عادي

القنوات التلفزيونية..صوت الاتحاد وصورته

00:25 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

كتبت: فدوى إبراهيم

حازت وسائل الإعلام، خاصة القنوات التلفزيونية، اهتمام الدولة منذ تأسيسها، فتحولت إلى صوت للنهضة يتحدث باسم القيادة والشعب محكوماً بالقوانين والتشريعات الضامنة للحرية والالتزام في آن.

وانصب اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء المؤسسات الإعلامية في الدولة وسن قوانين وتشريعات من شأنها أن تعمل على تنظيم المشهد السمعي البصري والمكتوب في الإمارات. وبدأ الاهتمام المنظم والقانوني بوسائل الإعلام في دستور الإمارات المؤقت الذي وضع في دبي بتاريخ 18يوليو/ تموز1971 وعمل بأحكامه من تاريخ توقيعه في 2 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.

وفي الفصل الثالث من الدستور المؤقت الخاص بمجلس وزراء الاتحاد نصت المادة (58) على تحديد أول مجلس وزراء اتحادي مكوّن من 12 وزارة من بينها الإعلام، فكانت لمنظمة للوسائل الإعلامية وكلمتها ومحتواها. وجاء هذا متوافقاً مع ما نصت عليه المادة (120) في الباب السابع من الدستور المؤقت (توزيع الاختصاصات التشريعية والتنفيذية والدولية بين الاتحاد والإمارات)، التي نصت على أن الاتحاد ينفرد بالتشريع والتنفيذ في شؤون محددة وهي (19) شأناً، من بينها الإعلام الاتحادي.

إحدى أبرز بوادر النهضة الإعلامية التي أسست لها حكومة الإمارات، أنه في العام 1973، ربط الإعلام المحلي ببعضه لتقوية دعائمه وتحقيق الهدف منه وهو إيصال صوت الإمارات للخارج، وفعلاً انصبت مهام الخطاب التلفزيوني على نقل منجزات الدولة.

وقع على عاتق وزارة الإعلام عدد من الاختصاصات التي حددها مجلس الوزراء في الداخل والخارج، منها الاضطلاع بكل شؤون الإعلام والنشاط الثقافي في الدولة، وتنسيق السياسة الإعلامية والثقافية بين الإمارات الأعضاء بما يكفل دعم الاتحاد، وإبراز مفهوم الوحدة الوطنية، والإشراف عليها، وإبراز مواقف الدولة، ونشر القيم والثقافة والفنون والتنقيب عن التراث التاريخي للبلاد وصيانته.

تأسيس

في العام 1969 انطلقت محطة تلفزيون في أبوظبي أنشأتها شركتا «كراون إيجنتس» و«ماركوني» في ثلاثة أشهر، وعملت المحطة بطاقة 27 واط، وكانت الغاية منها في مرحلتها الأولى تغطية جزيرة أبوظبي فقط، وبجودة استقبال ومقاييس فنية جيدة بحسب جوينتي مايترا في كتابه «زايد من التحدي إلى الاتحاد».

سميت المحطة التي بثت بالأسود والأبيض «تلفزيون الإمارات من أبوظبي» وهي الأولى في الدولة، وكانت الاستوديوهات الرئيسية في العاصمة، ومحطات الإرسال منتشرة في أبوظبي وأم القيوين ودبي والفجيرة ورأس الخيمة وحبشان وجبل الظنة. وتحول التلفزيون إلى الإرسال الملون في يناير/كانون الثاني 1975، وأطلقت القناة في 1983 بثاً لخدمة الأجانب المقيمين في الدولة، وبثت فضائياً على قمر «عربسات» في العام 1992، وجاءت هذه الخطوة، وهي من إنجازات وزارة الإعلام والثقافة آنذاك، لتكون صوت الإمارات في الخارج ونافذة لها على العالم.

وبث تلفزيون الإمارات من دبي في 1974 وكان من أوائل التلفزيونات الملونة في الخليج والمنطقة العربية، وفي العام 1978 أضافت القناة البث باللغة الإنجليزية، وأصبحت القناة منتجاً ومسوقاً للبرامج التلفزيونية بإنشائها أول مؤسسة متخصصة في الإنتاج البرامجي في المنطقة، ومؤسسة أخرى في العام 1982، وافتتحت القناة الفضائية لتكون أول محطة عربية تبث برامجها على مدار 24 ساعة وتوسع البث العالمي في العام 1995.

أما الشارقة فبثت قناة الإمارات منها في 1989، لتكون ثالث إمارة تطلق بثها التلفزيوني الخاص بعد أبوظبي ودبي، وتحولت القناة إلى فضائية بالاسم ذاته وبدأ بثها الرسمي على القمر الصناعي العربي «عربسات» 1996. وفي العام ذاته بدأ تلفزيون عجمان بالبث في قناته الأرضية من استوديوهات عجمان المتخصصة في إنتاج البرامج والتي عملت منذ 1981، وبعد الانطـــلاقة بعامين بدأ البث الفضائي.

رؤى وطنية وعالمية

رغم أن قنوات أخرى انطلقت متأخرة بعد العام 2000، وأخرى توقفت، إلا أن القنوات التي انطلقت في فجر الاتحاد، تواصل البث باسم الدولة دون أن تكون لها صبغة تحدها بإمارتها، وهو الأمر الذي رسخ قاعدة جماهيريتها محلياً وخليجيا وعربياً، بل تخطت بفضل البث الفضائي الحدود لتقدم لكل متابعيها من أنحاء العالم مضامين تحترم العادات العربية والأذواق.

وحين تأسس المجلس الوطني للإعلام بديلاً لوزارة الإعلام في 2006م، وله شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة، بدأ الإعلام يأخذ منحى جديداً كإشارة على تطور العمل الإعلامي، وتولّى على مدى السنوات إعداد التشريعات الإعلامية وتنفيذ خطط التطوير، ومنح الرخص والأنشطة الإعلامية، بما في ذلك الإعلام الإلكتروني.

وتضمن التطور ظهور القنوات المتخصصة كالرياضية والثقافية والتراثية والإخبارية منها: «أبوظبي دراما»، «أبوظبي الرياضية»، «نور دبي»، «دبي زمان»، وأخرى عامة مثل: «الوسطى من الذيد»، «الشرقية من كلباء»، «الظفرة»، «بينونة».

تعمل القنوات مجتمعة برؤية واحدة، وهي نقل صورة حقيقية لأبناء المجتمع الإماراتي والعربي والعالمي عن الجهود التي تبذلها حكومة الإمارات في إعلاء اسم العرب في المجالات كافة، ودورها الدبلوماسي والاجتماعي تجاه العالم أجمع، وبث رسالة السلام ووحدة الصف ونبذ العنصرية، مع التأكيد، رغم كل التطور الاجتماعي والعمراني والاقتصادي وغيرها، على أن القيمة التاريخية والتراثية للدولة قائمة في كل ما تقدم تلك القنوات التلفزيونية من مضامين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"