عادي

الموت يغيّب محمد مهران.. قائد المقاومة الشعبية في بورسعيد

16:45 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

غيّب الموت الفدائي البطل محمد مهران، قائد إحدى فرق الفدائيين في بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، الذي أصيب في إحدى المعارك في ساقه ورأسه، وأسره الانجليز وحاكموه في مطار بورسعيد، وحكموا عليه بخلع كلتا عينيه لأخذ قرنية عينيه لعلاج ضابط إنجليزي. وتم نقله إلى قبرص لتنفيذ عملية الخلع، وهناك ساوموه على أن يتركوا له عيناً واحدة ليرى بها في مقابل أن يتكلم في إذاعتهم ضد مصر، فتظاهر بالموافقة وعندما أحضروا الأجهزة بدأ الرجل الانجليزي في تقديمه للمستمعين فقال بالعربية: «نقدم لكم الشاب المصري محمد مهران ليكلمكم عن فشل السياسة المصرية، وعن الاستقبال الذي استقبله الشعب المصري للجنود الانجليز». ثم أشار إلى مهران ليتكلم، حيث بادر مسرعاً قائلاً: «إن شاء الله ربنا هاينصرنا على العدوان.. تحيا مصر.. وعاش جمال عبد الناصر» فأوقفوا الأجهزة، وخلعوا عينيه.

وعندما أعادوه إلى بورسعيد استطاعت المخابرات المصرية خطفه ونقله إلى المستشفى العسكري في القاهرة وزاره جمال عبد الناصر، وأصدر قراره بإنشاء المتحف الحربي في بورسعيد، وتعيين محمد مهران مديراً ومرشداً ومحاضراً في المتحف، وأن يرافقه جندي من القوات المسلحة.

وعندما أحيل على المعاش لبلوغه الـ 60 في سنة 1998، أصدر المشير طنطاوي وزير الدفاع وقتها قراره بتعاقد الجيش مع مهران مع الالتزام بوضع جندي لمرافقته.

ونعى اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد ببالغ الحزن والأسى الفدائي البطل. وقال: إن مهران كان يحظى بمكانة خاصة في قلوب أهالي بورسعيد، وإن بطولاته وتضحياته من أجل الوطن سوف يسجلها التاريخ على مر العصور والأجيال وسيظل مبعث فخر لأجيالنا القادمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"