كتاب الطفل

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

أي كتاب يمكنه أن يجذب اهتمام الأطفال، هو شيء رائع، فنحن نريد أن يعثر الأطفال على المتعة والإثارة في هذه الكتب، لتنطلق الشرارة التي تدفعهم للتعلق بالقراءة. والقراءة هي أحد أفضل الطرق للسماح للأطفال بفهم الآخر أو للوصول إلى وجهة نظر الآخرين. وتخيل عوالم أخرى وطرق تفكير مختلفة عن حياتهم اليومية، والسماح بالمناقشات المتعلقة بالتنوع وتطوير نظرتهم للعالم من حولهم.
يفكر معظم الكتاب في مرحلة ما من حياتهم المهنية في الكتابة للطفل، معتمدين بذلك على مدى حبهم للكتب منذ الطفولة، وما للكتب من قدرة على فتح أبواب الحياة للأطفال ومساعدتهم على التفكير بطرق جديدة، لكنهم يجهلون ما يحتاجون إليه قبل خوض هذا العالم. وتعترف الكاتبة مارجريت ميتشام الحائزة جوائز عن 14 رواية للأطفال والشباب، بأنها أثناء عملها مع مئات الطلاب خلال أكثر من عقد في ورشة عمل «كتابة كتب الأطفال» قضت أغلب الوقت في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي كانوا يحملونها عن الكتابة للأطفال على الرغم من كونهم كتاباً موهوبين.
 وترى بأن جهلهم بمدى صعوبة الكتابة للطفل ورؤية العالم من خلال عينيه وعقله وقلبه، واعتقادهم بأن القصص المصورة القصيرة سهلة، يجعلهم لا يدركون بأن قصص الأطفال أعمال فنية مثل الشعر تتطلب إحساساً عالياً وإتقاناً تاماً للغة، ولا يعرفون بأنه ليست جميع القصص تروق لجميع الأطفال، لأنها تعتمد في كتابتها على الفئة التي تستهدفها، ولن ينجح كتاب لا يستطيع كاتبه فهم احتياجات كل مرحلة من الكلمات والصور والأفكار، ولن يحصل الطفل على متعة القراءة إن لم تكن المواضيع مصممة لاحتياجاته الخاصة في كل منها، مع الأخذ في الاعتبار تطور لغته واختيار النصوص المناسبة في الوقت المناسب، والمتزامن مع كل مرحلة من مراحل نموه.
ويمثل قيام المؤلف وعالم النفس السويدي «كارل يوهان» بتأليف كتابه الشهير «الأرنب الذي أراد أن ينام»، المعنى الحقيقي لأهمية معرفة الكاتب بنفسية الطفل، فقد ساعده استخدامه «تقنيات نفسية» في الكتابة بالاعتماد على معرفته بأهمية دورة نوم الطفل لنموه الجسدي والعقلي على جعل الأطفال ينامون نتيجة قراءة هذا الكتاب أو سماعه يُقرأ بصوت مرتفع.
وكما يعني أدب الأطفال تقديم طرق جيدة لتعليمهم كيف يفهمون العالم، يجب أن يكون الكاتب قادراً على فهم عوالم الصغار، والكتابة في القضايا المهمة التي تساعدهم على مواجهة المتغيرات المتسارعة التي تدور حولهم، وتشجعهم على كيفية التساؤل من أجل المعرفة وتشتمل على أهداف لغوية ونفسية، ومعرفية، واجتماعية، وثقافية.
إن جودة أدب الأطفال تكمن في قدرته على تعليم الطفل في كل مرحلة من مراحل حياته، ومن خلال الربط بين رواية القصص وبين العلم والبيئة الطبيعية، وتشجيع الصغار على التعاطف، وفهم التنوع والمساواة، عبر السماح لهم بتصور أنفسهم في مكان الآخر، ووعي تجربة الآخر بشكل أفضل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتبة ومستشارة في تنمية المعرفة. حاصلة على الدكتوراه في القيادة في مجال إدارة وتنمية المواهب وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة أديبات الإمارات. أصدرت عدة مجموعات في مجالات القصة القصيرة والرواية والمسرح والبرامج الثقافية والأفلام القصيرة وحصلت على عدة جوائز ثقافية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"