«شدو الحروف» و«بصمات» و«مالك بالطويلة»

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

ليس بكثرة الكلام، والثرثرة والحشو والمبالغات تنجح البرامج التلفزيونية ذات الطابع المنوّعاتي أو الثقافي التاريخي السِّيَري، بل تنجح على قاعدة «خير الكلام ما قلّ ودلّ»، وتنجح بالبساطة والصدق والاقتناع الثقافي أولاً بما ينجزه ويقوله مقدّم البرنامج والمذيع.
أتابع وعائلتي بشغف يومي ثلاثة برامج ناجحة، هادئة، وفي الوقت نفسه عائلية وإنسانية وثقافية: الأول «شدو الحروف» من تلفزيون الشارقة يعدّه ويقدّمه الباحث والشاعر د. عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، بعد الإفطار مباشرة بلغة أدبية وإعلامية موزونة ومقبولة ثقافياً وسمعياً وبصرياً من جانب الصغير والكبير. وقد أحاط د. المسلم كل مساء بشاعر نبطي له حضوره الشعبي في الإمارات وفي الخليج العربي.
ثقافة د. عبد العزيز المسلم الشعرية سواء في الجانب الشعبي أو النبطي والفصيح وراء نجاح هذا البرنامج، وقوّة جاذبيته في دقائق معدودات نعرف من خلالها جوانب محدّدة من حياة الشاعر وسيرته ونماذج من قصائده التي يتداخل فيها الفصيح من الشعبي والنبطي. وقد جرت الإشارة في أكثر من مكان وبقلم أكثر من باحث إلى التقاء الشعبي بالفصيح في الشعر النبطي من دون أن تتأثر الهوية الفنية والشعرية للنبطي في المئات من النصوص. 
ثقافة شعرية شعبية بلغة رصينة مثقفة من خلال برنامج خفيف نظيف يتعلم منه كل من في قلبه ولع بالشعر.
الكاتب والإعلامي عوض بن حاسوم الدرمكي يقدم أيضاً برنامجاً موجزاً مكثفاً بالمعلومات والوقائع والقصص التاريخية، والسيّرية، والإنسانية، والثقافية: «بصمات»، من خلال تجارب إعلام ورموز وأدباء وقادة وحكماء ونبلاء في تاريخنا العربي والإسلامي.
تشعر أن عوض بن حاسوم الدرمكي يعرفك وتعرفه، وبينكما ما يشبه عقد صداقة وذلك بروحيّته التلقائية المحبّبة وإيمانه الظاهر تماماً بما يقدّم من مادة ثقافية تلفزيونية تتحول من كونها إعلاماً مرئياً مسموعاً إلى كونها ثقافة مطلوبة.
مرة ثانية، باختصار وإيجاز وتكثيف كل هذه المواد الإعلامية الثقافية الراقية بعيداً عن الشطط والاستعلاء والاستهلاك، الأمر الذي نلاحظه ونستقبله أيضاً يومياً في برنامج خفيف جميل هو الآخر، برنامج «مالك بالطويلة» للإعلامي الشاب المثقف مالك الروقي الذي يسافر بنا يومياً سفراً قصيراً في الأدب والعلم والتاريخ والشخصيات والخبرات والتجارب الحياتية الغنية. 
هذا السفر القصير، رغم وقت البرنامج الموجز المكثف، عميق بمادّته المعرفية والثقافية، ومقبول للعين والقلب من خلال حضور مالك الروقي الذي اختار «مالك بالطويلة» وهي عبارة شعبية مجازية تعني عدم التطويل والاستطراد والاسهاب، فقط جمل قصيرة ووقفات مكثّفة مشحونة بالمواقف الإنسانية الإيجابية.
ثلاث موادّ تلفزيونية لثلاثة أسماء عربية مثقفة دخلت بيوتنا في رمضان بكل احترام، واستقبلناها نحن بكل مودّة في وقت إيماني جميل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"