عادي

تكريم استثنائي لقاضٍ إيطاليٍّ قتلته المافيا بطريقة بشعة عام 1990

19:02 مساء
قراءة دقيقتين
المافيا
السيارة التي اغتيل بداخلها القاضي على يد المافيا

روما - أ ف ب
طُوِّبَ الأحد في منطقة "أغريغنتو" جنوب إيطاليا، القاضي روزاريو ليفاتينو الذي اغتالته المافيا في مدينة "سيشيليا" وهو في الثامنة والثلاثين بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر 1990 واعتبر "شهيد" القضاء والعدالة.
ووضع صندوق ذخائر يحوي قميص القاضي المضرج بالدماء في كاتدرائية أغريغنتو عند تطويبه، فيما أشاد البابا فرنسيس في الفاتيكان بـ"شهيد القضاء والإيمان".
وقال البابا في ختام الصلاة المريمية: "من خلال خدمة الصالح العام كقاض مستقيم لم يستسلم أبداً للرشوة، سعى إلى إصدار الأحكام القضائية ليس للإدانة، بل للتكفير عن الخطأ الحاصل".
وكان القاضي الإيطالي رفض الحصول على مواكبة مسلحة، وقتل على بعد كيلومترات قليلة من منزله قرب "أغريغنتو" في "سيشيليا" عندما كان يستعد لإصدار تدابير إقامة جبرية بحق أفراد من عائلات كبيرة في المافيا السيشيلية المعروفة باسم كوزا نوسترا.
وعندما وصلت الشرطة إلى مكان الاغتيال، كانت الأجندة الخاصة به إلى جانبه مع شعار "أس تي دي" مكتوباً على الصفحة الأولى على غرار كل ملفاته، وهذا الشعار دعاء قديم "ساب توتيلا ديي" كان يستخدمه القضاة في القرون الوسطى قبل اتخاذ القرارات الرسمية.
وكان روزاريو ليفاتينو يتوجه صباح كل يوم إلى الكنيسة قبل انتقاله إلى المحكمة، وكان يطلب الغفران، وكتب في أحد الأيام: "إحقاق العدالة مثل الصلاة وتكريس الحياة للإيمان".
وخلال زيارة لوالديه في العام 1993، اعتبر البابا الراحل يوحنا بولس الثاني أن روزاريو ليفاتينو هو "شهيد القضاء والعدالة، وشهيد الإيمان بشكل غير مباشر".
وقال تائب من المافيا إن آخر كلمات القاضي للقاتلين الشابين كانت: "ماذا فعلت لكما أيها الصغيران؟" فتلقى ليفاتينو بعدها برصاصات في فمه.
وقال لويجي كيوتي، وهو كاهن اشتهر بمحاربته المافيات، إن القاضي السيشيلي قتل "بسبب ولائه لمهنته التي عاشها على أنها دعوى فعلية وخدمة، وليس كممارسة للسلطة".
ومنذ بداية حبريته يشن البابا فرنسيس حملة على المافيات، وفي العام 2018 زار باليرمو لتكريم الكاهن جوزيبي بوليزي الذي كان قد اغتيل قبل 25 عاماً، وطُوِّبَ في العام 2013 لأنه كان يسعى لإخراج الشباب في حي فقير من براثن كوزا نوسترا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"