عادي

الزراعة السنية.. البديل الأمثل للجذور المفقودة

23:23 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تعتبر الزراعة البديل الأمثل للأسنان التالفة، والاستغناء عن الأطقم أو الجسور السنية، والحفاظ على عظام الفك والأنسجة اللثوية، وتصل نسبة نجاحها إلى 98% في معظم الحالات، ويعتمد هذا الإجراء على تثبيت غرسة في عظم فك المريض، لتكون بديلاً لجذر السن المفقود بآخر صناعي، وتشبه السن الطبيعية إلى حد كبير من حيث الشكل والأداء، كما تعد الأفضل من الناحية التحفظية ولا تؤثر في الأسنان المجاورة، أو عملية المضغ أو الكلام، وفى السطور القادمة يتحدث مجموعة من الخبراء والاختصاصيون عن هذا الموضوع تفصيلاً.

يقول الدكتور شري راجيش أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين وزراعة الأسنان إن هذه العملية تناسب جميع أنواع عظام الفك العلوي والسفلي، وعلى الرغم من نقص العظام الكافية في بعض الحالات، إلا أن الإجراءات الجراحية المتخصصة المختلفة مثل ترقيع العظام ورفع الجيوب الأنفية يحسن من جودة الزراعة ويجعلها مستدامة لوقت أطول، وتحاكي الأسنان الطبيعية، ويناسب هذا الإجراء عدة حالات جاهزية وعوامل موضعية تشمل فقدان الأسنان نتيجة التسوس، والالتهابات، أو الرضوض أو مشكلات اللثة التي تسبب حركة السن وتخلخله، وحالات كثرة التدخين والسكري غير المنضبط.

تقييم سريري

يوضح د.شري أن المرضى الذين لديهم أسنان قابلة للإزالة، يمكنهم عمل غرسات ثابتة عن طريق الزراعة، بعد التقييم السريري، فهي تعد بديلاً مناسباً لتحسين نوعية الحياة والحفاظ على عظم الفك والأنسجة اللثوية، حيث إن أطقم الأسنان القابلة للإزالة ليست صحية من الناحية البيولوجية للفم، ويتم أجراء الزرع عن طريق تخدير اللثة ثم وضع الغرسة بعد إنشاء مساحة محددة الحجم في العظم بشكل منهجي، ويتكون السن المزروع من التيتانيوم من الدرجة 5، وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تمر بسلسلة من المعالجة من أجل تسهيل الترابط مع عظم الفك أثناء مرحلة الشفاء، ويمكن إجراء عمليات زرع متعددة في جلسة واحدة، ولكنها تعتمد على تقييم الطبيب لحالة المريض.

خطوات العملية

يشير د.شرى إلى أن وضع الغرسات لا يتناسب مع كمية الأسنان المفقودة بشكل عشوائي، ولكن يتم تحديد العدد المطلوب بتخطيط مسبق من قبل الجراح المختص، لاستعادة الوظائف والمظهر الجمالي للابتسامة الطبيعية، وهناك العديد من التقنيات الشائعة التي يستخدمها جراحو الفم والوجه والفكين لتخطيط الأسنان المزروعة، وإعادة تأهيل الفم مع الحد الأدنى من الغرس، ليساعد في التئامها وربطها بالعظام بشكل أفضل، وتجنب الصدمات النفسية وعدم الراحة التي يعاني منها المريض أثناء العملية، وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأطباء يفضلون وضع الأسنان المزروعة بالرباع أو جنباً إلى جنب حتى لا تتأثر الشهية الطبيعية للمريض أو المضغ في غضون ذلك، ويمكن العمل في الجانب العلوي خلال جلسة واحدة، ويتم التخطيط للجانب السفلي في جلسة مختلفة.

فوائد متعددة

يذكر الدكتور سريكانث ناركيدامالي طبيب الأسنان أن زراعة الغرسات تدوم لفترة طويلة وتؤدي الوظيفة نفسها وتعيد الأداء الطبيعي للأسنان، وتحسن القدرة على الأكل والمضغ، بالإضافة إلى المظهر الجمالي للوجه والعظام، ويمكن لأي شخص الحصول على عملية الزرع، بشرط الالتزام بنظافة الفم والأسنان، والتمتع بصحة جيدة، ولثة سليمة، وعظام كافية لحمل الغرسة، وتعتبر زراعة الأسنان آمنة في أغلب الحالات وتستمر نتائجها لفترة طويلة، ويمكن أن تصل نسبة نجاح هذا الإجراء إلى 98٪، ومع الرعاية المناسبة يمكن أن تدوم مدى الحياة.

عوامل الخطر

يؤكد د. سريكانث أن مضاعفات عملية زراعة الأسنان نادرة على الأغلب، وربما يتعرض المريض لمضاعفات متعددة مثل انتقال العدوى، انحسار اللثة، والزرع المتنقل أو فشل الغرسات، وتلف الأعصاب، ويتسبب عظم الفك غير الكافي في فقدان العظام وهشاشتها وانخفاض كثافتها، كما يقلل التدخين من معدل نجاح الزراعة، حيث يؤثر النيكوتين في تدفق الدم إلى الأنسجة الرخوة، ما يصعب شفاء الفم بشكل صحيح، ومع ذلك يمكن للمدخن أن يكون مؤهلاً لهذه العملية، ولكن يُنصح بالتوقف عن التدخين لمدة أسبوع قبل الإجراء، والإقلاع عنه فترة شهرين على الأقل بعد وضع الغرسة للحصول على نتيجة أفضل.

