تجدد القتال بين حركة طالبان وقوات الحكومة الأفغانية أمس الأحد، في ولاية هلمند الجنوبية المضطربة، مع انتهاء وقف لإطلاق النار مدته ثلاثة أيام اتفق عليه الطرفان بمناسبة عيد الفطر، فيما أعلن تنظيم «داعش» تبنيه انفجاراً في مسجد بكابول، الجمعة.
وأفاد رئيس مجلس ولاية هلمند عطاء الله أفغان، فرانس برس: «بدأ القتال في وقت مبكر من صباح الأحد، ولا يزال مستمراً»، بينما انتهت هدنة مؤقتة مدتها ثلاثة أيام في وقت متأخر السبت.
وأشار إلى أن عناصر طالبان هاجموا نقاط تفتيش أمنية على أطراف لشكرجاه وغيرها من المناطق.
وأكد ناطق باسم الجيش الأفغاني تجدد المعارك، بينما تحدّث مكتب حاكم هلمند عن مقتل 21 مقاتلاً من طالبان حتى الآن.
بدوره، أفاد الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، فرانس برس بأن القوات الأفغانية بدأت العملية ورفض تحميل الحركة المسؤولية.
وتعهّدت الولايات المتحدة بإنهاء أطول حرب في تاريخها، لكنها تجاوزت مهلة الأول من مايو/أيار لسحب كامل جنودها، وهو ما ينص عليه اتفاق وقّعته واشنطن مع طالبان مقابل ضمانات أمنية، وتعهد بالدخول في محادثات مع الحكومة الأفغانية.
وأجّل الرئيس الأمريكي جو بايدن موعد انسحاب جنود بلاده حتى 11 سبتمبر/أيلول، أي بعد 20 عاماً من اجتياح الولايات المتحدة لأفغانستان وإطاحتها نظام طالبان.
وقال الخبير المستقل في الشأن الأفغاني والمقيم في أستراليا نيشانك موتواني لفرانس برس، إن طالبان تنظر إلى الانسحاب الأمريكي على أنه «انتصار». وأفاد: «يمنح الانسحاب المتمردين إعلان انتصار ويختتم قصة إزاحتهم عن السلطة وعودتهم إليها في النهاية، ويشير إلى أن الجمهورية الأفغانية في شكلها الحالي شارفت على نهايتها».
وقال ضابط عسكري أفغاني لفرانس برس في وقت سابق هذا الأسبوع، بعدما انسحبت القوات الأمريكية بشكل كامل من قاعدة قندهار الجوية، التي كانت ثاني أكبر قاعدة لقوات التحالف: «سيكون من الصعب للغاية الآن إجراء عمليات». وتابع: «لا يمكن لطائراتنا التحليق ليلاً؛ لذا فستكون العمليات الليلية صعبة».
وصمدت الهدنة التي بادرت طالبان بالدعوة إليها وسارعت الحكومة الأفغانية إلى الموافقة عليها خلال عطلة عيد الفطر التي انتهت الليلة قبل الماضية، لكن تفجيراً استهدف مسجداً في ضواحي كابول، الجمعة، أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم إمام الصلاة.
ونفت طالبان أي علاقة لها بالاعتداء الذي تبنّاه تنظيم «داعش».
وأكد التنظيم أن قنبلة زرعت في المسجد وتم تفجيرها عند دخول المصلين. وكانت الهدنة رابع اتفاق لوقف إطلاق النار يتم على مدى النزاع المتواصل منذ عقدين.
(وكالات)
