فاصلتان

23:52 مساء
قراءة دقيقتين

معن خليل

عندما يوصف دوري موسم 2020-2021 بأنه الأكثر إثارة في عصر المحترفين، فإنه ليس في الأمر مبالغة، فحتى الجولة الأخيرة لم يحسم اسم البطل، ولا الهابط الثاني، ولا مقعدي دوري أبطال آسيا الثالث والرابع، ليبقى كل شيء معلقاً حتى مرحلة 11 مايو/أيار الحالي التي ستحبس فيها الأنفاس حتى صافرة الحكم النهائية لنسخة استثنائية من البطولة غاب عنها الجمهور، لكن لم تغب عنها «دراما» كرة القدم بكل تفاصيلها.

يملك الجزيرة مفاتيح اللقب الثالث في تاريخه؛ ففوزه على خورفكان يكفيه ليصعد إلى منصة التتويج، ودون انتظار نتيجة مواجهة مطارده بني ياس مع الوحدة، التي قد يندم بعدها «السماوي» على تفريطه بمباراة شباب الأهلي في الجولة الرابعة والعشرين عندما لعب على التعادل والخروج بأقل الأضرار ولم يجازف من أجل الفوز على أرضه رغم أنه كان يعرف أن منافسه على القمة الجزيرة يعاني في ملعب عجمان وكان متأخراً 2-3 قبل أن يخرج متعادلاً بصعوبة 3-3.

لو فعلها الجزيرة، وهو المتسلح بحسابات عدة لصالحه لحسم اللقب على أرضه فإنه يستحق ذلك، فقد بدأ الدوري وهو غير مرشح بعدما ضمت تشكيلته في البداية أجنبيين فقط مقابل أربعة أجانب لمنافسيه، ولطالما اشتكى مدربه كايزر من ذلك، مؤكداً أن اعتماده سيكون على اللاعبين المواطنين الذين أبلوا بلاءً حسناً وكانوا عند حسن الظن، ولاسيما الرباعي علي مبخوت الهداف، وصانع الأهداف خلفان مبارك، وصاحب الأداء الممتع عبدالله رمضان، والحارس الأمين علي خصيف، في حين كان حضور سيريرو أكثر من مهم في الوسط، وكذلك ميلوس بأهدافه من ركلات حرة التي أهدت فريقه الأمان في أكثر من مباراة، دون الانتقاص من دور الموهوب المقيم عمر تراوري الذي رغم سنّه الصغيرة (18 عاماً)؛ فقد ساهم بستة أهداف تسجيلاً وصناعة.

بدوره، دخل بني ياس الدوري وهو غير مرشح أيضاً، لكن بصمة مدربه الروماني إيسايلا في موسمه الأول مع «السماوي» كانت واضحة، وبوجود رباعي أجنبي ممتاز كان واضحاً أنه سيذهب بعيداً في المنافسة على لقب لم يعرفه منذ تأسيسه، وحتى لو لم يتحقق حلمه بالتتويج هذا الموسم، فإنه نال جائزة ترضية بمشاركته في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل.

وكما في صراع اللقب، فإن هوية الفريق الثاني الهابط إلى الدرجة الأولى ستتحدد في مباراة شبه فاصلة، شاءت المصادفات أن تكون في الجولة الأخيرة بين عجمان والفجيرة، والفائز من مواجهتهما سيضمن البقاء رسمياً، أما تعادلهما فسيحيل الأمر إلى مؤجلة الفجيرة مع الوحدة، وعندها يكفي«الذئاب» حصد نقطة لضمان الوجود لموسم آخر في عالم المحترفين.

خارج الخطوط

الجزيرة وبني ياس يستحقان لقب البطل، وقدّما نموذجاً من المفترض أن يكون أحرج من عُدّ قبل بداية الموسم منافساً على الورق، فبقيت منافسته حبراً على ورق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"