عادي
تجذب الأطفال بالأصوات والألوان

الألعاب النارية.. خطر يبدد فرحة الأعياد والمناسبات

01:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
ألعاب نارية

تحقيق: محمود محسن

العطلات، والمناسبات السعيدة، والأعياد، جميعها تشهد لحظات من الفرحة والبهجة، ونجد البعض خلالها يظهرون أقصى درجات المرح، للتعبير عن سعادتهم بتلك الأوقات، لكونها موسمية ولا تتكرر إلا بمرور وقت طويل، خاصة الفئات العمرية المتوسطة، والتي قد لا يحكم تصرفاتها العقل أحياناً في التعبير عن مشاعر الفرحة والاستماع بالإجازات.

إلا أن الفرحة والسعادة المتمثلة في تلك الفترات، قد تتبدد في لحظات وتتحول إلى ألم وفاجعة، إذ يلجأ البعض من تلك الفئات العمرية للإفراط في التعبير عن سعادته ومرحه، من خلال استخدام أدوات خطرة على حياته، وحياة كل من حوله، كالألعاب النارية والمفرقعات، لكونها تلفت الانتباه بأصواتها وألوانها المختلفة، ورغم صغر حجمها وقلة وزنها، إلا أنها قادرة على تعكير صفو الأعياد وأوقات المرح بمخاطرها وتأثيرها السلبي، لما تتسبب به من مخاطر جسدية ونفسية على كل من يتواجد في محيطها، لتنقلب الفرحة إلى حزن سببه مرح لحظي زائف، يكبد صاحبه الخسارة والألم.
ولكون العطلات والأعياد أكثر الأوقات التي تشهد الظاهرة الخطرة، حرصت «الخليج» على البحث عن أسباب تواجدها ومخاطرها على أفراد المجتمع:
فرحة لحظية
يقول محمد رزق: الألعاب النارية والمفرقعات لها سحرها لكنها تجعلني أخسر نقودي، فخلال وقت قصير استنفد ما معي من مال، واكتشف أن الوقت لا يزال طويلاً، وقد أتعرض لحرج.. لذلك توقفت عن استخدام الألعاب النارية.. في حين يجد أصدقائي في الألعاب النارية مرحاً ولهوًا عن غيرها من وسائل المرح، إذ تجذبهم الأصوات والألوان، وقد يلجأ البعض منهم إلى عمل المقالب لخلق جو من المزاح والمرح، ولكنني أجد خطورة في استخدامها واللعب بها، وأنصح باستغلال أوقات العطلات في الجلوس مع الأسرة والتجمع لمشاهدة الأفلام، أو ممارسة الرياضة، أو حتى اللعب بالألعاب الإلكترونية، وكل ذلك يمكن ممارسته من دون خطورة على صحتنا، أو صحة الآخرين.
دور الإعلام
يقول المستشار القانوني محمد الحفني: إن ظاهرة الألعاب النارية بدأ ظلها يتسلل إلى الساحة الآن مع اقتراب العطلات وأيام العيد، حتى الحديث عنها وعن أخطارها بات عادة سنوية، ولا يتعظ من هذا الحديث ولا يأخذ منه العبرة إلا من ذاق من كأس الألم الذي يتجرعه أهل ضحايا هذه الألعاب من الأطفال، ولكن يجب ألا ندخر جهداً في مقاومة هذه الظاهرة، سواء بالقول، أو بالفعل، أو بالتوعية الإعلامية، ونشر مخاطر هذه الظاهرة التي تأتي متسللة لتجرحنا في أعزاء ما لدينا، وغالين على قلوبنا وقطعة من أنفسنا، وزينة الحياة الدنيا.
مخاطر صحية
بالرجوع إلى الاستشارات الطبية لمعرفة مخاطر الألعاب النارية على مستخدميها، تقول د. نور هشام، طبيبة عامة وماجستير في الصحة العامة: يزداد الطلب على الألعاب النارية بين فئات سنية معينة خلال مواسم العطلات والأعياد، ولكن يجب أن ندرك أنها تحمل العديد من الأخطار على صحة وسلامة أجزاء متفرقة من الجسد، حيث تتسبب تلك الألعاب بإحداث الحروق والإصابات من القطع المتناثرة وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة في اليدين، أو الوجه، أو العين، أو الرأس، وقد تكون حروق من الدرجة الثانية أو الثالث.
كما أن للألعاب النارية مضار أخرى، تتمثل في حروق وجروح في اليدين والأطراف، ما يستدعي بترها أو فقدانها، بما له تأثير سلبي في الحالة النفسية للطفل على المدى البعيد بسبب العجز الناتج عنه، كما أن الأذى قد يشمل الأشخاص المحيطين به من أفراد العائلة أو غيرهم ويلحق الأذى بهم، وليس الشخص الذي يستخدم الألعاب النارية فقط.
توعية وتحذير
من جهتها، تحذر أجزة الشرطة في الدولة بشكل مستمر من بيع المفرقعات والألعاب النارية، لما تسببه من إزعاج وخطر على حياة مستخدميها، وحياة الآخرين، وتكثف من حملاتها لضبط كل من يحاول استغلال أيام العيد والعطلات في بيع المفرقعات والألعاب النارية، أو تداولها، لأن مثل هذه الممارسات والسلوكات تشوّه صورة المجتمع.
حملات مستمرة
بدورها، حذرت بلدية مدينة الشارقة من استخدام الألعاب النارية والمفرقعات لما تشكله من خطر على أفراد المجتمع، خصوصاً الأطفال، لاحتوائها على مواد مضرة بالصحة، حيث تمنع بيعها وتنظم حملات تفتيشية مستمرة للتأكد من عدم بيعها والتعامل معها.
وأكدت ترحيبها بجميع ملاحظات واستفسارات الجمهور عبر مركز الاتصال على الرقم 993 ومختلف قنوات التواصل التابعة لها على مدار الساعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"