حديث المسؤولية

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

«الخدمات الحكومية نافذة المواطنين على حكومتهم، وتطويرها أولوية مستمرة، وجودتها هدف متغير وليس ثابتاً، فنجاح الحكومة مرهون بمواكبة التوقعات»، كلمات مضيئة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تحمل بين طياتها رسالة عميقة المضمون، تأخذ مؤسسات الدولة، بأنواعها، إلى أهمية رفع الدرجة القصوى لتطوير الخدمات، وتذليل المعوقات كافة أمام المراجعين.
تذكرت كلمات صاحب السمو نائب رئيس الدولة، عندما استوقفني موقف، لعبت دور البطولة فيه الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في مطار دبي، التي لم تهتم بإجازة عيد الفطر المبارك، بقدر اهتمامها بحلّ إشكالية مواطن، اكتشف في المطار أثناء سفره، انتهاء جواز سفر نجله، وحاجته لاستخراج هوية جديدة له، ليعمل ضباط الإدارة بلا تردد على تذليل كل المعوقات أمام المواطن، ونجله، وحلّ الإشكالية في ساعات معدودة، على الرغم من بدء الإجازة في جميع مؤسسات الدولة.
الموقف في حد ذاته يجسد الفهم العميق للمسؤولية، والإخلاص في أداء الواجب الوظيفي، فهنا لم يتعامل القائمون على خدمة المراجعين في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، على أنهم موظفون انتهى دوامهم، فانتهى معه واجبهم نحو أفراد المجتمع، ولكنها المسؤولية الوطنية والأمانة اللتان كانتا المحرك الرئيسي لتلك الكوادر، فسعادة المواطن لا تعبّر عنها الكلمات، والثناء لا يفي حق تلك السواعد الوطنية المخلصة.
اليوم، ونحن نحتفي بعيد الفطر المبارك، نجد رجال الشرطة البواسل في مختلف إمارات الدولة، يعملون كخلية نحل، يصلون الليل بالنهار، حفاظاً على أمن واستقرار المجتمع وأفراده، وضمان إجازة سعيدة للجميع. حقاً لا نستطيع أن ننكر دورهم البارز في خدمة الفئات المجتمعية كافة، بكفاءة تجسد نوعاً آخر من المسؤولية المجتمعية التي ينبغي أن يتعلمها الجميع.
قطاع الشرطة يلعب دوراً محورياً في حفظ النظام، وتأمين السلامة للجمهور، وتقديم أفضل الخدمات على المستويات كافة، لاسيما في المناسبات والأعياد، فجميع العناصر الشرطية دائماً ما تكون على أهبة الاستعداد لخدمة الجمهور، وتذليل المعوقات التي قد تواجه أي فرد في المجتمع.
ومادام حديثنا اختار المسؤولية عنواناً، فعلينا أن نذكّر أنفسنا والجميع بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية خلال أيام عيد الفطر المبارك، إذ تشكل نوعاً آخر من المسؤولية، لا يقل أهمية عن دور رجل الشرطة، فالجميع مسؤول، ولنعلم أن الإعلان عن العودة التدريجية الآمنة، لا يعني الوصول لنهاية خطورة «كورونا»، بل بداية مسؤولية حقيقية انتقلت من الجهات المعنية إلى أفراد المجتمع بمختلف فئاته، حفظ الله الجميع، وعيدكم مبارك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"