عادي

«الندبة».. السرد يناهض التنمر

22:43 مساء
قراءة دقيقتين
7

الشارقة: علاء الدين محمود

تكتسب رواية «الندبة» للأمريكي بروس لاوري، الصادرة عن منشورات المتوسط أهميتها من كونها تعالج قضايا راهنة ومعاصرة، فعلى الرغم من أنها قد كتبت باللغة الفرنسية عام 1960، تناولت مواضيع ظلت تعانيها المجتمعات على الدوام مثل: التنمر بأصحاب الندبات والعاهات الجسدية والنفسية، وهي كذلك شديدة الصلة بواقع اليوم الذي يشهد الثورة الرقمية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وظهور ما بات يعرف بالتنمر الإكتروني.

وتدور الرواية حول الطفل «جيف» الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة، وكان موضع سخرية وإقصاء من قبل زملائه بسبب ندبته التي ولد بها، حتى غرق تدريجياً في عزلة قاتمة، نتجت عنها عدة مآس حولت حياته وحياة من حوله إلى جحيم، وتغوص الرواية داخل أعماق ذلك الطفل الذي اتخذ موقفا ضد مجتمعه، وتعزز في داخله شعور بأن المجتمع يرفضه، وورد على لسان الطفل في الرواية: «عندما كانوا ينادونني بذي الشَّفَة الكبيرة في المدرسة، كنتُ مستعداً لارتكاب أي فعل شرير، ولكن في البيت، إذا قيل لي إني فعلتُ شيئاً جيَّداً، تعتريني رغبة جامحة في تقديم هدية لهم».

العمل وجد صدىً جيداً عند القراء وأشاد عدد منهم بموضع العمل ومعانيه، وكذلك بأسلوب السرد.

«عمل يصلح لكل زمان»، هكذا وصف أحد القراء موضوع العمل، ويقول: «الرواية تستعرض التنمر والعنصرية، من خلال قصة طفل ومجتمع الخمسينات من القرن الماضي، والعمل يحض على القيم الجميلة والنبيلة، ونسبة لأهمية المواضيع التي تناولها فقد تحولت إلى عمل سينمائي»، في ما توقف آخر عند جماليات اللغة في العمل، ويقول: «استطاع الكاتب عبر سرد باذخ أن يمرر حمولة القسوة الثقيلة في الرواية، ونجح في خلق عمل شيق وممتع ينتصر للخير والجمال».

«أفكار عميقة»، هكذا تحدث أحد القراء مشيراً إلى أن الفكرة رغم بساطتها جاء السرد فيها محتشداً بالتأملات الفلسفية، ويقول: «الرواية ركزت على النقص كشيء طبيعي، حيث لا يوجد كمال مطلق في البشر، كما أراد الكاتب أن يقول إن الناس يرون ندبات الآخرين ولا يرون ندباتهم ونقصهم»، وركزت قارئة على بعض المعاني الواردة في الرواية والتي وصفتها بالقيمة، وتقول: «العمل عالج كثيراً من العادات الضارة التي نجدها في أي مجتمع مثل الكذب والعنف، فهو دعوة للصدق والسلام الاجتماعي».

«صناعة الشر»، بتلك الكلمات تناول قارئ مضامين العمل، ويقول: «الرواية أرادت أن تقول إن المجتمع هو المسؤول من صناعة الشرور في نفوس أفراده وذلك بتنمرهم وسخريتهم»، بينما توقف آخر عند جوانب فنية متعلقة بطرق السرد، ويقول: «اتبع المؤلف أسلوباً سهلاً في الكتابة، حتى تكون الرواية واضحة يسهل فهمها، ويتضح ذلك من خلال التوظيف الخلاق للحوارات البديعة بين الطفل وأفراد أسرته، أو مع صديقه رونالدو، أو تلك التي يجريها مع ذاته، وكذلك اهتم الكاتب بصناعة شخوص ملهمين».

«سرد إنساني»، هكذا وصف قارئ الرواية، ويقول: «يجد القارئ نفسه متورطاً تماماً مع بطل القصة الصغير، وبعض شخوص العمل، فالسرد جاء كدفق شعوري يخاطب الوجدان، كما نجح المؤلف في خلق صور ومواقف لا تزول عن ذهن المتلقي أبداً»،

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"