رغم مرور عام على حرائق ولاية كاليفورنيا المدمرة، لكن يبدو أن نيرانها لم تخمد بعد، إذ فوجئ فريق علمي أمريكي، بأن إحدى أشجار «السيكويا» العملاقة الشهيرة بالمنطقة لا تزال مشتعلة في المنطقة منذ الصيف الماضي، رغم هطول الأمطار والثلوج في فصل الشتاء، وفق ما نشرت «الجادريان» البريطانية الجمعة.
واكتشف فريق من الباحثين، الشجرة المشتعلة، هذا الأسبوع، خلال إجرائهم مسحاً لآثار حريق العام 2020 في حديقة سيكويا الوطنية. ولاحظ الفريق عموداً من الدخان في الوادي، باستخدام عدسة كاميرا طويلة، تتبع الفريق الدخان إلى شجرة سيكويا عملاقة تحترق، بعدما صمدت لآلاف السنين، وبدت كانها مدخنة تنفث دخاناً في وسط الغابة السوداء.
ورجح الباحثون أن الدخان ناتج عن حريق الغابات الذي بدأ في 19 أغسطس/آب من العام الماضي، بسبب صاعقة، وانتشر لاحقاً، ما أدى إلى تدمير 700 كيلومتر مربع من الغابات.
ويعتقد الباحثون أن عمليات الإطفاء التي استمرت أشهراً ساهمت في إخماد النيران الكبيرة، لكن بعض الجمر ظل مشتعلاً طوال فصل الشتاء داخل الشجرة، حتى خلال هطول الأمطار والثلوج.
وقال ضابط معلومات الحرائق في متنزهات سيكويا، مايك ثيون: «ليس من غير المعتاد تماماً أن تظل قطع الجمر مشتعلة بعد شهور من اندلاع حريق. يمكن أن يصبح الجزء الداخلي من الشجرة، مثل موقد الحطب، ليكون مأوى غنياً بالأكسجين للنار من أجل البقاء». ولفت إلى أن العديد من أشجار السيكويا في جبال سييرا نيفادا بكاليفورنيا صمدت لآلاف السنين ونجت من حرائق الغابات والجفاف لآلاف السنين.
وأكدت خدمة المتنزهات الأمريكية، أن الشجرة المعنية معزولة ولا تشكل خطراً على بيئتها أو على زوار المتنزه، لكن استمرار آثار الحريق الواضحة حتى بعد مرور أشهر توضح مدى جفاف المتنزه.
وتعد السيكويا العملاقة أكبر أشجار العالم، ويمكن أن تعيش حتى 3400 عام.
ولقي 33 شخصاً مصرعهم في الحرائق التي اجتاحت غربي الولايات المتحدة العام 2020، الماضي، ودمرت خلالها مناطق بمساحة أكثر من 17000 كيلومتر مربع في كاليفورنيا وحدها.
