العين: راشد النعيمي
كشفت دراسة أجرتها جامعة الإمارات أمس، وهي أول دراسة بحثية في علم الأوبئة في دولة الإمارات، على أن ما نسبته 44% من المصابين بفيروس «كورونا» لم تظهر عليهم أية أعراض، وأن هناك علاقة وثيقة بين العمل في الأماكن المغلقة والمعاناة من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري وضغط الدم، وظهور أعراض مرضية بعد الإصابة بالفيروس.
وجاءت الدراسة تحت تحت عنوان: الخصائص الوبائية لحالات COVID-19 المصحوبة وغير المصحوبة بأعراض مرضية، والإيجابية في اختبارات تفاعل البلمرة المتسلسل (RT-PCR) اللاحقة في الإمارات، بهدف الإضاءة على الخصائص الوبائية لأول مجموعة من الذين شخص الفيروس لديهم.
وأجرى الدكتور رامي الرفاعي، الأستاذ المساعد وعالم الأوبئة في معهد الصحة العامة لدى جامعة الإمارات، دراسة الخصائص الوبائية والطبّية لأول مجموعة أصيبت بالفيروس في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع مجموعة من الباحثين من جامعة خليفة، ومركز أبوظبي للصحة العامة.
وركّزت الدراسة على ماهية الأعراض التي ظهرت عليهم، والخصائص الديموغرافية والطبية للمصابين. حيث عملت على فهم مدى قوة العلاقة التي تربط عدداً من الخصائص الديموغرافية (مثل العمر والجنس) والأمراض المزمنة بالأعراض البادية على المصابين بالفيروس.
وأشار الدكتور الرفاعي، إلى أن حالات الإصابة غير المصحوبة بأعراض شكّلت أحد أضخم التحديات في غمار السيطرة على الجائحة. وكبار العمر والمصابون بأمراض مزمنة مختلفة مثل السكري، الضغط، فقر الدم، وأمراض الجهاز التنفسي هم الأكثر خطراً بالـتأثر بالفيروس ودخول المستشفيات.
وأضاف «هذا النوع من الدراسات الوبائية ذو أهمية كبرى، من حيث الخروج باستنتاجات علمية ترفع مستوى الوعي المجتمعي، وتنهض بالصحة العامة، للإسهام في انحسار الأوبئة، باتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة، مثل عزل المصابين، وحجر المخالطين للحالات الإيجابية. كما أنه دليل ومرشد لدراسات علمية مستقبلية».
وتعدّ جامعة الامارات من المراكز العلمية والبحثية المهمة محلياً وإقليمياً وعالمياً وأسهمت وما زالت تسهم في الإنتاج العلمي والبحثي المهم في كل المجالات. فعلى سبيل المثال، أجرى معهد الصحة العامة في كلية الطب والعلوم الصحية، وعدد من الأقسام العلمية، أبحاثاً علمية ذات علاقة بفيروس «كورونا». حيث نشر الباحثون نحو 30 ورقة علمية بحثية في مجلات علمية عالمية مرموقة، ناقشت الكثير من المواضيع والأدلة العلمية ذات العلاقة بالفيروس.