حالات طبية

يبين د. سريكانث أن فشل زراعة الأسنان يعد احتمالاً إذا تم تشخيص المريض بأمراض المناعة الذاتية، أو مشكلات أخرى كالتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء السكري غير المنضبط، كما يتسبب العلاج الإشعاعي في شفاء الجسم بوتيرة أبطأ، ويتعرض الأشخاص الذين يعانوا من سوء نظافة الفم من آثار جانبية لعملية الزراعة، مثل:-

- تراكم الجير على الأسنان الاصطناعية، ما يؤثر في صحة اللثة في المنطقة المحيطة بالغرسة، ويتسبب في حدوث تهيج والتهابات.

- انتشار العدوى داخل الفم إذا لم يتم علاجها بشكل سليم، وخاصة أنها تحتاج عناية طبية كالأسنان الطبيعية والتنظيف بالفرشاة، والخيط السني، واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا، والفحوص المنتظمة وزيارة الطبيب المختص.

موانع صحية

تذكر الدكتورة أسماء ناجي طبيبة الأسنان أن عملية الزراعة تكون ناجحة في الكثير من الحالات، حيث يشعر المريض بأنها أسنان طبيعية، وخاصة عندما تتحرك أثناء المضغ والكلام، ولكنها لا تناسب الجميع، وهناك أسباب متعددة، تمنع هذا الأجراء مثل:

* الموانع الموضعية ككثافه العظام، أو عدم وجود عظام كافية للحفاظ على دعم السن، أو وجود التهاب باللثة، أو إهمال الصحة العامة للفم.

* العوامل الصحية العامة تؤدى لفشل عملية الزرع، وتشكل خطر على المريض، مثل: داء السكري، الأمراض المناعية وهشاشه العظام، وكذلك المرضى الذين يخضعون لعلاج كورتيكوستيرويدات، والأدوية الكيميائية، ومن يعانون نقص الكالسيوم.

إجراء آمن

تلفت د.أسماء إلى أن الزراعة آمنة للأشخاص المدخنين، ولكن يجب اتباع تعليمات الطبيب قبل العملية وتقليل عدد السجائر المستهلكة، وأخذ الفيتامينات اللازمة، ويجب الانتباه إلى أن التدخين يبطئ عملية التعافي المباشر بعد الزراعة، ويقلل نسب نجاح الزراعة وينقص من عمرها الافتراضي، كما يجب معالجة الأمراض المزمنة إن وجدت في الفم، ويعتبر صرير الأسنان أحد المشكلات التي يمكن أن تعرض الأشخاص لأضرار في فترة قصيرة من أجراء التعويضات السنية، ولذلك يجب استخدام علاجات دوائية وارتداء الواقي خلال اليوم، للحد من الضغط المتكرر على السن المزروع عند حدوث الصرير.

عناية دورية

تؤكد د.أسماء أن الأسنان المزروعة لا تتعرض للتسوس ولا يمكن حشوها، ولكنها تصاب في بعض الحالات بالتهاب اللثة في المنطقة المحيطة بالزرع، ولذلك فإنها تحتاج إلى العناية والاهتمام مثل الطبيعية تماماً، عن طريق التنظيف المستمر بالفرشاة، وخيط الأسنان، وزيارة الطبيب المختص بشكل دوري حتى لا تتلف الغرسات المزروعة، قبل نهاية عمرها الافتراضي الذي يصل إلى 15 عاماً.

الطُعم السني

يحتاج الأشخاص الذين يرغبون في الزراعة السنية إلى عظام فك سميكة، حتى تتحمل وضع الغرسات وتدوم لوقتاً أطول، كما أن عملية المضغ الشديدة يمكن أن تؤذي الفك بعد ذلك، وفى حال عدم تناسب العظام مع مقاييس هذه العملية، فيمكن أن يخضع المريض للطُعم العظمى لإعادة بناء قاعدة سليمة وصلبة للغرس السني، وهناك أنواع مختلفة من الطعوم، مثل المشتقة من مكان آخر في الجسم، أو المستخلصة من المواد البديلة عن العظام وتسمى «الطعم العظمى الصناعي»، ويتم هذا الإجراء عن طريق استخدام الجراحة لفتح اللثة وكشف العظام، وعمل ثقوب عميقة لوضع الطُعم حتى يدعم الجذور للأسنان المزروعة، وتستغرق هذه العملية عدة أشهر حتى يحدث الاندماج العظمي في الفك، ويمكن للمريض استعمال الطقم المتحرك بشكل مؤقت مع الحرص على إزالته وتنظيفه قبل النوم، حتى لا تتسرب البكتريا والجراثيم إلى الفجوات الموجودة في المناطق الخالية من الأسنان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"