عادي

«يونج».. عالم النفس في جلسات تحضير الأرواح

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

يدور كتاب «يونج» وهو من تأليف ماجي هايد ومايكل ماكجنس، ترجمة محيي الدين مزيد، حول عالم النفس الشهير كارل جوستاف يونج (1875 – 1961) مؤسس علم النفس التحليلي، ويروي لنا مجموعة من الطرائف عن العالم الكبير، منها إيمانه بالأرواح والأشباح والأعمال الخارقة؛ حيث كان يواظب على حضور جلسات تحضير الأرواح لمدة عامين كاملين، وكانت ابنة عمه هي الوسيط الروحي، في حين أن والدها المتوفى كان مرشدها الروحي، وبذلك تكونت عند يونج شخصيتان: الشخصية الأولى كانت منغمسة في الأمور الحياتية، ويمكن أن تنفجر مشاعرها لأي موقف عاطفي.

أما الشخصية الثانية فهي تؤمن بالخرافات وبعالم الخوارق؛ حيث كان يونج يشعر بأنه على صلة وثيقة بالعالم الآخر، وقد أدى به ذلك إلى أن يدرك أن ضالته المنشودة هي «الطب النفسي» الذي شرع ابتداء من عام 1890 في دراسته كعلم ومهنة في آن، وقد ازداد اهتمامه مع نمو خبراته العلمية لاسيما عندما أصبح مساعداً في مستشفى للأمراض العقلية عام 1900.

أما علاقته الغريبة بفرويد فقد بدأت أولاً عن طريق المراسلات عام 1906 ثم زاره يونج لأول مرة في العام التالي 1907 واستمرت الصداقة بينهما وطيدة حتى عام 1913 والطريف أنه عندما زار فرويد لأول مرة ظل الحديث بينهما موصولاً لمدة 13 ساعة بلا انقطاع وكان أول انطباع له: «فرويد أول رجل مهم قابلته على الإطلاق فهذا الرجل لا نظير له»، ثم دب الخلاف بينهما ابتداء من عام 1912، عندما أعلن فرويد أن «يونج يتحدى مبادئي الأساسية، ويؤول كل شيء حتى يتسق مع فكرته هو عن التحليل» في حين أن يونج يعتقد أن فرويد أفرط في توسيع تأثير الغرائز المكبوتة، عندما وصف الأطوار النفسية التي يمر بها الفرد من الميلاد حتى البلوغ، إلى آخر هذه الخلافات التي بدأت بسيطة وغير معلنة، حتى انتهت بالقطيعة العلنية بين العالمين الكبيرين.

يصور الكتاب ذلك كله بطريقة سهلة مبسطة عن طريق الرسوم والصور والأشكال التوضيحية حتى يعين القارئ على فهم الفكرة التي تكون جديدة عليه وغير مألوفة له، وبالتالي فإن من لم يدرس علم النفس أصلاً يستطيع أن يقرأ هذا الكتاب في يسر وأن يفهم تفكير واحد من أعظم علماء النفس في التاريخ: كارل جوستاف يونج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"