طمــوح الشركــات النفطيــة الخضـراء علـى المحـك

22:10 مساء
قراءة 3 دقائق

يعتبر شهر أيار الجاري موعداً مهماً لشركات النفط والغاز الكبرى على جانبي المحيط الأطلسي لعقد اجتماعات المساهمين السنوية في الأسابيع المقبلة. يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه أكبر الشركات المنتجة للانبعاثات في العالم لضغط هائل لوضع أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى للانبعاثات بما يتوافق مع اتفاقية باريس.
في الوقت الحالي، لا تتماشى أي شركة نفط وغاز مع أهداف خفض الانبعاثات المتوافقة مع باريس أو مع مستويات الاستثمار، بعد أكثر من خمس سنوات من التصديق على اتفاقية المناخ التاريخية من قبل حوالي 200 دولة. ومن المعترف به على نطاق واسع أن الاتفاقية مهمة للغاية لتجنب أزمة مناخية لا حدود لتبعاتها السيئة.
وعقدت شركتا «إيكيونور» النرويجية و«كونكو فيليبس» الأمريكية المتخصصتان بالطاقة اجتماعات المساهمين السنوية الخاصة بهما يوم الثلاثاء الماضي. وكذلك فعلت شركة «بريتيش بتروليوم» البريطانية، وشركة التكرير الأمريكية «فيليبس 66» يوم الأربعاء، ومن المقرر أن تعقد شركة النفط الأمريكية العملاقة «شيفرون» اجتماعها السنوي العام في 26 مايو/ أيار.
ولأول مرة في هذه الصناعة، ستعرض شركة «رويال داتش شل» العملاقة للنفط الأنجلو هولندية خطتها الانتقالية لصافي الصفر لمساهميها في 18 الشهر الجاري، وسط قلق متزايد بشأن اعتماد الصناعة العنيد على الوقود الأحفوري. وذلك بعد تقديم عدد من المستثمرين ومنهم «فولو ذيس» اقتراحاً منفصلاً في اجتماع الجمعية العمومية للشركة لحث الآخرين على الاستفادة من وكالاتهم والتصويت معها ضد استراتيجية التحول وإجبار الشركة على تغيير المسار بشكل عاجل، واصفين خطة الشركة للمناخ بأنها غير كافية بشكل خطير.
ورداً على ذلك قال متحدث باسم «رويال داتش شل» إن الخطة تتضمن أهدافاً محددة وفق مستويات متعددة قابلة للقياس تذهب أبعد من طلبات «فولو ذيس» وبعض المستثمرين الآخرين، لذلك يمكن للمساهمين أن يكونوا واضحين تماماً بشأن ما تلتزم «شل» بتحقيقه، وتركيز انتباههم بدلاً من ذلك على الاقتراح الأكثر تفصيلاً من الشركة والذي سيساعد في دفعها إلى الأمام.
حددت استراتيجية انتقال الطاقة لشركة شل، والتي نُشرت في وقت سابق من هذا العام، خطط المجموعة التدريجية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وتهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 6% إلى 8% بحلول عام 2023 مقارنة بمستويات عام 2016. ويقفز الهدف بنسبة تصل إلى 20% بحلول عام 2030، و45% بحلول عام 2035، وصولاً إلى 100% بحلول عام 2050.
وأعلنت «شل» أنها ستنشر تحديثاً لاستراتيجيتها كل ثلاث سنوات حتى عام 2050. وستسعى أيضاً إلى تصويت استشاري على نهجها المتقدم في خططها وأهدافها كل عام.
لكن لم تلتزم «شل» بالأهداف المتوافقة مع باريس للانبعاثات حتى عام 2030، وهو إغفال لن يمر مرور الكرام دون أن ملاحظة أحد نشطاء المناخ والمستثمرين.
وتخطط شركة «ساراسين أند بارتنرز» لإدارة الأصول دعم اقتراح «فولو ذيس» والتصويت أيضاً ضد خطة العملاق النطفي الانتقالية في 18 مايو الجاري، معتبرة أنه من المستحيل معرفة ما إذا كانت خطة «شل» موثوقة أو مجدية اقتصادياً.
وفي الوقت نفسه، فإن منتدى صندوق المعاشات التقاعدية للسلطات المحلية في المملكة المتحدة، والذي يدير نحو 300 مليار جنيه إسترليني (423 مليار دولار)، يخطط كذلك لمعارضة استراتيجية المناخ لشركة «شل»، حسبما ذكرت وكالة رويترز. إلى ذلك، باعت الكنيسة الميثودية مؤخراً جميع حصصها في شركة شل النفطية الكبرى بسبب سياسة الانبعاثات الخاصة بها، واستجابة الشركة غير الملائمة لأزمة المناخ.
ومع ذلك، من المرجح أن يدعم مستثمر آخر في «شل»، وهو مجلس المعاشات التقاعدية في كنيسة إنجلترا خطة الشركة للمناخ في وقت لاحق من هذا الشهر. في وجهة نظر مفادها أنه من المناسب دعم هذه الاستراتيجية لتواصل الشركة تطوير نهجها وسط توقعات بمزيد من الإفصاحات في السنوات القادمة. والمجلس على ثقة من أن المشاركة والحوار الذي يجريه مع «شل» سيؤتي ثماره أيضاً. ويرى أنه في ضوء التقدم الذي حققته «شل» في السنوات الأخيرة، فإنه ليس هناك ضرورة للتصويت لصالح قرار المناخ الذي قدمته «فولو ذيس» وغيرها من المستثمرين. ومع ذلك، يخطط مجلس المعاشات التقاعدية في كنيسة إنجلترا دعم تلك القرارات في الشركات الأخرى، حيث لا يكون التقدم واضحاً.
سي إن بي سي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"