى جانب دبلوم في المحاسبة وإدارة الأعمال من إحدى الجامعات بدبي مستفيدة من اتفاقية بين الجمعية وصندوق خليفة لتطوير المشاريع في الطبخ. وتقول أم عبدالله: بعد نجاح تجربة العمل من المنزل، طورت المشروع بتأسيس «كوفي شوب» للمنتجات المنزلية كاستثمار تجاري في منطقة قدفع؛ حيث أعمل حالياً من خلاله على إعداد وبيع منتجات منزلية خالصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"