تعلمتُ أن الخير يأتي بالخير، ومتى نويت أن تعمل خيراً فالله سبحان وتعالى هو من يرزقك، وهو من يستقبل الخير الذي تعطيه بقلبك قبل يدك، والله هو الذي يضاعفه ويعيده لك في صور مختلفة، الخير لا يكون في صورة مادية فقط، بل في أوجه كثيرة، فالكلمة الطيبة التي «تطبطب» بها على قلب مكلوم، أو تعين إنساناً وتخفف عنه هي خير، الحب الذي ترسله للآخرين في عمل تطوعي دونما رياء هو خير، السعادة التي تجلبها على قلب والديك ببرِّهما خير، الفرح الذي تنثره على قلب طفل ذي أمنية في هذه الحياة خير، الدعاء لمريض يعاني على فراش المرض، توفيق من الله لك، بأن تكون في خير وعون غيرك. الوقوف مع أخيك الإنسان وهو يمرُّ بكارثة إنسانية أو طبيعية أو فقر أو جوع، خير لا يقدر بثمن.
في بداية شهر رمضان، شهر الخير والحب والعطاء، ونحن ندخل عامنا الثاني مع جائحة أرهقت الكثيرين، وأتعبت الملايين، وفقد بها الكثيرون الأمن والأمان والحياة الكريمة، وأقلها لقمة العيش التي تعين على الاستمرار في هذه الحياة، في هذه الأثناء، ومع كل صعب يمر به العالم، أعلن والدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، عن مبادرة 100 مليون وجبة لإطعام من ضاق بهم الحال، الرقم ليس بسيطاً، لكنه كان متيقناً بقلوب يملؤها الخير في الإمارات وخارجها، بأنها لن تتردد في أن تكون يداً للخير وصوته، كانت نية سموه ألا يجوع أحد على هذه الأرض، وأن يصل ثواب صومنا وأجر شهرنا لكل مكان، فنحن لا ندري أي باب خير سيُدخلنا الجنة، كانت الحملة واستمرت تقريباً لأقل من شهر حتى يعلن سموه بالأمس أن الواقع الذي وصلنا له هو 216 مليون وجبة.
216 مليون وجبة، يا الله، من أمة الخير التي لا ترضى بالهوان والجوع لأحد، كم كان الرقم مفرحاً، وكم أعطى لنا أملاً كبيراً في أن الحياة ستستمر بخير ما دمنا نُحِسُّ ببعضنا، والإحساس عَلَّمَنا ألا نهدر طعاماً ولا ماء، ألا نهدر حياتنا، وألا نهدر نعمة أعطانا الله إياها، وهي الوطن، الوطن المدرسة الكبرى في تعليمنا، هو المدرسة التي تحتضن قيم الدين الإسلامي السمح المتعاطف المعطي، الدين الذي بدأ بالإحساس بغيرنا ولا يزال يصل العالم في شتى البقاع، بحبنا للعطاء وإحساسنا بحاجة أخينا الإنسان، كن دائماً أنت هنا على هذه الأرض، وأنت من يقرأ خارج حدودنا، كن صورة تمثل الإنسانية، صورة الحب والامتداد لكل من علمنا أن النية هي كل ما نحتاجه، حتى ننجح في ما نريد. اللهم احفظ لنا وطننا وقادتنا، فهما أجمل صور الخير، وكل عام وأنتم بخير.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
