حصان عن حصان.. يفرق

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

ما من قارئ لِ «داغستان بلدي» إلاّ ويمتلئ إعجاباً بحكمة رسول حمزاتوف. «ما دام الإنسان يجلس، فلا يُعْرَف إن كان أعرج أو لا، ما دام الإنسان ينام، فلا يُعْرَف إن كان أعور أو لا، ما دام الإنسان يأكل، فلا يُعْرَف إن كان جباناً أو بطلاً، ما دام الإنسان يصمت، فلا يُعْرَف إن كان كاذباً أو صادقاً»، هكذا تعلّم حمزاتوف كيف يكون فيلسوفاً من دون حاجة إلى أثينا أو حاجة إلى مدينة فاضلة. 
بلده داغستان بجبالها وينابيعها ورجالها الأشدّاء ونسائها القويّات ألهمته الفلسفة والحكمة، غير أن هذا الجبلي «الآفاري» كتب عن الخيول والفرسان في كتابه هذا أكثر مما كتب حكمة أو فلسفة. كتابه مثلما هو كتاب شعر وحكايات ونبل وشجاعة هو أكثر من ذلك كتاب خيول.
البطل في «داغستان بلدي» هو رسول حمزاتوف، والبطل الآخر هو الشخصية الحقيقية أبو طالب، غير أن الخيول في هذا الكتاب هي كائنات إنسيّة نبيلة، كريمة، شجاعة، قوية، صورة طبق الأصل عن جبال داغستان، وصورة طبق الأصل عن الفلّاحين.
في الكتاب أيضاً بطل آخر هو الحب.
يقول: - ما أجمل شيء في هذا العالم؟
 - البنفسجة في الجبال.
- وما هو الأجمل من البنفسجة في الجبال؟
 - الحب
 - وما هو أسطع شيء في هذا العالم؟
 - الشمس في الجبال عند الصباح.
- وما هو الأكثر سطوعاً من الشمس في الجبال عند الصباح؟
 - الحب.
 نقطة الارتكاز في هذا الكتاب هي الخيل حتى لو كان الحب أجمل من البنفسج وأكثر سطوعاً من الشمس، ولا يحتاج الجبلي سوى إلى سيف وخنجر وحصان.
قصة رسول حمزاتوف مع الخيول قصة عاشق نبيل، أمّا قصة أحد الرجال من شعب باباجو من الهنود الحمر، فهي قصة أخرى مختلفة مئة وثمانين درجة.. أين حصان حمزاتوف وأين حصان هذا الغجري. يقول الحصان: «لجام أسود وحبل حقير/ هذا هو ما كنت تربطني به/ عامَلْتَني بشكل منحطّ/ كنت أيضاً تتركني أسقط وتقيّدني في النهار/ لم أكن سعيداً أبداً وأنت تضع عقدة فوق ذيلي/ كم شعرت بالتقزّز وأنا معك».
حصان عن حصان يفرق.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"