عادي
استئناف توزيع الوقود في شرق الولايات المتحدة بإمداد ضعيف

إخفاق «برنت» المتكرر في تجاوز 70 دولاراً يثير المضاربين

20:17 مساء
قراءة 5 دقائق
اقتصاد

تقدمت أسعار النفط، الجمعة، ماحية بعض الخسائر الحادة التي تكبدتها في الجلسة السابقة؛ إذ ارتفعت أسواق الأسهم، لكن المكاسب حد منها وضع فيروس كورونا في الهند المستهلك الكبير للخام واستئناف عمل خط أنابيب في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 0957 بتوقيت جرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتاً بما يعادل واحداً في المئة إلى 67.71 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتاً أو واحداً في المئة إلى 64.45 دولار للبرميل.
ونزلت أسعار كلا الخامين 3% الخميس وتتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع.
وتتعرض أسعار النفط لضغوط هذا الأسبوع بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند، فضلاً عن المخاوف من أن السلالة شديدة العدوى التي اكتشفت لأول مرة هناك تنتشر إلى دول أخرى.
وقال كومرتس بنك: «من المرجح أن يكون إخفاق (برنت) المتكرر في تجاوز 70 دولاراً قد أثار عمليات بيع من جانب المشاركين في سوق المضاربة، خاصة أن عمل خط أنابيب كولونيال يتسارع مرة أخرى في الولايات المتحدة».
وفي الولايات المتحدة، طمأن الرئيس جو بايدن، سائقي السيارات بأن إمدادات الوقود ستبدأ في العودة إلى طبيعتها بنهاية هذا الأسبوع، حتى مع نفاد البنزين من المزيد من محطات الوقود في جنوب شرقي البلاد بعد أسبوع تقريباً من هجوم إلكتروني على خط أنابيب الوقود الرئيسي في البلاد.

استئناف توزيع الوقود 

أعلنت شبكة خطوط أنابيب البنزين الأميركية الرئيسية إعادة تشغيل كامل نظامها واستئناف تسليم منتجاتها الخميس، بعدما توقّف عملها بسبب هجوم إلكتروني ترجّح واشنطن أنّ مصدره روسيا، لكنّ محطات الوقود على امتداد الساحل الشرقي لا تزال تواجه نقصا في الإمداد بعدما تدفق عليها الزبائن بدافع الذعر.
وأشاد الرئيس جو بايدن بـ«الخبر السار»، داعيا الأميركيين إلى التزام الهدوء مع عودة الإمدادات لوضعها العادي خلال الأيام القليلة المقبلة.
وصرح بايدن للصحافيين في البيت الأبيض أنه بينما «لن نشعر بالتأثير في محطات البنزين على الفور» ستكون هناك «عودة إلى الحياة الطبيعية تبدأ في نهاية هذا الأسبوع وتستمر في الأسبوع المقبل».
اصطف سائقو سيارات مذعورين من فلوريدا إلى ماريلاند في محطات الوقود في محاولة لملء خزاناتهم وأوعية جاؤوا بها، وأدى ارتفاع الطلب إلى تجاوز متوسط السعر الوطني ثلاثة دولارات للغالون لأول مرة منذ أواخر عام 2014 على الرغم من جهود الحكومة لتخفيف أزمة الإمداد.
وأعلنت شركة كولونيال بايب لاين في وقت متأخر الخميس أن النظام بأكمله عاد للعمل بعد أن بدأ إعادة تشغيل شبكته في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
لكنها نوّهت مرة أخرى إلى أن الأمر سيستغرق أياما عدة حتى تعود سلسلة توصيل المنتجات إلى وضعها الطبيعي وأن بعض المناطق «قد تواجه، أو تستمر في التعرض لانقطاعات متقطعة للخدمة».
نفد الوقود في أكثر من نصف محطات فيرجينيا بعد أن فرغت خزاناتها نتيجة تدفق الزبائن، وفقا لبيانات صدرت الخميس عن موقع «غاز بادي» المتخصص.

