يحفّز أفضل القادة فرقهم على بذل أفضل ما لديهم، ويلهمونهم على إجراء التحسينات اللازمة؛ لصقل مهاراتهم الوظيفية باستمرار، كما يقودون شركاتهم بسلاسة خلال الفترات الصعبة؛ إذ لا يمكن المبالغة في أهمية الإدارة الجيدة، خاصة خلال فترات الأزمات والتحول الاقتصادي.
ومن المرجح أن يلتزم الموظفون الذين يثقون بقائدهم ويحترمونه، ويجب أن يكونوا سعداء في وظائفهم، إضافة إلى أنهم سيكونون أكثر إنتاجية مع احتمالية بقائهم في مكان العمل لفترة طويلة.
وقد تكون أهمية أن تكون قائداً متميزاً بالنسبة للبعض تعد عبئاً كبيراً في الأدوار الإدارية والقيادية. ومع ذلك، فإن النبأ السار هو، كما يقول مدرب كرة السلة العظيم، مايك كرزيوسكي: «القيادة هي دور دائم التطور». وفي حين أنه من الصعب استنساخ بعض السمات القيادية، يمكن لأي شخص اكتساب مجموعة من السلوكات القيادية على الفور. ومع أخذ ذلك في عين الاعتبار، إليك خمس عادات للقادة الناجحين انطلق في تنفيذها اليوم:
1- كن حاضراً وشفافاً:
إن أهم العادات التي يتمتع بها القادة الأقوياء هي الحضور والتعامل بشفافية مع فرقهم. وفي الأغلب يعني ذلك الإشراف ودعم الموظفين.
وفي حين أن الوقت الذي تقضيه في الإشراف، قد يبدو وكأنه وقت غير منتج، إلا أن قضاء الوقت إلى جانب موظفيك، هو أمر مهم جداً بالنسبة لمعنوياتهم. وخلال هذه اللقاءات غير الرسمية، كن دائماً صادقاً وشفافاً قدر الإمكان. وهذه الأصالة ستسهم في بناء وتعزيز الثقة بينك وبين فريقك، كما ستؤدي إلى علاقات أقوى وثقافة عمل جيدة. وعلاوة على ذلك، فإن الفترة التي تقضيها في الإشراف على الموظفين، ستساعدك على تحديد المشكلات والفرص.
2- التركيز على إدارة الوقت:
لدى القادة قائمة مهام طويلة كل يوم، ومن السهل جداً أن يسهوا عن الأمور الأكثر أهمية في تلك القائمة ويتشتت تفكريهم عنها. ومن دون إدارة الوقت بشكل جيد، يمكن أن يجد القادة أنفسهم غارقين في الاستجابة للمشاكل التي تنشأ؛ بحيث لا يتبقى لديهم الوقت الكافي لإنجاز المهام الأكثر أهمية.
ولتجنب هذه المشكلة الشائعة، يحتاج القادة إلى أن يكونوا استباقيين بشأن إدارة الوقت؛ حيث سيضمن ذلك عدم إغفال المهام الأكثر أهمية، والتركيز على الأولويات الصحيحة والإيفاء بجميع الالتزامات. وفي حين أن إدارة الوقت قد تكون صعبة، إلا أنها عادة يمكن تطويرها وتأصيلها. إليك فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على تطوير عادة إدارة الوقت بشكل جيد:
* حدد جدول أعمالك في الليلة التي تسبق يوم العمل.
* فوّض المهام كلما أمكن ذلك.
* تخصيص وقت للتركيز على مهام محددة.
* أنجز المهام الصعبة في وقت مبكر من اليوم.
3- استمع:
في الوقت الذي يعد فيها التواصل أمراً ضرورياً بالنسبة للقيادة العظيمة، من المهم بشكل خاص أن يستمع القادة بشكل جيد. ويمنح القادة الأولوية للاستماع والتأكد من أنهم لا يستمعون فقط للمحتوى وإنما للسياق أيضاً. وإضافة إلى ذلك، فإن القادة يحرصون على الاستماع بتمعن من دون إصدار أحكام أو المحاولة للسيطرة على المحادثة.
إن كونك تعد مستمعاً جيداً وعميقاً، لن يؤدي إلى بناء الثقة والاحترام بينك وبين موظفيك فحسب؛ بل يضمن أيضاً حصولك على المعلومات التي تحتاج إليها لاتخاذ قرارات صائبة بشأن العمل.
4- الذهاب إلى العمل مبكراً:
إن إحدى عادات القادة العظماء والتي قد تبدو غير مهمة، هي التزامهم بالوصول إلى مكان العمل مبكراً وأن يكونوا أوائل الناس الذين يصلون إلى المكتب كل يوم؛ حيث يمنحهم ذلك وقتاً لتنظيم أفكارهم، وإنجاز بعض المهام الروتينية، والرد على البريد الإلكتروني قبل الانشغال في المهام الأكثر أهمية. وإضافة إلى ذلك، يسهم هذا الأمر في تحديد مسار فريق العمل، وإعلامهم بأنك حاضر وملتزم بالعمل مثلهم.
إن بدء العمل مبكراً هو إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها ضبط أسلوب فريقك والمساهمة في بناء ثقافة عمل جيدة ومنتجة. وتجدر الإشارة إلى أنه مع وجود العديد من الفرق التي تعمل عن بُعد، قد لا تبدو هذه العادة مهمة بشكل كبير، ومع ذلك، وحتى خلال العمل عن بُعد، فإن «العمل في وقت مبكر»، سيساعدك في التركيز على ما هو مهم، والتأكد من التعامل مع أي تغييرات في اللحظة الأخيرة.
5- البحث عن فرص للتعلم:
يسعى أفضل القادة كل يوم إلى تعلم شيء جديد؛ حيث إن التعلم عادة بالنسبة لهم ويبحثون دائماً عن طرق لجمع المعرفة والمعلومات والمهارات الجديدة. ويمكن أن تكون عملية التعلم رسمية، مثل المشاركة في التطوير المهني أو العمل مع موجه. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون التعلم غير رسمي؛ إذ يتضمن ذلك التحدث مع أعضاء الفريق وطرح أسئلة استقصائية والاستماع وتدوين الملاحظات والإشراف. وعلى مدار كل يوم، هنالك الكثير من الفرص للتعلم.
ويحصل القادة العظماء على أقصى استفادة من فرقهم ويضمنون استمرار نمو أعمالهم وتطورها بغض النظر عن التحديات التي يواجهونها.
