عادي

إسرائيل تحشد قوات على الحدود مع غزة.. ومواجهات في «المدن المختلطة»

15:27 مساء
قراءة 4 دقائق
فلسطينيون يغادرون منازلهم بعد تحذيرات إسرائيلية باستهداف مبناهم في غارة جوية
فلسطينيون يغادرون منازلهم بعد تحذيرات إسرائيلية باستهداف مبناهم في غارة جوية
فلسطينيون يتجمعون في موقع بناية دمرتها غارة اسرائيلية على غزة (ا ف ب)
قوات إسرائيلية تنتشر في عكا على خلفية التوترات (أ ف ب)
  • «تعزيزات أمنية مكثفة» في المدن المختلطة
  • إسرائيل تعدّ لعمليات برية في غزة
  • اجتماع طارئ للمرة الثالثة في مجلس الأمن

القدس - أ ف ب، رويترز
تواصل التصعيد الدامي الليلة الماضية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث شنت تل أبيب غارات جديدة مكثفة على قطاع غزة، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 103 قتيل في القطاع، بينهم27 طفلاً، ونحو 580 جريحاً، بينما تحشد إسرائيل قوات برية على طول الحدود مع القطاع، وسط اشتعال جبهة أخرى تتمثل في أعمال الشغب ومواجهات بين اليهود والعرب في المدن المختلطة.
وقتل سبعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بينهم طفل، ومئات الجرحى. وفي اليوم الرابع من التصعيد الأعنف منذ حرب 2014، لا تهدئة في الأفق بعد، رغم كل الدعوات الدولية إلى خفض التوتر.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إنها تتحرى وفاة أشخاص عدة خلال الليل تشتبه في أنها نجمت عن استنشاق غاز سام. وأضافت أن عيّنات تخضع للفحص، ولم يتم بعد التوصل لنتائج نهائية. ووسط مخاوف من أن العنف قد يخرج أكثر عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو، لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين.
المدن المختلطة
وأثارت التطورات الأخيرة غضباً بين عرب الداخل الإسرائيلي الذين خرجوا للاحتجاج، واصطدموا غالباً مع متطرفين يهود، أو مع القوى الأمنية. وتخللت المواجهات أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات.
وتظاهر، ليل الأربعاء الخميس، ناشطون من اليمين المتطرف في عدد من أنحاء إسرائيل، وساروا في مدينة حيفا مرتدين ملابس سوداء، وحملوا عصياً وهتفوا «الموت للعرب»، وقاموا بتكسير وتحطيم سيارات يملكها عرب.
وجرت مواجهات بين يهود يمينيين والعرب في مدينة عكا. ويتهم العرب الشرطة بعدم تدخلها لحمايتهم .
وبُثّت في إسرائيل، مساء الأربعاء، لقطات تلفزيونيّة مباشرة على قناة «كان»، تُظهر حشداً من الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين يهاجمون بالقرب من تل أبيب في مدينة بات يام رجلاً قيل إنه عربي. وتظهر في الصور حشود تجبر رجلاً على الخروج من سيّارته ثم يتعرّض للضرب على أيدي عشرات الأشخاص، حتّى فقد وعيه.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الخميس، بإرسال «تعزيزات مكثفة» من القوى الأمنية إلى المدن التي يسكنها يهود وعرب، وسط استمرار موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل في الانتشار في عدة مدن وبلدات، وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع.
وقال جانتس في بيان: «نحن في وضع طوارئ بسبب العنف، ومن الضروري الآن تعزيز القوات بكثافة على الأرض، وسيتم إرسالها فوراً».
حشد عسكري على الحدود مع غزة
من جهة ثانية، تحشد إسرائيل قوات برية على طول الحدود مع قطاع غزة. وبحلول فجر، الخميس، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على القطاع، دمرت خلالها بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق في وسط مدينة غزة.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه «يتم حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع، وإن إسرائيل في مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية».
وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، أن «رئيس الأركان يتفقد تلك الاستعدادات ويعطي توجيهات... لدينا مقر وحدة عسكرية وثلاث كتائب للمناورة في غزة تهيئ نفسها لهذا الموقف وحالات طارئة أخرى».
صباح العيد
وخرج بعض سكان قطاع غزة صباح اليوم الأول من عيد الفطر إلى الشوارع، وسط حال من القلق الترقب، بينما أُلحقت أضرار جسيمة بالطرق، وبعض الأبنية.
ودوّت، صباح الخميس، مجدداً، صفارات الإنذار في مدن إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، مؤذنة بسقوط صواريخ جديدة، بعد أن طالت تلك التي أطلقتها «حماس» ومجموعات أخرى خلال الأيام الثلاثة الماضية مدينة تل أبيب، وأقصى شمال إسرائيل. وبلغ عدد الصواريخ التي انطلقت من القطاع حتى الآن، بحسب الجيش الإسرائيلي، أكثر من 1500.
وحولت سلطات مطار بن جوريون في تل أبيب، الخميس، مسار جميع الرحلات حتى إشعار آخر، بسبب سقوط الصواريخ.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة مواقع عدة في قطاع غزة، بينها مبان مرتبطة بـ«حماس» في القطاع، ومنزل القيادي في الحركة إياد الطيب.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف، الأربعاء، برجاً مكوناً من أكثر من عشرة طوابق يضم مكاتب قناة «الأقصى» الفلسطينية التي أسستها «حماس» قبل بضع سنوات، فدمره بالكامل.
الأمم المتحدة
وفي مواجهة استمرار التصعيد، يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً ثالثاً حول المسألة، الجمعة. وخلال أول اجتماعين عبر الفيديو عقدا في جلستين مغلقتين، عارضت الولايات المتحدة تبني إعلان مشترك يدعو إلى وقف التصعيد، معتبرة أنه «يأتي بنتائج عكسية» في هذه المرحلة، كما قال دبلوماسيون.
وأعلنت واشنطن إرسال مبعوث إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للحث على «وقف التصعيد»، في حين دعت موسكو إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
نتنياهو يريد الاستمرار
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الهاتف، مساء الأربعاء، أنه يريد «المضي في ضرب القدرات العسكرية لحركة حماس وإضعافها».
من جهته، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليطلب منه العمل على «وقف الهجمات الإسرائيلية».
وكتب بلينكن في تغريدة على «تويتر» إنه أبلغ عباس «ضرورة وضع حد للهجمات الصاروخية وتخفيف التوتر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"