«لا داعي للذعر» 

واجهت جورجيا وكارولاينا الجنوبية مستوى نقص مماثلا، وتتجه الكميات في العاصمة نحو النفاد مع عدم وجود محروقات في 73 بالمئة من محطاتها، في حين بلغت النسبة 68 بالمئة من المحطات في كارولاينا الشمالية.
ونفدت المحروقات في نحو ثلث محطات فلوريدا وماريلند وتينيسي.
وقال بايدن «أعرف أن رؤية طوابير في المضخات أو محطات دون بنزين يمكن أن تكون ضاغطة للغاية، لكن هذا وضع مؤقت. لا تحصل على كمية بنزين أكثر مما تحتاج (...) لا داعي للذعر».
أغلقت شركة كولونيال بايب لاين شبكتها بعد مهاجمة أنظمتها الإلكترونية مساء الجمعة وطلب القراصنة فدية.
وفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرج، دفعت الشركة 5 ملايين دولار فدية للقراصنة، وهو ما يتناقض مع تقرير لصحيفة واشنطن بوست جاء فيه أن الشركة لن تدفع مقابل إنهاء قرصنة أنظمتها.
ورفض متحدث باسم الشركة التعليق على التقارير، بالنظر للتحقيق الجاري في الهجوم الإلكتروني.
كما رفض بايدن التعليق على ما إذا كان يتعين على الشركة دفع الفدية، لكنه شدد على حاجة الشركات إلى تعزيز أمن تكنولوجيا المعلومات لديها.
وقال إن «هذه الحادثة تقدم تذكيرا طارئا لماذا نحتاج إلى تعزيز بنيتنا التحتية وجعلها أكثر قدرة على الصمود ضد كلّ التهديدات، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان».
تعتقد واشنطن أن مجموعة «دارك سايد» الإجرامية التي تنشط من روسيا استهدفت الشركة. وكشف الرئيس الأربعاء النقاب عن أمر تنفيذي جديد لتحسين الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة يجبر من بين أشياء أخرى الشركات على الإبلاغ في حال حدوث مثل تلك الانتهاكات.

اختراقات واسعة

يأتي الهجوم على شبكة «كولونيال بايب لاين» في أعقاب اختراقين واسعين آخرين، الأول هو «سولار ويندز» الذي أضر بالآلاف من شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأميركية والقطاع الخاص نُسب رسميا إلى روسيا، واختراق آخر استهدف خوادم البريد الإلكتروني لشركة «مايكروسوفت» من المحتمل أنه سبب آثارا مدمرة.
تشغّل الشركة أكبر نظام خطوط وقود في الولايات المتحدة، ينقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي المكتظ بالسكان عبر 5500 ميل (8850 كيلومترا) من القنوات التي تخدم 50 مليون مستهلك.
وعلّقت الحكومة مؤقتا العمل بلوائح الهواء النظيف وقواعد الشحن والنقل بالشاحنات للمساعدة في إيصال الوقود إلى المناطق المتضررة بسرعة.
من جهته، قال باتريك دي هان المحلل في موقع «غاز بادي» على تويتر، «الآن تهدأ الأمور مع بعض التحسن. سيستغرق ذلك أسبوعين/بضعة أسابيع»، لكنه حذر من أن «التحسّن قد يكون بطيئا».
نبّه دي هان أيضا من أن الأسعار قد تظل مرتفعة لبعض الوقت، خاصة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع في «يوم الذكرى»، البداية التقليدية لموسم السفر الصيفي للأميركيين.
وأضاف أن «الوضع سيستغرق بالتأكيد وقتا وسيتحسن ببطء بسبب ارتفاع عدد الانقطاعات وعدد محطات التزود بالوقود».

لا مسؤولية للسلطات الروسية 

أكد الرئيس الأميركي أن لا علاقة للحكومة الروسية بالهجوم الإلكتروني، لكنه أشار إلى أنه سيثير القضية خلال قمة مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وتعتقد واشنطن أن مجموعة إجرامية مقرها روسيا استهدفت خط الأنابيب.
ولدى سؤاله إن كان بوتين أو الحكومة الروسية على علم بالهجوم، قال بايدن بعد التفكير للحظات «أنا واثق من أنني قرأت التقرير الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي وجاء فيه أن (لا بوتين) ولا الحكومة» كانوا على علم.
وتابع «لكن لدينا سبب قوي للاعتقاد بأن المجرمين الذين نفّذوا الهجوم يعيشون في روسيا. صدر من هناك».
وذكر بايدن أن إدارته أجرت «اتصالات مباشرة مع روسيا» وأن هناك حاجة لمعايير دولية لتشديد السيطرة على مجموعات إجرامية كهذه.
وتابع «أفترض بأن هذا سيكون أحد المواضيع التي سأتحدث مع الرئيس بوتين بشأنها».
ومن المتوقع أن يلتقي بايدن بالرئيس الروسي خلال زيارة مرتقبة إلى أوروبا في حزيران/يونيو، وسيكون اللقاء الأول بينهما منذ تولى السلطة. (وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"