لا تحرم روحك من الفرحة

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

البعض من الناس يكابرون، ويعتبرون أن بعض الممارسات والمشاعر يجب تجنّبها. أسوق مثالاً للمزيد من التوضيح، عندما تمر مناسبة سعيدة وتدعو للفرح والاحتفال، تجد أن ثلة من الناس تتجنب هذه المناسبة، وتملك مبررات وأسباب عدة، منها أن لا شيء يدعو للفرح، أو أنها تعتبر مثل هذه المناسبة اعتيادية، أو أنها تجد أن مساحة الأحزان أو الغضب أعظم وأكبر من الفرحة العابرة والاحتفال بمناسبة ما؛ ومثل هذه الحالة تجدها ماثلة في مناسبة مثل العيد، فالبعض يحترف الحديث عن الكآبة والأحزان في هذه الأيام تحديداً، كأنه يجد أن السعادة لا تستحق ولا تستوجب التعبير عنها، وهذا يدعو للأسى، ويمكن ملاحظة هذا السلوك في تلك الثلة التي تحترف في كل عام الحديث عن ما جدوى العيد في ظل الأوضاع المتردية، وفي ظل الأحزان والمصائب التي يعانيها العالم.
مثل هذا التعميم خاطئ تماماً، فمن حق الناس الشعور بالفرح والسعادة، ومن حق الناس أن يعيشوا الفرحة، وأن يحتفلوا بها، وإن أمعنا النظر فإن العالم منذ الأزل، وحتى يرث الله الأرض وما عليها، لم يخلُ من الأوجاع والمصائب والعقبات والأحداث المؤلمة، وهذا لم يمنع تشريع الأعياد، ولم يمنع الاحتفال بها. لذا فإن اختار البعض من الناس تجنب الفرحة وقتل السعادة في قلوبهم، فهذا مؤسف وسيرتد عليهم سلبياً، ولكن في اللحظة نفسها لا يجب عليهم ممارسة هذا السلوك ضد الآخرين، ويجب ألا يعملوا على الظلامية وألا يبثوا رسائلهم السلبية القاتمة في المجتمع.
 أولاً وأخيراً هي نصيحة، أوجّهها للجميع، خاصة الفئات التي تجد لذة في محاولة تخريب - إن صحت الكلمة - فرحة الناس بالعيد، أقول لهم نصيحة لا تحرموا أنفسكم من الفرحة، وعندما تجدوا أن لديكم مشاعر من السرور والسعادة، لا تترددوا في التقاطها، إنها نعمة من الله، لا تحرموا أنفسكم منها لأسباب واهية.
 تقول الشاعرة والكاتبة الروائية الأمريكية ماري أوليفر: «إذا شعرت فجأة وبلا أي مقدمات بالفرحة، لا تتردد، واستسلم كلياً لهذا الشعور». وسواء كنا في أيام عيد، أو لا، عندما تتلبسك مشاعر البهجة، وعندما تزورك أحاسيس السعادة، وعندما يغمرك السرور، لا داعي للانتكاس والرفض، فنفسك وروحك وكيانك، بحاجة لهذه البهجة، بحاجة ماسة لمساحة من النقاء والصفاء التي لن يوجدها إلا الفرح والشعور بالاطمئنان.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"