عادي
نبض المواقع

«رسم العدم».. رحلة الصفر من الشرق إلى الغرب

23:49 مساء
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: عثمان حسن
في عمل لافت للروائي د. أشرف فقيه، بعنوان «رسم العدم»، يبحر القارئ في أجواء سرد روائي ماتع، يستند إلى التاريخ، لكنه أيضاً يتقاطع مع الفلسفة والعلوم من خلال شخصية ملهمة هي العالم الرياضي الإيطالي، ليوناردو فيبوناتشي، وهو من أبرز علماء العصور الوسطى في أوروبا. هذا العالم الذي عرف بمساهمته في نشر «الأرقام العربية» في أوروبا، خاصة ضمن كتابه المعنون ب«كتاب الحساب»، أو «متتالية فيبوناتشي».
استحوذت الرواية على قراءات كثيرة تثني عليها شكلاً ومضموناً، حيث يتداخل العلمي بالتاريخي مع الديني مع الإبداع الأدبي، عبر الحوار والشخصيات التي تسافر بالقارئ في رحلة مدهشة ومفيدة بكل معنى الكلمة.
أحد القراء يعبر عن إعجابه بهذا العمل الأدبي بقوله: «رواية من عمق التاريخ مكتوبة بأسلوب سردي ممتع وجاذب، للروائي د. أشرف فقيه، يسرد فيها رحلة الصفر من الشرق إلى الغرب، وترحال فيبوناتشي ونشأة متوالياته في مرحلة زمنية عصيبة يتمزق فيها الشرق والغرب، ويتنازعان على القدس، وقبل ذلك على العلوم».
«تختلف هذه الرواية في حبكتها عن معظم الأعمال العربية في اعتمادها على تقديم الأفكار والنقاشات العلمية».. هكذا يستهل أحد القراء حديثه عن الرواية، التي من وجهة نظره تسلط الضوء على نبوغ فيبوناتشي في علم الرياضيات، معتمداً على الإرث الذي تركه العلماء المسلمون مثل الخوارزمي وسواه، وهو يعتبر هذا العمل الأدبي متميزاً للغاية رغم لجوء مؤلفه إلى استخدام بعض الكلمات العربية التي يصعب على القراء فهمها من دون الاستعانة بالقاموس، كما أن الرواية بالنسبة إليه تتطلب معرفة مسبقة بتلك الحقبة التاريخية والتي للأسف الشديد، يجهلها معظم الناس. 
ويعجب قارئ بأسلوب المؤلف في الرواية، بما تشتمل عليه من حوارات ماتعة، فهي تبدأ كما وصفها من مدينة بجاية في المغرب الأوسط، سنة 1185 بعد التوغل في السوق، وفي حارة السماكين، وبين أحواض الدباغين، مروراً بحوانيت القصابين والعطارين والصاغة، ويقول: «رواية من عبق التاريخ، تمزج الدين والعلم والفلسفة، وفيها تتداخل الحضارات وتندمج الثقافات». 
ويشير قارئ إلى عالمية الرواية بوصفها قدمت عملاً بديعاً حول المعرفة والمثاقفة وإيثار الحقيقة على كل شيء، ويقول: «عمل كوزموبوليتاني بديع زاوج بين المعرفة والمثاقفة أسلوباً ولغة وسرداً وانكشافاً على مناخ مزدهر بالعلوم، ومن خلال رواية محكمة التسلسل والحبكة، ذات سرد آسر».
ويضيف: لقد نجحت الرواية بشكل لا يوصف في تقديم شخصيات مركّبة وحيّة ومثيرة، كما استطاع مؤلفها أن يفتح شقاً صغيراً في عالم عربي في زمن آخر، يمور بحراك علمي واجتماعي وثقافي، ومن خلال أحداث حقيقية ومثبتة، صيغت في قالب لغوي أقل ما يوصف ب«الساحر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"